أشكر لها الفرصة التي أتاحتها لي وأدين بالعرفان الكثير لكبار محرري هذه المجلة وقد أكرموا وفادتي وأخذوا بيدي ولم يتعسفوا معي تعسف البعض ممن كانوا يضيقون بالناشئة في مهنة الصحافة من الشبان والشابات !أبدأ بهذه الكلمات حتي لايسئ قارئ فهم مقاصد ما سأكتبه لاحقا، إذ كله بعض من المآخذ التي رافقت أداء من علموني في لون الصحافة الذي اختارته المجلة وقدكانت مجلة فنية رائدة زعيمة للمجلات الفنية في مصر والعالم العربي، ووقت أن كانت الستينيات لاتشهد غير هذه المجلة وغيرها من المجلات الصغيرة قصيرة النفس في موالاة الصدور سواء في مصر أو في بيروت! وكان بعض المحررين الكبار في المجلة التي رضيت أن أكتب فيها الخبر والتحقيق يحلو لهم أن يسخروا باسمين من ملاحظاتي التي تنتقد ما يدور بحكم دراستي المنهجية للنقد وقد كان هذا البعض الساخر يملك موهبة صحفية كبيرة وإن لم تواته فرصة التعليم العالي، لذلك كنت أسميهم مع زملائي وزميلاتي من الشبان« الأسطوات الصنايعية» ولكن محرري هذه المجلة وقد كانوا جميعا «أسطوات» لايرضون بغلاف للمجلة غير صورة ملونة تتصدرها إحدي فاتنات الشاشة أو المسرح حيث لم يكن التليفزيون قد ظهر في مصر بعد، ووقتذاك لم يكن عدد الفاتنات الفنانات بالكثرة التي أصبح عليها هذا العدد الآن، لذلك كانت مجلتي كثيرا ما تكرر صورة فنانات الغلاف بشكل لافت!، هذا غير ماكانت تقرره إدارة الإعلانات عندما كانت تفرض علي المجلة موضوعات فنية لإحداهن وصورة الغلاف الملونة لها مدفوع كل ذلك مقدما، وكان هذا فضلا عن قلة عدد الفاتنات من أسباب أساسية أدت إلي تكرار الصور خلال الأسابيع المتتالية! ولعدم فهمي وقتها لخفايا ومقاصد كل ذلك كنت أجاهر بضيقي وضجري لهذا المنهج الثابت في اختيار أغلفة المجلة!، حتي تفضل أحد كبار محرري هذه المجلة وكان في مقام الأب مني فشرح لي كيف أصبحت هذه الأغلفة هي الشكل الثابت للمجلة حتي أن بعض الفنانات تحجز الواحدة أكثر من غلاف خلال العام الواحد!. وأخري بطلة لشركة إفلام سينما تتعاقد علي ذلك مع إدارة المجلة!، وكان الأب العجوز في شرحه هذا يقدم لي نصيحة واحدة خليك في حالك.. علشان اي مسائل أكبر مني ومنك.. وما تتفلسفش واتعلم أحسن، وكان أن امتثلت. وها هي الأيام تدور دورتها، وأفكر كثيرا في السبب الذي يجعل شاشات التليفزيون وقنواته الفضائية تكاد برامجها كلها تدور في فلك برامج متشابهة!، وأسماء شلة من الضيوف ملت الناس متابعة ما تثرثر به في برامج الثرثرة حتي حفظته عن ظهر قلب!، مما يسمونه فلان ومشواره الفني.. وفلانة ومشوارها الفني طبعا! الذي حكته عشرات المرات من ساعة ما ظهر التليفزيون الذي كان في بواكيره أكثر جدية واحتراما!، كذلك حال الناس مع «صاحب المشوار» فهذا و«زميلاته» لو حوسبوا حسابا عادلا علي هذا المشوار لاستحقوا منعهم من مواصلة هذه المشاوير السخيفة!، ولن يتأتي ذلك بالطبع إلا إذا استحدث في القانون ما يسمي «إفساد أذواق الناس» عبر هذا المشوار! وقد لاحظت أن ماكنت آخذه علي مجلتي الفنية في بواكيري من تكرار أغلفة من أسبابه قلة عدد الفاتنات! فإنني أفاجأ بعد مرور العقود علي تجربتي الباكرة أن أعداد الفنانين والفنانات زادت! وزاد كذلك عدد القنوات! يضيف إلي سخافات ماتقدمه عيال وأحفاد الفنانين والفنانات حول «مشاوير» فنية لهم وهم لم يبدأ لهم أي مشوار بعد!