كل المطربين الشباب يعيشون عصرا من النفسنة والحقد علي أنفسهم لم نرهما في أي عصر من العصور والعهود الغنائية علي أرجاء المعمورة والمهجورة أيضا. جاءتني ردود أفعال كثيرة علي المقال الذي نشرته تحت عنوان "عصر النفسنة الغنائية"..والجميل أن كل التعليقات كانت من القراء، رغم أنني توقعت أن عددا من المطربين الشباب الذين ذكرت أسماءهم في الموضوع سيعلق بأي طريقة ما..لكن لم يصلني أي تعليق، وتأكدت في هذة اللحظة أن ماكتبته سليما ودقيقا وواضحا مائة في المائة. كل المطربين الشباب يعيشون عصرا من النفسنة والحقد علي أنفسهم لم نرهما في أي عصر من العصور والعهود الغنائية علي أرجاء المعمورة والمهجورة أيضا. قرأت للكاتب العظيم أنيس منصور في احدي مقالاته كيف كان عبدالحليم حافظ الذي يحتفل الجميع الأن بذكراه يحاول دائما إبهار الجميع، ذات مرة اختار أغنية بعنوان "علي قد الشوق"ليغنيها في أعياد ثورة يوليو، وهذة الأغنية من ألحان كمال الطويل، وكان يرددها أحد المطربين المغمورين بأحد الكباريهات، وعندما غناها حليم ذاع صيتها وأصبح الجميع يرددها..ولأن عبدالوهاب كان دائم الغيظ من حليم ولم يطق صبرا علي نجاح الأغنية ، ونجاح حليم نفسه فكان يتعامل معه بنفس منطقه، فظهرت في نفس التوقيت أغنيته المعروفة"أنا والعذاب وهواك"وكان كمال الطويل يلعن عبدالوهاب ليلا ونهارا..ويقول "إنه أراد بأغنيته الجميلة أن يحطم أغنيتي، ومعها عبدالحليم أيضا". وانتهي مقال أنيس منصور بجملة من أروع مايكتب حيث قال:"ونحن قد كسبنا أغنيتين لصديقين". فما أروع المنافسة بين حليم وعبدالوهاب، والتي نتمني أن تكون هكذا بين مطربي هذة الأيام.وماأروع المنافسة لصالح الجمهور.الكل يغني والنتيجة فن راق ومنافسة شريفة.فهل يتعلم مطربينا من هذا الدرس وهذا الموقف؟..وهل يحترم كل منهم الأخر؟..أتمني أن يكون هناك أمل، أتمني أن يسمعني هؤلاء"تامر وشيرين وحماقي وحسام حبيب ورامي صبري" وغيرهم.