لم يشفع التاريخ الرائع لعز الدين يعقوب في أن يحصل علي حقه، سواء في مصر أو في مدينة الإسكندرية، وبالتحديد أكثر داخل النادي الأوليمبي فلم يجد سوي التجاهل والاهمال بشكل يثير علامات استفهام عديدة. الدكتور عزالدين يعقوب نجم النادي الأوليمبي السكندري ومنتخب مصر في عصره الذهبي يملك تاريخا رائعا، قاد الأوليمبي للفوز ببطولة الدوري الوحيدة في تاريخه موسم 65 - 66 وشارك معه في بطولة أفريقيا للأندية للأبطال كأول ناد مصري يشارك في هذه البطولة، ولم يستكمل الفريق مشواره فيها لظروف حرب 67 وحصل علي لقب هداف الدوري خلال هذا الموسم ، كما حقق الميدالية البرونزية في دورة البحر المتوسط بأزمير في تركيا عام 62 والمركز الثالث بكأس الأمم في غانا. ولظروف حرب 67 وتوقف النشاط الرياضي اتجه إلي رياضة ألعاب القوي وحقق أرقاما قياسية في الوثب الطويل والثلاثي وحصل علي العديد من الدورات والدراسات التدريبية العليا ووصل إلي درجة الدكتوراة من الأكاديمية الألمانية في مجال تقنين الإعداد البدني وهذه الأكاديمية لا تمنح أي شهادات إلا لمن مارس كرة القدم ليكون مدربا. ولزم النجم عزالدين يعقوب فراش المرض الذي أنهكه ولاقي تجاهلا كبيرا من جانب الأصدقاء من أبناء جيله بخلاف المسئولين في السؤال عنه في محنته، وبعزة نفس تحدث النجم ل «صوت الأمة» والدموع في عينيه قائلا: كم تمنيت أن أخدم بعلمي وخبرتي المنتخبات القومية والأندية المصرية في المراحل المختلفة لوضع برامج مناسبة من الناحية البدنية للاعب المصري ولكنهم تجاهلونني، ولم يفسحوا لي المجال لخطورة عملي علي مناصبهم. ووصلت بي درجة اليأس في يوم ما حيث قررت إلقاء مؤلفاتي التي لم تجلب لي سوي الجوع والمرض في بحر الإسكندرية ولم يكن القدر رحيما بي عندما انزلقت قدمي من الأتوبيس الذي كنت استقله في طريقي للكورنيش حينما كنت واقفا علي بابه لعدم امتلاكي لأجرة تاكسي واختطلت دمائي بأوراقي.. ولم أقول سوي أن الله هو المستعان في المحن والشدائد.