· المرأة في عرف المشايخ كائن مهمته إمتاع الرجل جنسيا.. والجنس حق مكفول للرجل وحده بمثابة تفريغ لشهوة في إناء أنثوي.. لا علاقة له بحب أو حوار أو حق للأنثي في متعة... فالتعدد هو الأصل.. والهدف منه هو الاستمتاع.. والاستمتاع فقط مشهدان عكسا تفاصيل الملامح الحالية لعلاقة المشايخ بالجنس، الأول ظهر بين ثنايا حديث تليفوني كان طرفه الأول شيخ أزهري معمم قادني قدري للركوب بجواره في القطار، فجأة انطلقت صيحات ترحيب الشيخ هاشم بشيخ آخر مجهول علي الطرف الآخر من الخط، بعد المجاملة والعتاب علي تأخر اللقاء انطلق يسأله بشكل فج ومباشر :"عملت إيه في موضوع الأخ قوي الشهوة اللي كلمتك عنه؟!"،"واضح إنك نسيت.. الراجل اللي عايز زوجة تانية.. لأن مراته مش مكفياه .. هو متعلم تعليما عاليا ورجل أعمال علي صغير..يملك فيلا ، وبالطبع الزوجة الجديدة لها سكن مستقل.. يا ريت تشوفله طلبه.. بس الشرط الوحيد موضوع الجنس ده.. يعني تبقي عارفة الحكاية" بعد فاصل صامت سبح وحمد ثم أجزل له الشكر، ما هي إلا ثوان معدودة وأجري اتصالا آخر بشخص يدعي الأستاذ حمدي: كانت بدايته:" أهلا يا مولانا : خلاص جبتلك طلبك .. الشيخ قاللي هياخدك تعاين علي الطبيعة"!!.ولا أدري كيف سيعاين هذا الرجل ما طلبه علي الطبيعة.. وكيف سيقيس قدرة شريكته علي تحمله جنسيا ، وهو شرطه الوحيد!.وهل سيضمن تحملها الجنسي سعادته أو نجاح زواجه منها. المشهد الثاني كان قبل الأول بأسبوع ..في طريقي لكلية الآداب بجامعتي الإقليمية، كان سائق التاكسي شابا في منتصف الثلاثينات.. ملتحي بطريقة سلفية واضحة.. يرتدي جلبابا قصيرا.. ويصدح الكاسيت بخطبة عصماء لشيخ سلفي شهير.. بادرته "كلية آداب يا اسطي؟.. أومأ بالموافقة بعد أن هدأ من صوت الكاسيت .. وما أن اعتدلت في مقعدي بجانبه حتي بادرني مبتسما:"سبحان الله كلية الآداب دي ما فيهاش من اسمها إلا من رحم ربي!"..ابتلعت الإهانة.. فالعمل في مكان خال من الآداب لابد ان ينعكس علي صاحبه.. ثم حاولت تصحيح مفاهيمه قائلا: أعتقد أنه لا يوجد مكان يضم الأشرار والمنحلين علي الدوام.. من الممكن أن يضم شارع الهرم مثلا بارات وبجوارها مساجد"، قاطعني متذمرا: بس يا أستاذ الجامعة مليانة.. والبنات لبسها والعياذ بالله باين .. أنا كنت في كلية تجارة وعارف .. بس آداب حاجة أفظع". بدأت الصورة تكتمل نسبيا.. شاب خريج كلية التجارة.. بلا زواج أو وظيفة تليق بمؤهله.. وجد الملاذ في التطرف الديني أو علي الأقل الفهم المتشدد للدين.. وهو فهم من أهم روافده الاهتمام بالجزء الأسفل من الجسد، ونسب الانحلال للمرأة.. فهي موطن الفتنة. لجأت للصمت بعد يقيني أن الجدل معه بلا جدوي..لكنه لم يرض الصمت.. ثم واصل: "الحل أن تبقي المرأة في البيت.. لأن أكثر أهل النار من النساء.. هن كاسيات عاريات يثرن الفتنة".. مع زيادة جرعة الاستفزاز اضطررت للرد:" يا أخي السيدة خديجة كانت سيدة أعمال بمقاييس زمانها.. تعقد الصفقات وتبيع وتشتري.. والسيدة عائشة كانت تلقي الدروس علي المؤمنين.. لماذا تحرم المجتمع من نصف قوته.. ولماذا تنسب الشرور إلي المرأة فقط.. فلماذا تنظر لها ما دامت عارية من وجهة نظرك .. وهل الخطيئة يرتكبها الرجل بمفرده أو المرأة بمفردها أم هي فعل مزدوج". لم تفلح محاولاتي .. واضطر هو إلي أن يتهمني بأنني أريد أن ينزل الناس عرايا للشارع.. وهنا قررت ترك السيارة غير عابئ برفضه تلقي أجره لأنه لم يوصلني إلي مكاني الأساسي". مشهدان يكشفان كثيرا من نظرة المشايخ أو كثير من المتدينين للجنس وللمرأة.. فالشيخ المعمم وصاحباه وكذلك السائق اشتركوا جميعا في عدة نقاط، هي في ذاتها حيثيات صادقة تقر بأننا في مجتمع متخلف، ومنها : أن المرأة كائن مهمته إمتاع الرجل جنسيا، والجنس حق مكفول للرجل وحده، بمثابة تفريغ لشهوة في إناء أنثوي، لا علاقة له بحب أو حوار أو حق للأنثي في متعة... فالتعدد هو الأصل.. والهدف منه هو الاستمتاع.. والاستمتاع فقط.. بل لنسأل أنفسنا ماذا لو كانت المرأة هي من تطلب رجلا يقدر احتياجها الجنسي الشديد.. ماذا ستكون نظرة المجتمع لها. لا تزال الأنثي في نظر هؤلاء موطن الفتنة.. والحل هو إقصاؤها بعيدا.. وراء خيمة أو خلف الأسوار. في المجتمعات الناهضة يلعب الدين دورا تنويريا تحرريا منتجا.. ونظرة واحدة لتركيا وقدرتها علي تحويل سلبية المتصوفة إلي طاقة دليل علي ذلك. هنا ومثل كل المجتمعات التي تعيش أدوار انحطاطها..يأخذ الدين مسالك أخري.. هنا فقط يخصص المشايخ أوقات طويلة للإفتاء بشأن الجنس الفموي.. ومدي شرعية التخلص من الملابس "بلبوص" أثناء الجماع.. وتستهل معجباتهم مداخلاتهم بقول :"أحبك في الله يا شيخ".. وتعلن المحطات السلفية عن منشطات جنسية من الأعشاب الطبيعية.. هنا فقط يصاب المشايخ ومتابعوهم بالهوس الجنسي.