«المصريون يعشقون التهريج وإطلاق الالقاب ليس فقط فيما بينهم وانما حتى على الوزراء ورؤساء الحكومة، هذا هو حال المصريين خلال الفترة الاخيرة بعد الاحداث الدامية المختلفة التى شهدتها البلاد، وأصبح المصريون يعيشون فى كابوس يومي. «الألقاب» لا تطلق هباء وإنما تطلق لتشابه فى اللقب مع الشخصيات، خاصة بعد جلوسهم على كرسى الحكم، وهذا ما ظهر فى كثير من مواقف لاعبى الكرة مع الوزراء، بعضهم يسعى للدخول فى معارك مع الجهات التابعة له، وآخرون يعملون فى صمت دون حديث ويحاولون تقديم دور ما، وهناك من هم موجودين فى قائمة الوزراء دون أن يكون لهم دور فعلى ووجودهم استكمال عدد فقط. داخل أروقة مجلس الوزراء وعدد كبير من دواوين الوزارات، يخشى الموظفون من الحديث عن الوزراء بأسمائهم، لذلك اخترعوا ألقابا، واسماء حركية، على كل مسئول. فداخل أروقة مجلس الوزراء، لا يتكلم الموظفون عن شخص رئيس الوزراء إلا بعد استخدام اسم «بيبو» على رئيس الوزراء الدكتور حازم الببلاوى، وهو اسم حركى اطلق عليه اختصار لكلمة الببلاوى، رغم ان اللقب يشير الى محمود الخطيب اسطورة كرة القدم المصرية، الا ان الببلاوى ليس له من صفات الخطيب سوى اللقب فقط، كما ان هذا اللقب من الممكن ان يشير الى خالد بيبو نجم الاهلى المعتزل. ويبدو ان اسماء لاعبى الكرة وجدت صدى فى نفوس الموظفين، خاصة عندما اطلق على الدكتور زياد بهاء الدين نائب رئيس الوزراء للشئون الاقتصادية لقب «فتحى» فى اشارة الى اللاعب احمد فتحي، لأنه يعترض على اى خطأ يمكن أن يحدث حتى ولو كان القرار من الحكومة باكلمها. اللطيف ان لقب «بشير» مدافع الزمالك الشهير اطلق على الدكتور حسام عيسى نائب رئيس الوزراء ووزير التعليم العالى،هو أكثر الشخصيات التى أثارت الجدل بعد توليه المنصب. وهو لقب يبدو قريب الشبه جدا من الدكتور حسام عيسى، فهو المدافع الاكبر عن قرارات الحكومة، أكثر من رئيس الحكومة نفسه، لكن فى كل مرة يثير جدلا، سواء بالسلب او بالايجاب، خاصة دفاعه عن قرار دخول الأمن إلى الجامعات فى حين أنه أول من رفع قضية حينما كان دكتوراً فى الجامعة يطالب بابعاد حرس الداخلية عن الحرم الجامعى. وعند كل اجتماع لمجلس الوزراء، ما أن يلتقيا حازم الببلاوى وحسام عيسى، حتى يسخر العاملون منهما عندما يقولون «بيبو وبشير .. بيبو وبشير.. وجوه المجلس». الفريق أول عبد الفتاح السيسى نائب رئيس الوزراء ووزير الدفاع والانتاج الحربي، كان له نصيب من الاسماء الحركية للاعبين، ونظرا لحب الموظفين له، اختاروا «محمد صلاح» النجم المصرى العالمي، كلقب له، فهو النجم الذى تتصدر صورته واسمه أكبر الصحف الرياضية فى العالم. فضلا عن حالة جدل كبيرة حول حقيقة انتقاله من ناديه الحالى لناد كبير جدا، بالاضافة الى ان متابعة اخبار محمد صلاح تعتبر المتنفس الوحيد لعشاق الكرة. وهو نفس الأمر بالنسبة للسيسى الذى ينتظره الملايين من المصريين بالظهور على التليفزيون والاستماع إلى حديثه، ويتابعون بشغف حقيقة انتقاله من منصب وزير الدفاع الى رئاسة الجمهورية. فى حين أن كثيراً من موظفى وزارة الاسكان واجهزة المدن وبعض العاملين فى مجلس الوزراء يطلقون لقب «ابوتريكة» على المهندس إبراهيم محلب وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية الجديدة نظرا لدوره الفعال فى الحكومة الحالية. ويبدو ان وجه التشابه بين الاسمين يرجع الى كون ابوتريكة كان نجما مغمورا فى نادى الترسانة قبل انتقاله للعب فى صفوف النادى الاهلى ثم منتخب مصر، وبات اللاعب الاشهر فى مصر وافريقيا، أما محلب فقد كان نجما مغمورا فى شركة المقاولون العرب وما أن أصبح وزير الاسكان حتى تحول الى وزير محبوب بين الناس نظرا لإنجازاته العديدة. صخرة الدفاع المصرية وائل جمعة كان لقب اطلق على وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم، أكثر الوزراء تعرضا للضربات الارهابية، والمسئول عن خط الدفاع الداخلى للبلاد. خاصة أن كل المشاكل التى تحدث فى الحكومة تلقى على عاتق وزارة الداخلية وهو نفس الدور الذى يقوم به «وائل» فى المنتخب. «شديد قناوى» لقب اطلق على «كمال أبو عيطة وزير القوى العاملة، ليس قصر طول الاثنين فقط، بل لأن ابوعيطة احد اكثر الوزراء تنفيذا للدور المطلوب منه فى الحكومة، وهى الصفة التى يجيدها احمد شديد قناوى فى الملعب. الغريب، ان لقب «شيكابالا» اطلق على الدكتور أحمد البرعى وزير التضامن الاحتماعى، الذى يعلم الكثيرون موهبته وقدراته، لكن كل هذه الموهبة والقدرات، لا تنعكس على وزارته، فهو دائما متهم بالتخبط، والتأثر السريع بالهجوم عليه، وله عدة تصريحات متعجلة، اثارت الرأى العام، وهى نفس ازامات اللاعب الزملكاوى الكبير. «نبيل فهمى وزير الخارجية» اطلق عليه لقب النجم محمد الننى لاعب وسط الملعب بالمنتخب القومي، فهو يقوم بدور كبير فى الملعب من حيث التجهيز للهجمات، وتوزيع الكرات داخل المستطيل الاخضر، ويعكس صورة المنتخب اذا ظهر بحالة جيدة، فى حين تنهار هذه الصورة اذا لم يكن فى الفورمة المطلوبة، وهو نفس دور وزير الخارجية تقريبا فى الحكومة. الدكتورة مها الرباط وزيرة الصحة، رغم علمها وامكانياتها العلمية ،إلا انها ما أن تخرج من مشكلة حتى تقع فى اخرى، وباتت وزيرة المشاكل، لذلك فضل العاملون فى وزارة الصحة اطلاق لقب حازم امام الصغير لاعب الزمالك المشهور الذى يدخل دائما فى ازمات مع ناديه، وهو ما قامت به بالضبط مع الاطباء خلال الفترة الماضية وقام الاطباء بالاضراب نتيجة مخالفة الاتفاقات التى جرت بينهم فى الغرف المغلقة . فيما يمكن أن يعتبر الدكتور هانى محمود وزير التنمية الادارية هو الراجل المهم فى تلك المرحلة لذلك اطلق عليه لقب «حسام غالى» نجم وسط الملعب، فهو المسئول عن ادارة تكتيكات المباراة، وهذا هو دور هانى فى المرحلة القادمة خاصة فى عملية الاستفتاء الذى يعتبر بداية الهجوم على مرمى الارهاب، وجماعات التشدد الديني، واستكمال خطط «خارطة الطريق» للوصول الى الانتخابات الرئاسية أو البرلمانية. المضحك ان لقب «جدو» مهاجم المنتخب المصرى كان من نصيب الدكتور محمود أبو النصر وزير التربية والتعليم، الذى يعمل على تطوير منظومة التعليم ما قبل الجامعي، ويساعد فى احراز اهداف كثيرة مبكرة فى مرمى جماعة الاخوان، عندما قرر للحكومة بالاشراف على مدارس الاخوان وتنقية المناهج من الدسائس الاخوانية التى تم حشوها بها فى فترة حكم المعزول. اما وزير التنمية المحلية اللواء عادل لبيب فقد كان لقبه «حسام عاشور» دينامو النادى الاهلى والمنتخب الذى يعمل على انجاز المهام المكلف بها، دون صخب، او بروباجندا. فى حين كان لقب «نجيب» فى اشارة للاعب محمد نجيب من نصيب المستشار محمد المهدى وزير العدالة الانتقالية، وجاز هذا اللقب نظرا لعدم وضوح دور اللاعب فى النادى الاهلى او المنتخب فالوزير لا يظهر الا نادرا، وليس له دور واضح، وهو أقرب الى الدور التكميلى وليس اساسيا. وزير النقل المهندس إبراهيم الدميرى اطلق عليه «الشناوى» فى اشارة الى احمد الشناوى حارس المرمى الموجود فى القائمة دون أن يقوم بأى دور فى الملعب وهو نفس دور وزير النقل الذى لم يسع إلى تطوير شبكة السكك الحديدية، أو يرفع كفاءة الطرق فى مصر ولا يلبث حتى يفاجئ بوقوع كارثة. البلدوزر كان من نصيب وزير الرياضة الكابتن طاهر أبو زيد، فى اشارة الى اللاعب عمرو زكى، الذى يعادى الجميع، حتى وان كان على حق، لكنه لا يتقن فن مهادنة اعدائه خاصة حسن حمدى رئيس النادى الاهلي. نشر بعدد 682 بتاريخ 6/1/2014