كان المثقفون والمناضلون زمان سواء من فريق الأسد المرعب الحنجوري، بتوع أنا شجيع السيما أبو شنب بريمة، أومن فريق صمت الحملان، بتوع وانا مالي يابوي وانا مالي يعتبرون حفلات أم كلثوم الشهرية، التي كان يستعد لها السميعة بالحشيش والسبرتو مثل الحقنة المخدرة، التي يفقعها النظام للمواطنين في العضل، عشان ما يحسوش بالتلطيش وضرب البلغ، وما تيسر من اللطع علي القفا، وحتي لا يلاحظوا البنية الاجتماعية وهي تنقلب رأسا علي عقب وتقف علي دماغها زي الحاوي الغلبان، الذي تضحك عليه الزباين، والآن لم تعد هناك أم كلثوم، ولا كلثوم نفسه، بالإضافة إلي أننا أصبحنا جبلات والحمد لله، وسارحين في غيطان البانجو، يعني ما فيش حاجة تحوق في جتتنا، لذلك.. بدأنا نلخم أنفسنا بالقضايا التي تخترعها الحكومة، أو القضايا التي يجعلها الإعلام مثل الغازية، التي تفقع الزباين هزة وسط، تجيبهم الأرض. وبالتالي.. لم يكن غريباً خاصة ونحن لانمتلك أي مشروع قومي، ولا هدفاً وطنياً، علي اعتبار أن الحاجات دي مكروهة شرعاً والعياذ بالله أن تصبح القضية الاساسية المحورية، هي من سينتصر في معركة داحس والغبراء، بلد المليون شهيد، واللا بلد التمانين مليون شهيد؟! وأن تتوحد مصر دون حكاية الخمسين في المية عمال وفلاحين، وتتحقق الوحدة الوطنية، ويحيا الهلال مع الصليب، من أجل مباراة كرة قدم، وأن يصل الأمر إلي تدخل رئيسي الدولتين، لعقد معاهدة سلام مؤقت، وفصل القوات المتصارعة، وأن تتأرجح العلاقات السياسية والاقتصادية بين البلدين، علي أقدام اللاعبين وكل واحد علي قد صحته بقي. نحن نحب مصر مهما فعلت بنا، ونشجع مصر حتي لو كانت عرجاء وبتلعب برجل واحدة، لكن ليس بهذا الهوس، الذي يجعل من المنتخب، المشروع القومي الأوحد، وحسن شحاتة البطل القومي الأوحد، لدرجة أن السيد الرئيس أصر علي حضور التدريبات، مع أن سيادته لم يحضر في أي مأساة شعبية وآخرها مأساة العياط. نعم من حق الناس أن تحلم وتفرح.. لكن ليس بكرة القدم وحدها، ورجاله وطول عمر ولادك يابلدنا رجاله. محمد الرفاعي