أطلقت شركة فودافون - مصر مؤخرًا خدمة تحويل الأموال عبر الهاتف المحمول بالتعاون مع بنك الإسكان والتعمير ليرتفع بذلك عدد البدائل المتاحة لتحويل الأموال فى السوق المصرية بعد تحويلات البريد المصرى والخدمة التى أطلقها البنك الأهلى للتحويل عبر الصرافات الآلية، بما يعكس اشتعال حدة المنافسة بين تلك الأدوات، لتتصدر خدمة التحويل عن طريق الهاتف المحمول خاصة مع المميزات التى تتيحها عكس الوسائل الأخرى، وذلك وفقًا لآراء عدد من المصرفيين . ولفتوا إلى أن ارتفاع استخدام الأفراد للهواتف النقالة سيدعم انتشار تلك الخدمة، بالإضافة إلى أن المعوقات التى تواجهها الطرق البديلة الأخرى أبرزها ضرورة تقديم صورة من الرقم القومى لمشتركى الخدمة والازدحام المتزايد على نوافذ البنوك والبريد ستزيد من طول الفترة الزمنية للموافقة على طلب التحويل . وأكدوا أن وسائل التحويل التكنولوجية الحديثة، لن تجعل العملاء يعزفون عن استخدام فروع البريد خاصة فى ظل ارتفاع مستويات الثقة فى تلك الوسيلة باعتبارها ممثلة للدولة، بالإضافة إلى ارتفاع التغطية الجغرافية لشبكة البريد . من جهته لفت عمرو طنطاوى رئيس قطاع التجزئة المصرفية فى بنك مصر - إيران للتنمية، إلى أنه من المتوقع أن تحتل خدمة تحويل الأموال من خلال الهاتف المحمول الصدارة فى إجمالى التحويلات خلال الفترة المقبلة . وأشار إلى أن انتشار فروع البريد على مستوى الجمهورية، قد يشعل المنافسة بشكل كبير مع خدمة التحويل عبر الهاتف، إلا أن سرعة أداء الخدمة فى التحويلات الهاتفية واستخدام جميع الأفراد للهواتف النقالة سيرفعان من نصيبها لإجمالى التحويلات، كما أنه مع إضافة مكاتب ومتعاملين جدد سيوسع ذلك دائرة الانتشار مستقبلاً . وقال إن تواضع قيمة التحويلات المالية التى تتم شهرياً بحيث لا تتعدى 5 آلاف شهرياً، لن يضعف من الإقبال عليها خلال الفترة المقبلة، خاصة أنها تعتمد على جانب السرعة، بالإضافة إلى أن انخفاض قيمة التحويلات يرتبط بالنواحى الأمنية، حيث إنه مع ارتفاع قيمتها فإنه من الأفضل الاتجاه للبنوك . واستبعد طنطاوى أن يؤثر إقبال العملاء على التحويل عن طريق الهاتف على تجنب البنوك، إضافة خدمات التحويل عبر ال «ATM» لأنها تسعى لتنويع جميع الأدوات أمام العميل . وتوقع محمد بدرة الخبير المصرفى اشتعال المنافسة بين الوسائل التكنولوجية الجديدة للتحويلات مع الطريقة التقليدية كتحويلات الأموال من خلال البريد، من خلال خفض رسوم التحويل وتحسين جودة الخدمة . وأوضح بدرة أن تغير وجهة الأفراد نحو تحويل الأموال من خلال الهاتف المحمول، سيستغرق فترة طويلة نسبياً قد تصل إلى 3 سنوات حتى يكون العملاء قادرين على استخدام تلك الطريقة وتكتسب ثقتهم مع مرور الوقت، خاصة أن الكثير من الأفراد يثقون بدرجة كبيرة فى هيئة البريد، نظراً لأنها تمثل الدولة، بما يعكس ارتفاع مستوى الأمان وضمان وصول الأموال، بالإضافة إلى ما يتميز به من انتشار جغرافى واسع عكس السبل البديلة . وأضاف أن سرعة التحويل عبر المحمول وامكانية استخدامها خلال ساعات اليوم قد تدعم استخدام تلك الوسيلة عن البريد، الذى تعوق محدودية ساعات العمل على القدرة فى الاعتماد عليه بشكل أساسى . وتوقع بدرة أن تغير بعض البنوك من خططها التوسعية فى إضافة خدمات التحويل عن طريق الصرافات الآلية خلال الفترة المقبلة، خاصة مع المميزات التى ستعطيها التحويلات عبر المحمول، بالإضافة إلى ارتفاع عدد مستخدمى الهواتف المحمولة، الأمر الذى سيساعد على انتشار الخدمة بصورة كبيرة عن التحويل من خلال ال «ATM» ، بما يقلل من جدوى وربحية الأخيرة . وأشارت مؤشرات وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، إلى وصول عدد مشتركى الهاتف المحمول فى مصر خلال أبريل الماضى الى 94.22 مليون مشترك، مقارنة ب 94.14 مليون مشترك فى مارس بزيادة قدرها نحو 80 ألف عميل جديد . واستبعد أن يتجنب الأفراد التحويل من خلال فروع البريد نظراً لقدم استخدامهم تلك الوسيلة بما يجعلها وسيلة مألوفة لديهم، بالإضافة إلى الانتشار الجغرافى الواسع لفروع البريد فى جميع أنحاء الجمهورية حيث يصل للقرى والنجوع والتى قد تختفى بها فروع البنوك والصرافات الآلية، فضلاً عن فروع شركة فودافون . وقد كشفت أحدث البيانات التى أصدرها البريد المصرى عن وصول عدد الفروع إلى 3820 مكتباً بنهاية مارس الماضى، كما بلغت عدد الحوالات البريدية الفورية 991 ألف حوالة خلال الشهر نفسه . وفيما يتعلق بانخفاض قيمة التحويلات المالية التى قد تصل ل 5 آلاف جنيه شهرياً فى «فودافون كاش » والتحويل عبر ال «ATM» فى البنك الأهلى وتأثيرها السلبى على إقبال العملاء لاستخدامها، استبعد الرئيس السابق للفروع بالبنك العربى الإفريقى حدوث ذلك، خاصة أن 90 % من قيمة التحويلات التى تتم عن طريق البريد تقل عن 500 جنيه، بالإضافة إلى أن المبالغ المالية المرتفعة يتم تحويلها من خلال البنوك، نظراً لأن تلك التحويلات يصاحبها وجود حساب بنكى للعميل . وأكد كفاية الخمسة آلاف جنيه كحد أقصى للتحويل بصورة شهرية، وذلك حتى يتوافر فى تلك التحويلات عاملا السرعة والأمان . وأشار إلى صعوبة احتفاظ شركات الهواتف المحمولة بمبالغ مالية كبرى للتحويل فى ظل الظروف الحالية، كما أن هناك مشكلات تتعلق بالتغذية المستمرة لماكينات الصرافات الآلية فى حال ارتفاع قيمة تحويل العملية الواحدة، نظراً لمشكلات المرور التى قد تزيد الفترة الزمنية لإمداد الماكينات بالأموال، بالإضافة إلى أهمية توافر العمليات التأمينية لشركات نقل الأموال . وأشار عبد العال إلى أن تصدر خدمة التحويل عبر الهاتف المحمول لن يقلل من اتجاه البنوك للتوسع فى طرح خدمة التحويل من خلال ال «ATM» حتى تتيح كل السبل أمام العميل بما يساهم فى تنويع المنتجات المطروحة .