· أسيوط الآن ليست بالذميمة ولكنها أصبحت رائعة وجميلة بفضل جهد وافر ومشكور من محافظ لاقي القبول أسيوط - حمدي في كل عام وتحديدا يوم 18 إبريل تحتفل محافظة أسيوط بعيدها القومي ولذلك اليوم ذكري جرت احداثها بقرية «بني عديات» التابعة لمدينة منفلوط.. وبني عديات تعتز بنسبها فهي الاسم لقبيلة ينتسب إليها أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه وهي من أكبر قري مركز منفلوط وتشتهر بتمسك أهلها بالدين وحفظ القرآن ولا يخلو الأزهر الشريف في أي عصر من عصوره من كبار المسئولين من أبناء «بني عديات» أنا لن اعدد الاسماء فمنهم الشيخ الدردير والشيخ علي الصعيدي والشيخ أحمد نصر والشيخ محمد حسنين مخلوف والشيخ صالح شرف والشيخ محمود العدوي.. هذه القرية تحدت الفرنسيون إبان احتلالهم لمصر في عهد نابليون وكليبر وحتي مينو ويكفي شهادة المؤرخ المصري الشهير الجبرتي الذي سطر الحقائق في كتابه الشهير عجائب الآثار فقال حضر إلي مصر الكثير من عساكر الفرنسيين الذين كانوا بالجهة القبلية وضربوا في حال وجودهم «ببني عدي» وهي بلدة من بلاد الصعيد المشهورة وكان أهلها ممتنعين عليهم في دفع الكلف والمال ويرون في أنفسهم الكثرة والقوة فخرجوا عليهم فملك عليهم الفرنسيون تلال عالية وأطلقوا عليهم المدافع وأحرقوا اطرافهم ثم كبسوا عليهم وأسرفوا في قتلهم ونهبهم وأخذوا أشياء كثيرة وأموال عظيمة ولكن أهل القرية أبوا «الهزيمة» والاستسلام وآثروا الدفاع عن بلدهم رغم عدم امتلاكهم لأي وسيلة للدفاع سوي أجسادهم وعصيهم وعزيمتهم واصرارهم علي المقاومة حتي كتب لهم الله النصر.. ونال الشهادة في هذه المعركة الكثير من الابناء ومنهم علي سبيل المثال لا الحصر الشيخ أحمد المغربي والشيخ عبدالله السباعي والشيخ علي أحمد العياط والشيخ سليمان طايع العدوي.. شهداء من الأفاضل قاوموا المحتلين الأرازل بالشجاعة لأنهم لم يعرفوا المجون والخلاعة وبالإصرار فتحدوا الضرب بالنار وبالايمان لأنهم من الثوار والأحرار ولذلك تحقق لهم الانتصار وكان يوم الفخار الذي تحتفل به محافظة أسيوط.. وأسيوط الآن ليست بالذميمة ولكنها أصبحت رائعة وجميلة بفضل جهد وافر ومشكور من محافظ يعمل بالجد وبصبر وبخطط واعية ليست لاهية وبرؤي ثاقبة لتحقيق الانجاز الذي تحقق ويشبه الاعجاز والذي أعنيه بكلامي هو اللواء النبيل.. نبيل العزبي.. أحد ابناء الشرطة الجادين والمخلصين والذي لايرضي بمعاملات التدليس .. يراقب ويتابع ويتحرك ويوجه ويقرر بضمير صاحي وواعي.. ودائما تجد علامات المهارة التي تحقق انجازات الشطارة لاتراكمات الخسارة.. كنا في اسيوط ولم نجد معاملات الضرب بالنبوت.. وجدنا مظاهر الجمال ورونق الساحات والحدائق والميادين ويكفي البهاء والسير علي شاطئ النيل ومشاهدة أشجار النخيل.. أسيوط الآن علامة مضيئة ولم تعد بأسيوط «الكئيبة» ومن لايصدق عليه القيام بزيارة وسيجد الانسجام والنظافة حتي لو كان الأمر يتعلق بالسير في زقاق أو حارة.. وأسيوط الآن اصبحت مزارا سياحيا ولم لا وهي تضم الآثار الفرعونية والقبطية والإسلامية وما بالك إذا قمت بزيارة الأديرة وتجولت في الأماكن التي باركتها مريم العذراء أطهر نساء العالمين وايضا ماذا لو اتيحت لك الفرصة لآداء الصلاة في مسجد سيدي جلال الدين السيوطي والمتواجد في امتداد شارع القيسارية القديم والذي يتماثل مع شارع المعز لدين الله الفاطمي أو امتدادات أزقة وحواري خان الخليلي.. وما بالك بالقصور الرائعة التي شيدها ابناء اسيوط وهي مبان متحفية خالدة.. حتي لو استمتعت بالجلوس علي شط النيل ستسعد بالاماكن السياحية التي تطل عليه وستتذوق أطعم الأطعمة وستكون من المحظوظين لو تذوقت الطعام من الشيف «محمد سيد» الشيف العمومي بمطاعم «جراند نايل» وهو شيف مشهور وخبراته لاتعد ولاتحصي.. وآن الأوان لتكون «اسيوط» من المناطق الهامة علي الخريطة السياحية خصوصا وأنها بلد أصيل ويمر عليها النيل وتسطع علي ربوعها شمس الأصيل ويتميز أهلها بالكرم الوفير بل بها المواهب الفنية والموسيقية وما أحلي الاستماع لمؤدي الاغاني والألحان الشرقية «طلعت بكري» علي عوده والذي يذكرك بعظمة الفن الجميل.