مصر منذ سقطت الملكية في خمسينيات القرن الماضي لتصبح جمهورية رئاسية بعد ثورة يوليو 1982 ومصر في ظل هذه الثورة ونظامها الجمهوري يتسع ثراها لكل أموات الأسرة العلوية الملكية التي كانت تحكم قبل الثورة، وحكام مصر الجمهوريون- من عبدالناصر إلي حسني مبارك- لم يمتنعوا عن دفن أي من أفراد هذه الأسرة متي وافاها الأجل المحتوم سواء كانت في خارج مصر أو داخلها.. وهناك الكثير من المؤرخين وهواة التاريخ لاتصادر لهم آراء أو كتابات تشيد بالأسرة العلوية التي كانت تحكم مصر حتي آخر ملوك هذه الأسرة «فاروق» الذي تحدثت بفساده كتابات كثيرة عكفت علي تزوير تاريخ هذا الملك، ابتغاء مرضاة النظام الثوري الذي حكم وبعض هذه الكتابات كان مدققا يرعي ذمته العلمية، فكتب ما ينصف الأسرة وآخر مليك منها فاروق الراحل، ولم يكن هذا الانصاف لشخصيات بقدر ما كان ينصف الحقيقة والتاريخ وبعض من المصريين- لا أظن أنهم كثرة في زماننا هذا- يترحمون علي أيام الملك فاروق علنا حين كانت الديقمراطية والتعددية الحزبية من مفردات نظامه رغم الاحتلال البريطاني الجاثم علي مصر، وفي كل هذا وذاك- وعلي أساليبنا السياسية الحالية- ترك لكل صاحب قلم أو رأي صادر في صحيفة أو قناة تليفزيونية أو مؤلف تليفزيوني أن يشيد بالأسرة العلوية، أو يهاجم حكم بعضها في ضراوة أو يقر بأن محمد علي باشا هو باني مصر الحديثة، ترك لكل هؤلاء أن يذهب أي منهم في ذلك ما شاء له الذهاب، حتي أنه قد اصبح لدينا الدكتور الذي أراد أن يكون متخصصا في تاريخ الأسرة العلوية وسير رموزها، كما أنه يذكر للدكتور أنه من أقرب المقربين إلي أحمد فؤاد الثاني نجل فاروق الملك الراحل، وهو لم تسعفه ظروفه الصحية لحضور احتفال نفر من أسرته الملكية في القاهرة بذكري رقم 90 لوفاة والده الراحل، وفي هذا الاحتفال الذي اهتمت بعض الصحف بتغطيته كان حضور المناسبة عند مقبرة الملك الراحل وبقية مقابر الأسرة العلوية حوالي 30 شخصا هم معظم من بقي علي قيد الحياة، فترحموا وتلوا القرآن ووضعوا أكاليل الزهور علي قبر فاروق وغيره من مقابر الراحلين من أفراد الأسرة، لكن أميرات البيت المالك السابق لمصر لم يجدن المقابر الأسرية الملكية علي البهاء الواجب الذي يجب أن يكون لها!، علي عكس مقبرة شاه إيران السابق الذي دفن إلي جوار مقابر أسرتنا العلوية المصرية بعد أن استضاف الرئيس الراحل أنور السادات جثمانه في مصر، وكانت صديقته الحميمة الولاياتالمتحدةالأمريكية قد حنت عليه بمأوي أو مستشفي أو قبر، وكانت ملاحظة الأميرات موضع اهتمام وعناية عند الدكتور المتخصص في تاريخ العائلة العلوية، فأشار إلي أن الوضع الحالي للمقبرة الملكية «غير لائق»! واعتبر الدكتور أن مقبرة شاه إيران الفخمة لايجب أن تعاني مقبرة فاروق المجاورة لها كل هذا الاهمال، وقد صبر العبد الفقير إلي الله كاتب هذه السطور صبرا جميلا علي ما طالعه بشأن اليوم والملكي في مدافن الأسرة العلوية، وتمني من الله أن تصل إلي مصر معونة مناسبة للمجلس الأعلي للآثار تنفق فقط علي «تفخيم» مقابر الأسرة الكريمة، أو يتبرع أحد رجال الأعمال الذين ازدهرت أعمالهم في ظل الجمهورية بأمواله وأنا أطالع رغبة الأميرة «زينب ماهيمور حسن» حفيدة محمد علي باشا الصغير بإنشاء حزب ملكي يعبر عن آراء وأفكار العائلة المالكة دون أن يسعي للحكم، مع السماح لأفراد الشعب بالاشتراك فيه!، إذ لما كانت مصر حاليا «مش ناقصة أحزاب»!، فقد ظننت أن الأميرة تبحث عن حزب «مفروش» لأعلي سعر.. أفندم!.