تابعت بإعجاب تصريحات الدكتور أحمد زكي بدر وزير التربية والتعليم . وأتمني أن يدوم إعجابي وتتحقق تصريحات معالي الوزير الصحفية والتليفزيونية!.. وأن تتحول إلي واقع ملموس بما يفيد العملية التعليمية..معالي الوزير في تصريحاته تطرق إلي عدة موضوعات ونسي موضوعا مهما التصريحات أشارت إلي الدروس الخصوصية ومعاناة أولياء الأمور وانقطاع التلاميذ عن الذهاب إلي المدارس وامتحانات الثانوية العامة وغيرها من الموضوعات ولكن معالي الوزير لم يتطرق إلي موضوع في غاية الأهمية وهو المباني التعليمية.. وأنا لا أقصد المدارس الخاصة واللغات التي يبنيها البعض كمشروع استثماري خاص! ولكنني أعني المدارس الحكومية التي تقيمها الدولة ممثلة في هيئة اسمها هيئة الأبنية التعليمية وهي هيئة تابعة لوزارة التربية والتعليم وتشغل مبني في غاية الفخامة في مدينة نصر بالقاهرة!.. هذه الهيئة مهمتها إقامة المدارس الحكومية في مختلف انحاء الجمهورية وترميم المدارس القائمة التي تحتاج إلي ذلك.. ولكن تصرفات الهيئة في هذا الشأن تعتبر لغزا محيرا، علي الأقل بالنسبة لي! فالمفروض أن يتم بناء المدارس حسب الكثافة السكانية وطبقا للاحتياجات الملحة وفي حال وجود الأماكن والمساحات اللازمة لإقامة المدارس ! فإذا كان هناك مكان تنطبق عليه كل الشروط السابقة ومكان آخر غير مستوف لتلك الشروط ويترك المكان الأول ويهمل بحجة الميزانية لاتسمح! وتعطي الأولوية للمكان الثاني وعندها تظهر الفلوس و«تبان»! وعندها ايضا تسمح الميزانية لبناء مجمع مدارس وليس مدرسة واحدة! ألا يدعو ذلك إلي الحيرة والشك والريبة! وألا يمثل ذلك لغزا غير مفهوم كما ذكرت! هذا الكلام ليس من خيالي.. لكنه الواقع الذي يعيشه حوالي خمسين ألف نسمة هم أبناء قريتي بني مجدول إحدي قري محافظة أكتوبر والجيزة سابقا! وقد كتبت في هذا المكان عن هذه المشكلة عدة مرات! ولكن هيئة الأبنية التعليمية الموقرة ورئيسها اللواء نبيل حلمي يصرون إصرارا غريبا علي الجملة المعتادة «الميزانية لاتسمح» ولا بأس أن أذكر لمعالي الوزير أحمد زكي بدر بعضا من السيرة الذاتية لمشكلة قريتي مع المدارس ومع هيئة الأبنية التعليمية علي اعتبار أن معالي الوزير لايعرف شيئا عن هذه المشكلة ولاعتبارات أخري أهمها: أن معاليه يوصف بأنه شديد وجريء.. وأنا أري أن هذه الشدة مطلوبة في ظل تراخي بعض المسئولين عن العملية التعليمية عن أداء عملهم بالشكل المطلوب وإذا كان معالي الوزير يري أن اسلوبه ومنهجه في أنه «لن يعمر في الوزارة» فإنني أختلف مع سيادته في هذه النقطة لأن الشدة والجرأة ستؤديان إلي إصلاح الكثير من الحال المايل والبقاء أطول مدة ممكنة في الوزارة وأعود إلي مشكلة قريتي التي لاتوجد بها سوي مدرسة ابتدائية يتيمة بنيت في أوائل ستينيات القرن الماضي! وكان بها مدرسة للتعليم الإعدادي هدمت بفعل فاعل في عام 2002، والمشكلة برمتها يعلم بها معالي الدكتور فتحي سعد منذ أن كان محافظا للجيزة والذي انتقلت تبعية القرية له محافظا لأكتوبر.. وقد بذل الدكتور فتحي سعد جهدا مشكورا لتوفير قطعة أرض من املاك الدولة لإقامة مدرسة للتعليم الاساسي وأصبحت المشكلة كلها في ذمة هيئة الأبنية التعليمية التي تقدم الوعود بأن المدارس مدرجة علي خطة الهيئة ! ويمر العام تلو العام ويتكرر الوعد الذي لاينفذ! وآخر زيارة قمت بها للدكتور فتحي سعد كانت يوم 17 من الشهر الجاري الذي اتصل بالمهندسة ثناء سعيد مسئول هيئة الأبنية التعليمية في المحافظة ودار الحوار التالي: أيوه ياباشمهندسة تمام! عايز أعرف إيه اللي تم في موضوع المدارس!.. كل شيء جاهز ياريس المشكلة مافيش فلوس!! وهكذا انتهي الحوار الذي دار أمامي بين السيد المحافظ والمهندسة ثناء سعيد! وأخبرني السيد المحافظ أنه طلب أكثر من مرة من اللواء نبيل حلمي رئيس هيئة الأبنية التعليمية حسم أمر هذه المدارس، وكان الجواب دائما..!! وحتي يطيب السيد المحافظ خاطري قال إن بعض مدارس مدينة أكتوبر كانت ستلقي نفس مصير مدارس قريتي لولا تدخل المهندس أحمد المغربي وزير الإسكان الذي وفر الاعتمادات المالية لبناء هذه المدارس من ميزانية وزارة الإسكان ! معالي الوزير أحمد زكي بدر معذرة إذا كنت قد أطلت عليك بهذه الحكاية المملة التي يبدو أنها أعقد من مشكلة الشرق الأوسط والآثار التي خلفتها مباراة مصر والجزائر! ولكنني ياسيدي الوزير متفائل هذه المرة بتوليك مقاليد الوزارة التي تحتاج جهدا غير عادي.. وأرجو أن تستحوذ حكاية بناء المدارس وحكاية هيئة الأبنية التعليمية علي جزء من اهتماماتك! وإذا لم تنجح في حسم هذالمسألة لن أغضب وسأكتفي بعبارة أعجبتني تقول «بلاها مدارس.. خليها سوسو»! وسوف أحكي لسيادتك قصة هذه العبارة في مقال قادم!! نجاح الصاوي