هل أصبحنا شعبا يجهل ثقافة الاختلاف؟.. ظاهرة تفشت في المجتمع علي مختلف طبقاته وفئاته، ربما كنت مخطئة في رؤيتي للمجتمع المصري وأتمني أن أكون كذلك، إلا أن الصراعات في كل شيء وعلي أي شيء افقدتنا احترام الرأي الآخر وتقبله بسماحة والتفكير فيه والرد برأي آخر في إطار راق يشير إلي أننا في مجتمع متحضر إذا كنا كذلك، لكني لاحظت أن تردي مستوي الحوار وصل وانتشر حتي في بعض من يطلقون علي أنفسهم "النخبة". واستوقفتني الكلمة التي يرددها هؤلاء علي أنفسهم دون الفهم الجيد لمعناها والعمل بها، يؤسفني الانحدار الذي أصاب فكر وتناول البعض لما هو مطروح علي الساحة المصرية بكل هذا التشدد والتطرف والانحياذ .. الكل قانع أنه صاحب الرأي الأصوب ! الكل يحاول كبح جماح فكر الآخرين ليست هناك نخبة أو غير نخبة الكل يتطاول ويضع نفسه قاضياً و جلاداً لانه يسمع صوت نفسه فقط اختفي أسلوب الحوار الذي يعتمد علي الرأي بالحجة والبرهان وكفي ! الناس في الشوارع والبيوت أصابها الإحباط لما يشهدونه من صراع وتلاعب بالكلمات والغريب أنه يحدث من أناس قد رسم لهم العامة صورة مبهرة جذابة تحمل كل معاني القوة والوضوح والاحترام بينما إذا انفعلوا اتضحت التفاصيل الدقيقة نعم ولا شك أننا شعبا يحتاج التغيير بدءً من سلوكياته.. نعم نحن أناس يجب أن نبحث عمن يعدل من مستوي الحوار الذي امتلأت عباراته بالاتهامات المتبادلة والتشكيك فيمن حولنا كي نبدو الأفضل والأصوب انصرفنا عن النقاش المثمر كي تمتلئ كل الصحف والقنوات وحتي الجلسات الجانبية بالتراشق بعبارات العمالة و أحيانا النفاق وقد تصل إلي الإتهام بمحاولة الظهور في الصورة !! منْ في الصورة لا يرون قبح الصورة و البعض الآخر يرون أنفسهم في الصورة وليسوا فيها إلا خيالاً خلفياً ! لاشك أن الصورة بغيضة كريهة مشوشة الأضواء والألوان، جعلتها الصراعات الكثيرة والمتلاحقة قاتمة و الحقيقة لا يراها إلا منْ هم خارج الصورة بكل تفاصيلها ورتوشها وأيضاً خلفياتها حتي وإن كان الهدف متقاربا أو حتي واحدا أو أنهم هدفان لكن الحوار غوغائي مشتت لا يرقي إلي مستوي المسئولية.. اختلاف الرأي في مجتمعنا أصبح عداءً أهوج لا يحكمه المنطق و النقاش المتحضر .. اختفي ! شاشات التليفزيون المصري و الصحف أصبحت ملاذاً للبذاءات والتجاوزات ويتشدقون بالإنتماء إلي النخبة ! أي نخبة هذه التي تصيب الناس في بيوتها بهذه البشاعة واللا مسئولية أو مبالاة بمن يتلقي علي اعتبار أنهم النخبة ؟! نعم و لا شك أننا شعبا فقد ثقافة الاختلاف والصوت الهادئ أو حتي الحديث بصوت مرتفع، لكنه في إطار التفكير الذي اختفي مع ارتفاع الأصوات والضجيج. حنان خواسك