· صفوت الشريف استدعاني وقال لي «الهانم زعلانة وخفي شوية من اهتمامك بنفسك» · أنس الفقي قال ل«مصطفي الفقي»: مش هدخلها التليفزيون لأن عندي أوامر صريحة بذلك أماني أبوخزيم.. المذيعة التي ازدادت شهرتها بدخولها السجن بتهمة رشوة جهاز مدينة 6 أكتوبر خرجت منذ شهور بعد 4 سنوات هي ثلاثة أرباع 6 سنوات انتهت اليها محكمة النقض من أصل 8 سنوات عاقبتها بها محكمة اول درجة.. في حوار مع «صوت الأمة» تقول أماني إن سوزان مبارك زجت باسمها في القضية بسبب عدم استجابتها لتهديدات وتحذيرات نقلها لها صفوت الشريف باعتباره وزير الاعلام انذاك من «الهانم». في البداية استغرب الناس من خروجك بشكل مفاجئ من السجن.. ما هي الحكاية؟ - بعد صدور الحكم بحبسي لمدة ثماني سنوات اسرعت بعمل نقض للحكم ليصدر حكم جديد بحبسي ست سنوات خرجت بعد انتهاء ثلاثة ارباع المدة حسبما ينص القانون بعد أن قضيت اربع سنوات ونصف ليتم الافراج عني بما يسمي بالعفو الشرطي. تردد وجود قصة كبيرة وراء الزج بك في قضية الرشوة مع عصمت ابوالمعالي؟ - الحقيقة ان الكارثة بدأت منذ ان دخلت التليفزيون في 1988 بعد ان كنت اعمل في تليفزيون عمان، حيث قدمت أوراقي وتم تعييني قارئة نشرة ومقدمة برامج ولان عقدي يقول انني اصلح لتقديم جميع انواع البرامج عملت في البرامج الثقافية وكنت اقدم برنامج يسمي «كتاب في حياتي» تعاملت من خلاله مع عدد كبير من المثقفين أمثال انيس منصور ويوسف إدريس ومجموعة كبيرة من السفراء واستمر البرنامج سنتين إلي ان استضفت أحد الكتاب ولم يكن صفوت الشريف وزير الاعلام آنذاك شاهدني لانه كان هناك شخص يسمي حسين عنان هو المسئول عن شئون المذيعين والمذيعات قبل ان يتدخل صفوت في كل شيء، وفي احدي المرات شاهدني صفوت واعجب بادائي المهني وطلب تصعيدي كقارئة نشرة، حيث كان لي لون مختلف عن بقية القارئات، وتضرر الكثير من تميزي ففوجئت بصفوت الشريف يستدعيني ويقول لي خلي بالك الصحافة تنتقد اي قارئ نشرة بها أخطاء، وقد تم تصعيدي وسط اساتذه التليفزيون امثال محمود سلطان وزينب سويدان. ما الذي حدث بعد ذلك؟ - فوجئت باستدعاء صفوت الشريف لي ليقول لي بالنص «انتي عاملة لي قلق برة» وعندما سألته عن القلق قال لي «كل ما اروح مجلس الشعب أو الرئاسة يتكلموا عليكي وعن ادائك» فرديت عليه «وده يزعل في ايه؟» فرد «لا خفي شوية» فسألته «اخف ايه؟» قال لي «قللي التركيبة العامة لشكلك شوية» ثم بدأ يكلمني عن سوزان مبارك وكان ذلك في منتصف التسعينيات، حيث كان يناديني يوميا عقب ادائي لنشرة التاسعة «وهي النشرة الرئيسية في ذلك الوقت» ليقول لي انت عاملة لي مشاكل «الهانم زعلانة» فقلت له «الهانم مين»؟ فرد علي «سوزان هانم» فاستغربت وقلت له زعلانة من ايه؟ فقال لي إنها تقول «شوفوا البنت ده عايقة ازاي وبتهتم بنفسها وبملابسها وبشكلها» فقلت له: طب اعمل ايه؟ فقال لي «خفي شوية» وقتها شعرت بقلق شديد من اهتمام سوزان مبارك بالتعليق علي شكلي وملابسي وادائي فقلت لصفوت ما الذي افعله؟ قال خفي وخلاص ومن نبرة كلامه شعرت بأن هناك خطرا وان سوزان مبارك هددته بي الا انه لم يشأ أن يخبرني واكتفي بتوجيه نصيحة تحذيرية. هل ظل صفوت الشريف يحذرك من سوزان مبارك؟ - نعم ظل يحذرني الا ان هذه المرة قال لي بالنص «أنا حذرتك وماليش دعوة بعد كده» ووضح من كلامه أنه سامع كلام ويري ابعادا اخري لم أستطع أن أفهمها بشكل واضح الا انه بدأ يزداد في لهجته التحذيرية إلي أن فوجئت بقيامه بإصدار قرار بابعادي عن النشرة الرئيسية وتركني في نشرة الظهيرة، فلجأت لعبدالسلام النادي رئيس التليفزيون لأسأله فقال لي إن الوزير هو من اصدر قراراً بإبعادك عن هذه النشرة فذهبت إلي صفوت الشريف وقال لي «كده أحسن لك» فاعترضت لان زملائي يعملون في كل البرامج والرئاسة فقال لي «انت بتعملي قلق ليا» وعرفت منه بعد ذلك ان قرار ابعادي هو قرار الهانم سوزان مبارك. وهل تقابلت مع الرئيس مبارك في اي حفلات أو مناسبات تليفزيونية؟ - بالفعل تقابلت معه عندما فوجئت بسمير فرج والذي كان يشغل منصب مدير الشئون المعنوية بالجيش يطلب مني ان اقدم احد البرامج التي تخص القوات المسلحة مثل برنامج طلائع النصر. حيث كنا نقدم الحلقة ونذهب لمصافحة الرئيس مبارك ثم سافرت مع الرئيس إلي امريكا في احدي الزيارات السنوية التي كان يقوم بها، حيث فوجئت بوضع اسمي علي قوائم المسافرين وهو امر غير معتاد بالمرة وغير طبيعي خاصة انه في تلك الفترة كان معروفا انني مغضوب علي من الهانم، الا انني علمت ان الرئيس مبارك هو من رشحني، المهم انني سافرت إلي امريكا ثم عدنا لنسافر إلي المغرب مع الرئيس مبارك، وأعجب الرئيس بي، وعندما عدنا إلي القاهرة فوجئت بصورة تجمعني مع الرئيس مبارك وزميلي متصدرة كل الصحف وكانت هي الطامة الكبري وشعرت بقلق ممن حولي خاصة ان صفوت الشريف بدأ يقلقني بعد ان تلقي تحذيراً من سوزان مبارك، حيث شعرت بالقلق حتي ولو أنا اقيم في بيتي، كما تلقيت عددا من التعقيبات ممن يعرفون سوزان مبارك خاصة ان الصورة التي اختارتها الرئاسة والتي تم نشرها كانت بشكل اثار سوزان. في تلك الفترة هل حدث شيء غريب؟ - بالفعل حدث شيء غريب، حيث زارتني صديقتي وشقيقها وهي صديقة سوزان مبارك أيضاً، حيث قالت لي إن سوزان هانم زعلانة وغضبانة جداً، فسألتها لماذا؟ فقالت لي إنها منزعجة جداً مني بعد ان قامت بالتعقيب علي الشكل والمظهر العام والشو الاعلامي الذي يصاحبني وكان المطلوب ان اترك التليفزيون، كما اصدر صفوت اوامره بعدم ارسالي إلي الرئاسة وعرفت انها شخصية لها تركيبة خاصة حيث انها تقلق اذا وجدت امرأة تعمل معها تهتم بنفسها بشكل زائد، والاغرب ان التحذير جاءني من مدام اقبال زوجة صفوت الشريف التي قابلتني في حفل افطار في السفارة السعودية. ألم تحاولي الذهاب للرئاسة لمعرفة ما هي المشكلة؟ - لا.. لان زعلها يخصها وهي ست سماوية وتعشق الايذاء خاصة انها كانت قد سخرت امن الدولة لخدمتها. ما الذي فعلتيه مع أنس الفقي وزير الاعلام الجديد؟ -بدا الاضطهاد الفعلي في عصر انس والذي كان يقول «أنا خريج مدرسة سوزان مبارك» حيث جاء بأجندة معينة ومعه حسن ابوالعلا وعبداللطيف المناوي وترك الأول لتقييم المذيعات، حيث بدأت مشكلتي عندما قام الفقي بعزلي عن كل النشرات وترك لي نشرة السادسة وقد حاولت مقابلته الا انه رفض فقابلني مصطفي الفقي قي التليفزيون وشكوت له من انس الفقي وطلبت منه التدخل وسأله الا ان انس رد عليه قائلا: انا مزاجي كد ومش عايز اشغلها ماليش دعوة بالرئيس حتي اذا كان قد كرمها ثم كلمه مرة اخري ورد عليه بعنف بأنه لن يتركني أعمل وهو ما استغرب منه مصطفي الفقي. وهل لجأت لمكتب الرئاسة؟ - بالفعل اتصلت وطلبت مقابلة الرئيس مبارك فرد علي سكرتيره وشرحت له الموضوع واضطهاد انس الفقي لي وبسرعة قام بابلاغ انس الذي ابلغ بدوره الهانم فكنت في السجن بعد ذلك ب3 اسابيع، حيث بدأوا في البحث عن اي فضيحة وراقبوا تليفوني واكتشفوا انني اتحدث مع عصمت أبوالمعالي رئيس حهاز مدينة 6 اكتوبر الذي كان يرتبط معنا بعلاقات صداقة وفي ذلك الوقت كنت أملك أرضاً مساحتها 650 مترا وكنت أقيم في 6 أكتوبر وبعد أن اشتريت الأرض وجدت عقارا جاهزا فحاولت بيع الارض لشراء البيت الجاهز فذهبت للجهاز وسألتهم عن بيع الارض فوافقوا وقالوا: عليك ان تأتي بالمشتري وهو ما حدث في ذلك الوقت وكان رئيس الجهاز تحت المراقبة وبدأوا يتابعونني وعلموا أنني اتصل بعصمت إلي ان قبضوا علي حيث ضغطوا عليه ليقول إنني أعطيته رشوة وهو ما نفاه في الورق وأثبت ذلك ، خاصة ان التهمة لم يكن لها اي داعم ولا مكالمة أو تسجيل أو شهادة كما رفض مواجهتي به. وهل شعرت بأن سوزان وانس وراء تلك التهمة؟ - بالفعل شعرت بأن سوزان مبارك وانس هما وراء هذه القضية لانني تجرأت وقدمت شكوي لرئيس الجمهورية ، ولك ان تتخيل التلفيق بأنهم كتبوا في اتهام الرشوة رشوة غير متفق عليها، كما أنهم عجزوا عن ايجاد اي أملاك لي بذلك وعجزوا عن اصدار أمر منع من التصرف أو الكسب والاغرب ان سوزان قامت بعمل قضية تهرب ضريبي رغم انني موظفة حكومية والدولة تحصل علي ضرائبها من مرتبي بشكل تلقائي. ما الذي جعلك متأكدة أن سوزان هي من تقف وراء القضية؟ - أنا متاكدة تماماً، وما أكد لي ذلك هو انه في اولي الجلسات جاءني شخص بالقرب من قفص الاتهام وقال لي لا تقلقي ستحصلين علي البراءة بشرط ان تذهبي للهانم وتعتذري لها وهي ستتحدث وتنتهي الازمة الا انني رفضت الاعتذار لانني لم افعل شيئاً وعلمت ان هذا الشخص من امن الدولة كما حدث شيء غريب في الجلسات وهو ان رئيس الجلسة تم تغييره ثلاث مرات لانهم كانوا سيعطونني براءة لانه لا توجد تهمة ضدي إلي أن جاء القاضي الاخير وحكم علي بالسجن لمدة 8 سنوات. وبعد صدور الحكم؟ - قمت بالاسراع بعمل نقض وحاولت الاستفادة من مادة «الجب» التي تقضي بإن العقوبة الاشد تجب العقوبة الاقل وحصلت علي 5 سنوات فقمت بعمل نقض ليتم رقع الحكم إلي ست سنوات رغم ان القاعدة القانونية تقول بان الطاعن لا يضر بطعنه، بل انهم قاموا بتفويت النقض الثاني علي بعد ان اصدروا الحيثيات بعد انتهاء المدة القانونية. كيف كانت حياتك داخل السجن؟ - كانت حياة قاسية في البداية وزاد من قسوتها عندما قرر الفقي فصلي وهو ما كان يريده كعقاب لي علي تطاولي علي الهانم عندما قلت له «هي ايه اللي يحشرها في شغلنا». وهل حدثت أشياء غريبة لك داخل السجن؟ -بعد اسبوعين تقريباً جاءني شخص من امن الدولة وزارني وظل يسألني اسئلة غريبة وشعرت وقتها بأنه جاء ليستكشف عما كانت لدي نية للكلام ام لا، حيث اراد ان يعرف مني كيفية حدوث الموضوع فقلت له لا اعرف، فسألني هل تعتقدين ان انس الفقي وراء هذا الموضوع فقلت له لا اعرف، فسألني هل تعتقدي أن هناك من هو اكبر من انس الفقي فكانت اجابتي بعدم المعرفة ولعل السبب في ذلك هو انني كنت اخشي ان يقتلوني في السجن بالسم اوما شابه ذلك لانني سبق وتلقيت تحذيرا قال لي إن سوزان من الممكن أن تتخلص منك في لحظة بالقإئي من البلكونة مثلما حدث مع سعاد حسني أو بحادث سيارة، ووسائلهم كثيرة في ذلك.