· عاكف كان يريد الرحيل بالفعل لكنه فوجيء بحجم الفوضي في اختيار خليفته · عزل «حبيب» وأنصار المحافظة يهدد لجانه بانشقاقات داخلية مستقبلاً نجح مهدي عاكف في تجميد الوضع الحالي في جماعة الإخوان المسلمين ومن أجل بقائه مرشداً لها إلي أجل غير مسمي بسبب الخلافات الحادة التي تشهدها أروقة مكتب الإرشاد حاليا حول سؤال: من يرث منصب المرشد؟ جدل وتوترات وأحياناً صراع وانقسام غير مسبوق يجتاح أوساط مكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين في الوقت الراهن بسبب إعلان المرشد مهدي عاكف عزمه علي عدم الترشيح في انتخابات يناير القادم ما دفعه إلي العدول عن القراره وإعلانه الاستمرار حتي الانتخابات البرلمانية وربما الرئاسية، الانقسام الذي بدا علي السطح يقوده تياران الأول يتمثل في «المحافظين» المتخذين للقرار حالياً في مكتب الإرشاد والثاني «الإصلاحيين» الذين تلاشت أفكارهم وخبرتهم باعتقال عبدالمنعم أبوالفتوح زعيم هذا التيار بمشاركة عصام العريان الذي رفض الإصلاحيون بقيادة محمود عزت الأمين العام للجماعة تصعيده في الفترة الأخيرة استناداً لأفكاره المستمدة من أمريكا علي حد قول عزت لكن خلاف عدم تصعيد العريان لم يكن الوحيد حيث شهد مكتب الإرشاد خلافات حادة بين محمد حبيب نائب المرشد الأول ومحمود عزت عندما رفض الأخير تفويض حبيب لمنصب المرشد وطلب محمد عاكف الاستمرار في منصبه وذلك عقب تصريحاته في أزمة استقالة المرشد بإحدي القنوات الفضائية لأنه في أجازه لحين انتهاء فترة ولايته ما اعتبره عزت فرض رأي علي جميع أعضاء المكتب وانتهي بعزل حبيب سياسياً فهو وإن كان متواجداً داخل مكتب الارشاد بشكل يومي لا يمارس صلاحياته كنائب أول للمرشد كما شهدت الجماعة خلافات حادة خلال الفترة الأخيرة بسبب إجراء انتخابات أعضاء مكتب الإرشاد فيما أراد عاكف اجراء الانتخابات علي جميع مقاعد المكتب وعددها 16 مقعداً رأي أعضاء التيار المحافظ إجراءها علي 11 مقعدا فقط استناداً إلي انتخاب خمسة أعضاء العام الماضي في انتخابات علي مستوي مجلس الشوري العام للجماعة ومدة عضويتهم أربع سنوات وهم سعد الكتاني وسعد الحسيني ومحيي حامد وأسامة نصرالدين ومحمد عبدالرحمن وهو الخلاف الذي أجبر المرشد علي رفع شعار «التأجيل هو الحل» بمعني تأجيل الانتخابات الداخلية للجماعات من مجلس شوري إلي مكتب الإرشاد وإعلان البقاء في منصبه لحين الانتهاء من الانتخابات البرلمانية العام القادم وإن ألمح عن نيته في الاستمرار لحين الانتهاء من الانتخابات الرئاسية عام 2011 شعار «التأجيل هو الحل» اعتبرته بعض القيادات بمثابة استجابة منه للضغوط التي تعرض لها من مجموعة المحافظين المتشددين بقيادة عزت وأكدوا أن المرشد كان مصراً علي ألا يرشح نفسه لولاية ثانية وأشارت بعض القيادات داخل مكتب الإرشاد رفضت ذكر اسمها إلي أن عاكف كان يريد الرحيل بالفعل وأنه برر تأجيله لجميع انتخابات الجماعة بقوله أن الجماعة تتعرض حالياً لضربات أمنية موجعة.