بعد 30 عاماً خرج عبود الزمر بصحبة شقيقه طارق من السجن علي خلفية اتهامهما بالتخطيط لاغتيال السادات.. وأعلن عن تأسيس حزب سياسي يسعي من خلاله إلي تطبيق فكرته «الدولة الإسلامية» أو «دولة الخلافة» بما يتماشي مع التعددية الحزبية والديمقراطية وفقاً لما أسماه «وثيقة الطريق الثالث» التي قدمها 2009 وحظيت بكثير من ثقة الإسلاميين وقتها لأنها «أي الوثيقة» تضمنت العلاقة بين الجهاد وتنظيم القاعدة وأسباب دعوة عبود لنبذ العنف والاشادة بمنهج الإخوان واعتبار إيران اضافة للثورة الإسلامية - بخلاف «السلفيين». «عبود الزمر» أثارت تصريحاته مخاوف عدد كبير من قيادات التيارات الإسلامية خاصة فيما يتعلق بمبادئ حزبه التي أعلنها وهي المبادئ التي وصفتها جماعة الإخوان بأنها تحتاج إلي دراسة مطالبة «عبود» بالتمهل في دراسة الواقع عن قرب. الجماعة قالت إن فكرة اقامة دولة الخلافة عفا عليها الزمن وأعربت عن مخاوفها من خلط العامة بين الإخوان والجماعة مما يعني نبذ الإخوان الذين لا يدعون لاقامة دولة إسلامية فيما لا يزال السلفيون يرفضون ممارسة الحياة السياسية. الشيخ ناجح إبراهيم أحد كوادر الجماعة الإسلامية قال إن تصريحات الزمر ومطالبته للأقباط بدفع الجزية ومنعهم من تأدية الخدمة العسكرية غير مناسبة وغير مقبولة وأشار إلي أن الجماعة الإسلامية لا تتفق مع «الزمر» في مثل هذه التصريحات التي قد ينتج عنها فتنة طائفية. وأضاف إنه لم يطلع علي برنامج حزب عبود وأن الجماعة الإسلامية تستقل بحزب تسعي للمشاركة من خلاله في الحياة السياسية بعيداً عن الزمر ورؤيته التي يجب أن يعيد دراستها. موضحاً أن مسألة دفع الجزية تبدو غير مناسبة لأن الشريعة أقرتها مقابل «الدفاع والحماية» بينما الأمر اختلف بعد مشاركة الأقباط في الجيش والشرطة وتقلدوا مناصب عليا بالدولة وعن وثيقة «الطريق الثالث» يري ناجح أنها مختلف عليه، وقال ويجب علي الزمر تطويرها وتحسينها. وأكد أحمد صبح المنشق عن الجماعة الإسلامية والمؤسس لحزب الحركة الإنسانية للإصلاح أن المجتمع يحتاج رسائل طمأنة قولاً وفعلاً وان الإنسانية بصفة عامة مرجعيتها دينية لأن الرسول محمد صلي الله عليه وسلم هو رسول الإنسانية لافتاً إلي أن تصريحات الزمر أثارت العديد من المخاوف بعد مطالبته بتطبيق الحدود الإسلامية، حيث وضع تصوراً بذلك لدي المواطنين بأن أن الإسلاميين في سدة الحكم سيشوهون صورة مصر رغم أن منافذ عدم تطبيق الحدود كثيرة. وأوضح جمال حشمت الكادر الإخواني وجود اختلاف بين توجه عبود الزمر الفكري والفكر الإخواني فالإخوان لا تستطيع تحمل غير أعبائها ولذلك هناك تخوف من قبل الجماعة من خلط الشارع بينها والجماعة الإسلامية بسبب تخوف الشعب من المد الإسلامي مشيراً إلي أن الثورة كانت مدنية والزمر والإخوان مدينون للثورة بهذه الحرية ويجب أن يحافظوا علي مبادئ الثورة لا هدمها ولهذا لا يجب أن يستغل التيار الديني ثمار الثورة ويسيطر علي المجالس النيابية والمؤسسات وعليه الالتزام بنسبة «العشر». وأضاف أن هناك العديد من الاختلافات بين الفكر الإخواني وفكر الجماعة الإسلامية التي يرمز لها عبود الزمر وهو ما يتضح مع عدم الاتفاق مع تصريحاته التي عفا عليها الزمان من الناحية الفقهية والشرعية مشيراً إلي أنه لا يجوز الصراع بين الإخوان والجماعة الإسلامية في الوقت الحالي لأن الإخوان هي جماعة وسطية معتدلة لا تحارب الأقباط وستتعامل مع حزب عبود الزمر كأي حزب آخر. جدير بالذكر أن الحديث عن حزب الزمر دفع الإخوان والجماعات السلفية لعقد إجتماعات طارئة.. ويبدو أن هناك قلقاً من جانب الإخوان من ظهور هذا الحزب وما يتردد عن ترشيح الزمر للرئاسة.