· الكتاب المقدس قال إن الأرض خلقت في 6 أيام.. والعلماء أكدوا أنها 10 آلاف مليون سنة · د. نجوي الغزالي: أرفض مصطلح «الإعجاز» وأفضل «الاتفاق» اتفاق العلم مع «الإنجيل» · عدوي الإعجاز العلمي تنتقل من دعاة الإسلام إلي المسيحية بواسطة كهنة وقساوسة لوتس كيوان في محاولة لتقليد علماء المسلمين.. ألف بعض القساوسة والكتاب الأقباط عدداً من الكتب عن الإعجاز العلمي في الإنجيل في محاولة لإثبات احتوائه علي حقائق علمية، وهو ما يرفضه آخرون مسلمون ومسيحيون خوفاً من ظهور عكس نظرياتهم بتطور العلوم مستقبلاً ما قد يشكك بشكل أو بآخر في مصداقية المرجعيات الدينية. ويأتي في مقدمة الكتب التي ترصد الإعجاز العلمي في الإنجيل: «الكتاب المقدس والعلم» و«الطوفان» و«يونان والحوت» و«العلم وحتمية وجود الله» للأنبا بولا أسقف طنطا. وكتاب «التوافق بين العلم الحديث والكتاب المقدس» الصادر عن كنيسة مارجرجس في سبورتنج، و«الكتاب المقدس ونظريات العلم الحديث» لهنري م موريس وترجمة د. نظير عريان.. و«الكتاب المقدس مفتاح العلم وأسرار الكون» لمجدي صادق، و«إعجاز الوحي العلمي في الكتاب المقدس» لسامح جاد متري، و«الكتاب المقدس والعلم الحديث» لفوزي إلياس، و«عظمة الكتاب المقدس والإعجاز في دقته العلمية» للراهب القس لوكاس الأنبا بيشوي. «صوت الأمة» تعرض لأحد هذه الأبحاث يحمل اسم «الاعجاز العلمي في الكتاب المقدس» الصادر عن كنيسة الأنبا تكلا هيمانوت الحبشي بالإسكندرية. ونفي في مقدمته أن يكون الهدف منه هو الرد علي موضوعات الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، وإنما لكشف علاقة الكتاب المقدس بالعلم الحديث. ورصد البحث عدداً من مصادر الإعجاز تذكر بداية ما يتعلق بأيام خلق الكون وما يبدو فيها من تعارض بين الإنجيل وعلم الحفريات، فبينما يقول الإنجيل أنها تمت في 6 أيام يؤكد علم الجيولوجيا أن الكون تكون في 10 آلاف مليون سنة والأرض ظهرت من 4500 مليون سنة، وفي ذلك يفسر البحث هذه الاشكالية علي النحو التالي: «الكتاب المقدس» ذكر عبارة «وكان مساء وكان صباح» بالنسبة لأيام الخلق الستة، أما اليوم السابع فبدأ ولم ينته بعد، فهو يمتد منذ خليقة آدم وحتي نهاية العالم، وهذا يرينا أن يوماً في أيام الخلق قد يمتد لآلاف أو ملايين السنين. وبالنسبة لخلق الأرض والسماء نري أن الإنجيل يقول: إن الله خالق السموات أما عن الأرض فهو مصورها وصانعها، وثبت ذلك عملياً حيث إن الأرض تكونت من أصل نجمي موجود، حيث تم انفصالها منه، وهو ما يؤكده وجود فاصل زمني بين تكوين الأرض والشمس، وكل صانع شيء لا يصنعه من لا شيء بل من شيء آخر يصنعها، هكذا أخذت الأرض وصنعت من المادة الأولية للمجموعة الشمسية. ويذكر الأنجيل «وكانت الأرض خربة وخالية» وفي ذلك أثبت العلم أن الأرض كانت خربة وخالية من كل مظاهر الحياة في بداية تكوينها. ولم تكن إلا مجرد تجمع من الأبخرة الملتهبة للعناصر المختلفة، التي لم يتحدد لها شكل بعد. إعجاز آخر رصده البحث، ويؤكد وجود الجنة في عدن بأرض العراق، فقد جاء في الكتاب المقدس: «وكان نهر يخرج من عدن ليسقي الجنة» ومن هناك ينقسم إلي أربعة أفرع، وهم: «فيشون وجيحون وحداقل والفرات» (تك 2:10-14)، ولكي يكون هذا الكلام صحيحاً، ينبغي أن نتأكد من وجود الأربعة أنهار، وبالبحث الأولي نلاحظ وجود نهرين في العراق باسمي «الفرات ودجلة» وهو نهر «حداقل» وهو ما يعني احتمال وجود جنة عدن في العراق، متوقعاً، ولكن أين باقي الأنهار؟ حاول الكثير البحث عن النهرين الآخرين، عبر التاريخ وظهرت آراء كثيرة، فالبعض أعلن أن المقصود بالنهرين «فيشون وجيحون» هو نهر النيل، وآخرون قالوا إنهما نهرا «آراس والهندوس»، غير أن هذه التخمينات لا تتفق مع ما يذكره الكتاب المقدس، لبُعد المسافة بين تلك الأنهار، ونهري دجلة «حداقل» والفرات، ورأي البعض أن «كوخاً» في جنوب غرب إيران، من ضمن الأنهار الأربعة.. إلي أن جاء العالم الألماني «دلتش» واكتشف في بابل قائمة بأسماء الأنهار القديمة التي كانت معروفة آنذاك، فوجد من بينها أسماء «فيشانو» القريب من «فيشون» و«جيجانو» المتشابه مع «جيحون» واللذين كانا قريبين جداً من نهري دجلة والفرات. وقد اندمج هذان النهران في دجلة والفرات وفقاً لطبيعة الأنهار، حيث تنشأ متفرعة وبمرور الوقت تتوحد أو يندثر بعضها ويبقي البعض الآخر. ومن هنا يتضح أن جنة عدن كانت في أرض العراق، كما جاء في الإنجيل مثلاً ويدلل علي ذلك أن العراق من البلاد القديمة جداً، وأرضه من أخصب الأراضي في العالم، فضلاً عن أن الوثائق الأثرية تشير إلي أن سهول العراق في جنوب غرب بابل كانت تُدعي عدن. ومن جانبها قالت الدكتورة نجوي الغزالي أستاذة العهد القديم في الكلية الأكليريكية أنها لا تفضل البحث في الإعجاز العلمي في الكتاب المقدس، وترفض كلمة إعجاز علمي في الكتاب المقدس، وأري استبدالها بجملة اتفاق العلم مع الكتاب المقدس وليس اتفاق الكتاب المقدس مع العلم. وأضافت: مع ذلك أري أن هذه الأبحاث من ضروريات العصر والرد علي استفسارات الشباب في عالم الإنترنت حتي لا تزرع الشكوك في قلوبهم. فعندما يقرأ هؤلاء الشباب أن عمر الخليقة علي الأرض حوالي 5000 مليون سنة، كما حدده العلماء بينما أوضح الكتاب المقدس أنه تمت في ستة أيام، فإن الشك يتطرق إلي نفوسهم ولذا أري أن هذه الأبحاث قد تمثل رداً علي المتشككين وضعاف العقيدة.