نفس المشهد يتكرر بعد أكثر من نصف قرن والذي سجله الكاتب العسكري الكبير "جمال حماد" في فيلم من أجمل أفلام السينما المصرية " غروب وشروق " وقد أبرز ممارسات البوليس السياسي في عهد الملكية. ونظراً للحياء الذي كان يسيطر علي المجتمع وعرض موضوعاته ومشاكله في إطار لا يضع المشاهد في وضع محرج فقد جسدت السينما المصرية فساد البلاد دون ابتذال بينما تعلن شاشات التليفزيون هذه الأيام فساداً مكملاً لسرقة ونهب أموال الشعب وأراضي الدولة التي هي أيضاً من حق المصريين يتمثل ذلك الفساد في بقايا نساء يبدو تواجدهن في مقار البوليس السياسي أو أمن الدولة كما يعرف به الآن وكنا نتساءل أين ذهبت البركة والخير من بلادنا ؟ لما لا يصفح الله عنا ويرفع مقته وغضبه ؟ ربما يكون هذا التطهير الذي ينتشر في مصر هو نواة لحياة جديدة بعيدة عن أساليب العنف والتخويف والقمع ونشر الموبيقات في مجتمع ميزه الله بالتمسك بأخلاقياته ودينه.. لذا علينا الآن نبذ العنف الذي ساد الشارع المصري منْ خرجوا لحماية منازلهم وقد أثبتوا أن المصريين رجالاً وقت الصعاب هم أيضاً الذين سيضعون أيديهم في أيدي الشرطة والجيش المصري من جديد لحماية الوطن من الفتنة التي أطلقوا عليها عاطفية وحرق كنيسة إخوتنا في الوطن المسيحيين دون تراخ أو إلقاء العبء علي كاهلهم وحدهم لابد من توافر ودعم الحس الأمني للمواطن لأنه قادر علي حماية نفسه ومن حوله وقد أثبت ذلك بجدارة هذا إلي جانب أننا بحاجة إلي تنظيم أوقاتنا بحيث يمكننا مواصلة العمل خلال الأسبوع إذا كان هنالك أهمية قصوي تستدعي التجمهر في ميدان التحرير يوم الجمعة الشهير ثم علي كل محتج ومتابع لتنفيذ مطالب الشعب الاستمرار أيضاً في العمل حتي لا تفاجئنا الأيام المقبلة بنفاذ مخزون الغذاء الذي قد يحول الشارع المصري إلي مجاعة.. كل من يتولي زمام أمور البلاد الآن من الشرفاء نظيفي اليد يمكن الاعتماد عليهم عدا بعض مساعدي مسئولي الحقبة الماضية الذين حتماً شاركوا في إيذاء الشعب ونهبه المنظم. علي الجميع الآن العودة إلي العمل الدءوب حتي تستمر مسيرة الحياة إنقاذاً للبقية الباقية من مخزون خير مصر علينا الوقوف معاً ضد محاولات تحويل إنجازات ثورة التحرير إلي فتنة طائفية وانقسام داخل المجتمع.. ليس في هذه اللحظات الحرجة التي تمر بها البلاد نسمح بضربنا في مقتل ولا أي وقت آخر.. انتبهوا يا أهل مصر اعتصموا بحبل الله ولا تفرقوا.. فليرجع كل منا إلي عمله ينتج يساهم في بناء مصر جديدة نظيفة يراقب من موقعه ما يحدث دون عرقلة تسيير الأعمال. ما زالت مصر بخير وسيبقي الخير بها إلي يوم الدين.. تماسكوا ولنجعل جمعة قادمة نطلب العفو من الله.. اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا. حنان خواسك