مصروفات المدارس الحكومية 2025– 2026.. التفاصيل الكاملة وقواعد الإعفاء والسداد لجميع المراحل التعليمية    تقرير حكومى: توقعات بنمو مبيعات الأدوية إلى 5.7 مليار دولار خلال 2025    آمال ماهر عن صوت مصر: «مش عايزة أكون رقم واحد.. واسمي أكبر من أي لقب» (فيديو)    المسلمون يصلون الفجر قبل وقته بساعة ونصف    مواجهات جديدة بين الشرطة ومتظاهرين أمام فندق يؤوي مهاجرين في لندن    حركة القطارات| 45 دقيقة تأخير بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. الاثنين 21 يوليو 2025    رئيس مجلس أمناء الجامعة الألمانية: مشروع الهوية البصرية تعزيز للانتماء وتأصيل للقيم المصرية    «الرقابة النووية» تُنهي جولتها التوعوية من أسوان لتعزيز الوعي المجتمعي    إنفوجراف| حصيلة 650 يوما من الحرب الإسرائيلية في غزة.. «أرقام الشهداء والجرحى»    رئيس الأركان الإسرائيلي لجنوده: إنجازاتكم تسرع هزيمة حماس    جريمة داخل عش الزوجية.. حبس المتهمة بقتل زوجها بالقليوبية    اليوم| محاكمة المتهمين في قضية فض اعتصام رابعة    السجن المؤبد ل 5 أشخاص لإتهامهم بالإتجار فى المخدرات بالبحيرة    مواقيت الصلاة اليوم الإثنين 21 يوليو 2025 في القاهرة والمحافظات    رئيس مجلس أمناء الجامعة الألمانية: هناك علماء مصريين متواجدين في كل دول العالم    مستشفى العامرية تنجح في إجراء جراحة دقيقة لطفل حديث الولادة يعاني من كيس سحائي    لاحتوائها على مواد سامة.. 3 منتجات يجب إزالتها من منزلك    وفاة امرأة تبلغ 82 عاما في إيطاليا نتيجة إصابتها بعدوى فيروس غرب النيل    "تموين الدقهلية" يحرر 196 مخالفة في 48 ساعة (صور)    بين الهلال وليفربول، الكشف عن مصير إيزاك    طريقة عمل الحجازية في خطوات بسيطة وأحلى من الجاهزة    بالأصفر الساطع وتحت شمس البحر المتوسط... ياسمين رحمي تخطف الأنظار بإطلالة صيفية تبهر متابعيها على إنستجرام    متحدث الوزراء: جاهزون لتعيين وزير بيئة جديد في التوقيت المناسب    ما أهمية عودة الحكومة السودانية إلى العاصمة من جديد؟    تقديم 40476 خدمة طبية وعلاجية بحملة "100 يوم صحة" في الإسماعيلية    أسامة عرابي: الطريقة التي تعامل بها وسام أبو علي مع الأهلي خارج نطاق الاحترافية    «عيب وانت بتعمل كدة لأغراض شخصية».. خالد الغندور يفاجئ أحمد شوبير برسائل نارية    نشرة منتصف الليل| خطوات حجز شقق الإسكان.. وخسائر قناة السويس خلال العامين الماضيين    رئيس "الحرية المصري": رجال الأمن خط الدفاع الأول في مواجهة التطرف والمخططات الإرهابية    برئاسة ماجي الحلواني.. "الوطنية للإعلام" تعلن تشكيل لجنة لرصد ومتابعة انتخابات الشيوخ    بعد مد فترة التقديم لاختبارات القدرات لطلاب الثانوية العامة.. «اَخر موعد للتقديم»    إصابة 3 سيدات من أسرة واحدة في انقلاب سيارة ملاكي أمام قرية سياحية بطريق العلمين    "شباب النواب" تثمن الضربات الاستباقية لوزارة الداخلية في دحر البؤر الإرهابية    عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير.. سعر الذهب اليوم الإثنين 21 يوليو 2025 بالصاغة    التليجراف: وزير الدفاع البريطانى سيعلن حملة مدتها 50 يوما لتسليح أوكرانيا    يوسف معاطي: لست ضد الورش التي تكتب السيناريوهات ولكنها لا تنتج مبدع كبير    لا تأخذ كل شيء على محمل الجد.. حظ برج القوس اليوم 21 يوليو    نادية رشاد: أتمتع بحالة صحية جيدة.. وقلة أعمالي الفنية لضعف مضمونها    شقيقة أحمد حلمي عن منى زكي: "بسكوتة في طريقتها ورقيقة جدا"    واشنطن بوست: قراصنة يشنون هجوما عالميا على وكالات حكومية وجامعات أمريكية    دعاء في جوف الليل: اللهم أجرني برحمتك واجبر بلطفك كسر قلبي    فيديو- عالم بالأوقاف يوضح حكم إقامة الأفراح وهل تتعارض مع الشرع    رسميًا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 21 يوليو 2025    اعتذار الهلال عن عدم المشاركة في السوبر السعودي.. والاتحاد يؤكد اتخاذ الإجراءات اللازمة    عبد الكريم مصطفى يشارك فى مران الإسماعيلى بعد التعافى من الإصابة    "يريد أكثر من مبابي".. سبب تعقد مفاوضات تجديد فينيسيوس وخطوة ريال مدريد القادمة    "تدخل الإدارة".. نجم الأهلي السابق يكشف مفاجأة بشأن غضب لاعبي الفريق    أنغام فؤاد ومنيب تتألق في صيف الأوبرا 2025 بحضور جماهيري كبير    السيطرة على حريق محدود بجوار مزلقان الرحمانية قبلي بنجع حمادي    باسل عادل: الوعي ليس حزبًا قائمًا على التنافس الانتخابي الضيق    Golden View Developments تطلق مشروع "TO-GTHER".. رؤية جديدة للاستثمار العقاري المدعوم بشراكات عالمية    مبعوث أمريكي: متفائلون بإمكانية التوصل إلى صفقة بين إسرائيل و"حماس"    آدم كايد: حققتُ حلمي بالانضمام إلى الزمالك    هل يستخدم نتنياهو حالته الصحية لشلّ المفاوضات وتجميد محاكمته؟ (تفاصيل)    غرق مركب في نهر النيل بالغربية.. إنقاذ 3 أشخاص واستمرار البحث عن مفقود    وزير الثقافة يفتتح الدورة ال18 من "المهرجان القومي للمسرح المصري" ويكرم رموز الفن المسرحي    أمين الفتوى: التقديم على شقق محدودي الدخل بغير وجه حق «حرام شرعاً»    دعاء الفجر | اللهم إني أسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الدين و الابداع ..المعركة مستمرة!

العلاقة بين الإبداع والدين تشبه إلي حد كبير العلاقة بين القط والفأر.. مطاردات دائمة وتربص مستمر. المعارك تتجدد بين الحين والآخر.. ماتكاد تهدأ النيران حتي تعود للاشتغال من جديد. وهي اشكالية قديمة جديدة، بدأت عندما أصدر طه حسين كتابه عن «الشعر الجاهلي» ثارت الدنيا ولم تقعد عندما ظن «الشيوخ» أن به تشكيكا في القرآن.
وربما لن تنتهي بما حدث مؤخراً مع الشاعر حلمي سالم عندما وضع نفسه هدفا لطلقات الشيوخ عقابا له علي قصيدته «من شرفة ليلي مراد» التي اعتبروها تسيء للذات الإلهية فقامت الدنيا عليه واقيمت الدعاوي ضده، وصدرت أحكام بالغاء ترخيص مجلة إبداع التي نشرت القصيدة في هذه المواجهة يتزعم الشيخ يوسف البدري الهجوم ضد حلمي سالم، بينما الأخير يرد علي هذا الهجوم.
الشيخ يوسف البدري:
حلمي سالم يسيء للذات الإلهية.. ولايستطيع أن يصف مبارك بأنه فلاح يزغط البط كما فعل مع الله!
· الأزهر قال في القصيدة إنها كلمات مسطول سكران يؤلف إلحادا يسميه إبداعا!
لماذا تعترض علي القصيدة رغم نشرها في مجلة تتبع وزارة الثقافة؟
- أما بشأن قصيدة من شرفة ليلي مراد.. فانها نشرت مرتين في مجلة ابداع وقد خفف الناشر بعض الالفاظ حتي لاتهيج الناس ومع ذلك فقد أثارت الرأي العام..
وأمر وزير الثقافة بجمع الاعداد من السوق ونزع القصيدة واعادة توزيعها.. ثم تبرأ منها أحمد عبدالمعطي حجازي رئيس تحرير المجلة وقال لم أكن أعلم بهذه الاشياء وعلي إثر ذلك ألغت المحكمة ترخيض المجلة!
هل تم اجتزاء المقاطع التي أحدثت مشاكل دون النظر إلي سياق القصيدة كاملا؟
- ورد بالقصيدة 3 مقاطع منها مقطع «لم يبق إلا أن أسري الله الانبياء ليقوموا بحراسة الجثة حرصا عليها من بشريتي!
المقطع الثاني «هو الله ليس شرطي مرور يمسك الناس من قفاهم.. الله فلاح يزغط البط ويحلب البقرة ويقول .. وافر هذا اللبن وهو يقبض أرواحنا كطائر قبل أن يؤلف سورة البقرة».
أما المقطع الثالث «الله ليس شرطيا في شارع زكريا أحمد ينظم المرور.. إلي آخر المقطع»
وقد تم تغيير لفظ الله إلي الرب .. الرب.. !!
وقد قال جمال الشاعر عن القصيدة إذ كنا نتحدث عن الذات الإلهية فهذا لايسمي أدباً بل هو قلة أدب!
وماذا قال الأزهر في القصيدة وهل توافقه؟
- الأزهر قال انها كلمات مرصوصة كلمات سكران مسطول ليس واعيا.. والمقطعان الثالث والرابع كلام الحاد لواحد يؤلف الحادا يسميه ابداعا ينشر إلحاده فهذا اسمه المنهج التفكيكي.
وماالمقصود بهذا المنهج تحديدا؟
- أن تأتي بأشياء موجودة عادية فتفكك علاقتها بعضها من بعض ثم تعيد تركيبها بشكل جديد ويؤدي هذا إلي أنك تغير كل القيم.. فكلمة «الله فلاح يزغط البط». فهو معروف أن الفلاح لايزغط البط ومعلوم أن الفلاح لايحلب الضرع فالذي يقوم بهذا هو الفلاحة.. فكيف نسمي الله فلاحا، فهو نزع العمل من الفلاحة ثم نسبه للفلاح ثم نزع العمل من الفلاح ونسبه لله!.. وهذا منتهي الضِعة مع الله تبارك وتعالي ومنتهي السخرية.. فلو قلنا عن حلمي سالم إنه فلاح سوف يثور ويقول أنا مثقف.. فهذا منتهي الضعة مع الله.. لأنه تطاول وسب الله تعالي.. فلو قال حلمي سالم عن الرئيس مبارك هذا لمابات في بيته ليلة واحدة!
فليعمل قصيدة ويقول فيها مبارك فلاح ويزغط البط ويقبض أرواحنا فالتأليف تجسيد للانسانية والله لايفعل هذا!.. ونعوذ بالله تعالي.. وأنا .. أري أنه قد يقول الانسان كلاما إلحادياً ولا يكون ملحدا وإنما تبين له الأمر فإذا اقتنع نحكم بذلك وانتهي الامر وإذا لم يمتنع نحكم عليه بالكفر!!
وهل اقتنع حلمي سالم بذلك؟
- ليس شغلي
وهل يعتبر ملحدا؟
- لايجب علي إقناع شخص بفكرة بل أوضح فقط
لكن المثقفين يرون أن ذلك إبداعا؟
- الابداع له شروط، ويأتي ويسب عقيدة 2 مليار مسلم ونقول إبداعا.. يبقي قلة أدب وكفر.. 2 مليار مسلم «هو ربنا لهذا الحد حيطه مائلة»..!...
فلو كان يعيش بيننا عمربن الخطاب لضربه حتي أشرف علي الموت.. والإبداع في كل شيء إلا ثلاث.. تبدأ بالمقدسات وأمور الاخلاقيات .. وثالثا الأمور الشخصية وأنا درست النقد الأدبي باللغة الانجليزية ورأيت الغرب يقف عند هذا .. وربنا قال هذا «ولاتسبوا الذين يدعون من دون الله» أما الأخلاقيات فلا تتحدث عن الزنا والأمور الشخصية ألا يغتاب إنساناً ويسبه فيما عدا ذلك فليبدع.. وعنده في الطبيعة مايساعده علي ذلك..
ولماذا تقف وزارة الثقافة عاجزة عن مواجهة ذلك؟
- لاتسألني أنا بل أسأل الوزارة.
أنت تدافع عن العقيدة فهل أنت تتصدي لذلك وحدك؟
- هناك جهات كثيرة مثل جبهة علماء الأزهر ومجمع البحوث الإسلامية وهم كثير لكن لا اتصل بهم والله يؤيدني بهم في الخفاء والعلن دون أن أعلم.. ثم أن المجمع قام برفع قضية..
لكن تمثيلهم ضعيف؟
- ليس هم بل الحكومة دورها ضعيف.
من حلمي سالم لسيد القمني ماذا تقول؟
- من قال إنه دكتور فهو نفسه قال انها مزورة وقال إزاي مجلس الجامعات وافق عليها؟
ما رأيك في حصوله علي جائزة الدولة التقديرية؟
- لقد تقدمت بشكوي للنائب العام بسبب الدكتوراة المزورة، وأنا بصدد اصدار كتاب للرد علي أفكاره بعنوان «المادية والماركسية المزعومة» في فكر سيد القمني صاحب الدكتوراة المزعومة». ضمن سلسلة مفاهيم يجب أن تصحح.. وهذا تفنيد لفكر القمني وقد قرأت مؤلفاته كلها لأرد عليها بالحجة.. وهناك رد علي حسن حنفي وقد قرأت حوالي 7 آلاف صفحة قبل أن أكتب شيئا.
هل كل من يبحث عن الشهرة يسب الله والرسول؟
- صحيح ومن أعجب ماقرأت علي الانترنت تعليقا علي قضيتي في مجلس الدولة لسحب الجائزة من حسن حنفي وسيد القمني قول أحدهم اشتم ربك تأكل ملبن؟!! وهذا موجود في التعليقات علي الانترنت... فانهم يقولون هذا حرية تعبير ونرد عليهم قائلين. لماذ تعيبوننا عندما نعبر عن وجهة نظرنا في الذهاب للمحكمة فهذه حرية لهم وعدم حرية لنا!
الأمر الثاني أنهم يسبون الله ورسوله ويتطاولون عليهما وعلي الإسلام فهل هذا المفهوم الحرية! أم أن الحرية التزام ومسئولية!
ثالثا: يزعمون انهم مسلمون فهل معني الإسلام أن نعيب الذاب الإلهية؟ وأن ننزع النبوة المحمدية؟ وأن أوجه أنظار الناس بعيدا عن السماء والارض وأعلن أن الله لم يعد له وجود؟ وأعلن المذهب الماركسي الجدلي الهيجلي المادي ليكون منهجا ليحل محل شريعة الله؟ فهل بعد 14 قرنا من الزمان علي الإسلام وأكثر من 20 قرنا علي رسالة المسيح وأكثر من 30 قرنا علي رسالة موسي وآلاف القرون علي رسالة آدم جاءوا هم ليعدلوا المايل؟؟؟!
********
الشاعر حلمي سالم:
الشيوخ «واقفين لنا علي الواحدة».. وتجسيد «الله» ليس من اختراعنا!
· هناك تعارض بين الإبداع والدين فالمعارف البشرية تتنازع مع بعضها علي ملكية الإنسان وامتلاك ذهنية الإنسان
تصوير: نسمة السهيتي
القصيدة من وجهة نظر المثقفين «إبداع» لكنها من وجهة نظر المشايخ تطاول علي الذات الإلهية: فلماذا هذا التضارب وكيف يتم التوفيق بين الإبداع والدين؟
- هذا السؤال يوجه للبشرية كلها فهذه إحدي أكبر مشاكل البشرية لأن هناك تعارض بين الإبداع والدين فالمعارف البشرية تتنازع مع بعضها علي ملكية الانسان وامتلاك ذهنية الانسان.. فهناك المعرفة العلمية والفلسفية الدينية الجمالية.. فكل معرفة من هؤلاء تتصارع مع الأخري علي امتلاك خيال وروح وعقل الانسان منذ بدء الخليقة وداخل هذه المنازعات بالذات مسألة النزاعات بين الفن والدين وهي أكثر هذه النزاعات حدة وتوتر.. لأن الاثنتين تعملان علي وتر واحد هو روح الانسان .. فالأديان دائما تنكر انها شعر!.. ولأنهما يستخدمان نفس الأداة وهو الرمز والمجاز.. فالدين يستخدم المجاز ليحبب الناس في الجنة ويكرههم في النار.. ويزداد الصراع حدة لأن الفن داعي حرية وليس له حدود مهمته كسر الثوابت.. والدين مهمته تثبيت الاشياء .. فلهذا دائما الفن والأدب في نزاع.. فهي اشكالية قديمة .. لا الفن عرف يحلها ولا الدين ولا المجتمع.
هل كنت تتوقع الضجة التي أثيرت حول قصيدة «شرفة ليلي مراد»؟
- إطلاقا.. عمري ماتوقعت أن نصا شعريا لي يثير زوبعة من جانب التيارات الدينية.. لانني طوال تجربتي الشعرية وبرغم إيماني بحرية الفن إلا أنني أعرف أن هناك حدودا وأرعي دائما اننا نعيش في مجتمع له تقاليد وأخلاقيات وسقف وبالتالي لم أتصور هذه الضجة.. لأن «شرفة ليلي مراد» ليس بها ما يثير ثائرة التيارات الأخري ولا أي من أشعاري وأنا دائما »«أتجنب» أي تداخل بالقرآن الكريم والأحاديث النبوية والتراث العربي والإسلامي والقبطي والغربي وبالذات الثقافة العربية.. لأنني أحبها جدا.. والحقيقة أن كل هذه الضجة ليست بسبب «شرفة ليلي مراد»
يتحدث الشيخ يوسف البدري عن المنهج التفكيكي في القصيدة فهل هناك في النقد الأدبي هذا المذهب؟
-هذا كلام هزل في النقد لا دخل لي به.. والشيخ البدري يقول هذا الكلام ليغطي علي موقفه الفكري.. فهو غضبان من تصوير الله بأنه قروي يزغط البط.. فالشيوخ منزعجون من الصورة الشعرية ومن تجسيد الله وهذه الصورة عندي شريفة جدا لأن القروي هو أشرف الناس وتزغيط البط من أجمل وأخير الأفعال فكنت أري أمي وهي تزغط البط وكانت من أخير الأفعال التي أراها تفعلها والغضب من تدني هذه الصورة يفصح عن نزعة طبقية عند القادرين.. فإذا قلنا ان ربنا مدير عام يضرب الناس لما أثيرت هذه الضجة! إن القروي هو الذي يطعم الجميع.. يطعم الشيوخ والعلماء والجنرالات والفلاسفة والشعراء.. وتجسيد الله ليس جديدا في الآداب والفن وليس ضد اختراعنا بل هو من القرآن الكريم نفسه.. فاذا قلت لهم إن لله يدا في قوله «يد الله فوق أيديهم» وأنه «يستلف» في قوله «ومن ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا» وأن له وجها في قوله «أينما تولوا فثم وجه الله» وأنه يمشي في قوله » «من جاءني يمشي أتيته هرولة» ويطعم الناس في قوله «يطعمني ويسقين» فهو يطعم الدودة تحت الحجر.. فكل هذه صورة مجازية.. فلماذا الكيل بميكالين؟! ولماذا التدقيق في الصورة المجازية في القصيدة! فإذا قلت للشيوخ ان هذه المجازات غرضها استبيان قدرة الله وأن الله يرد الجميل بجميل غرضها أنه موجود في كل مكان فلا تقفوا عند لفظها المباشر.. ونحن نفعل ذلك في الشعر .. والشعر هو الأدعي أن نفعل له ذلك.
لكن يد الله ليست كأيدينا وأعينه ليست كأعيننا إلي آخر الجوارح؟
- لا.. هذا تفسير بعض شيوخ السنة، وأنا مع الرأي القائل أن الله له يد أو وجه فهذه رموز وقوله «يد الله مع الجماعة» فالله ليس له يد ولكن معناها أن الله يدعم الجماعة أو يقف معها!!
هل معني ذلك أن الموجود في القرآن الكريم والثوابت في الأحاديث النبوية فمثلا «كلما نضجت جلودهم بدلناها بجلود غيرها» يتفق الجميع علي انها صورة خيالية لتفظيع عمل الشر .. هل معني ذلك أن هذا غير موجود في الآخرة؟
-لا أعلم مالذي سيكون موجودا.. لكنني أعلم بشكل عام أن هناك ثوابا هو الجنة.. وعقابا هو النار.. أما التفصيل سواء النعيم أو الجحيم فصورهما في ظني هي رمز لشدة النعيم ولشدة الجحيم والله أعلم..
الشيخ يوسف البدري قال إن أحمد عبدالمعطي حجازي تبرأ من القصيدة؟
- حجازي نشر القصيدة.. أما إنه تبرأ أو لم يتبرأ فلا علم لي.. ولكني أعرف أنه دافع عن نشره القصيدة بقوله انها تجسيد لله ولخيرية الله، أما أنه لم يكن يعرف أنها ستثير كل هذه العاصفة فجميعنا كنا كذلك لم نكن نتوقع أن الشيوخ «واقفين لنا علي الواحدة» .
عدد كبير من العلماء يقفون ضد القصيدة ألم يؤثر ذلك أو يهز من عقيدتكم تجاه كتابتها؟
- لم يهتز إيماني بها.. فقد اتفق هؤلاء العلماء وفتشوا في القصيدة.. واختاروا هذه الكلمات ولو أن النقاد اجتمعوا وقرأوا القصيدة لو جدوا أنها صوفية تعبر عن محبة الله!.. ولكن الأزهر وجبهة العلماء ليسوا جهة اختصاص. ولكنهم يقرأون ويتربصون بكل كلمة يمكن أن تكتب ولم يحدث هذا معي فقط.. بل حدث مع نجيب محفوظ وعبدالرحمن الشرقاوي وكذلك مع عبدالصبور شاهين نفسه الكاتب الإسلامي الموغل في التزمت الذي تسبب في كارثة نصر حامد أبوزيد وتكفيره والتفريق بينه وبين زوجته.. لم ينج عبدالصبور وهو واحد من الأقطاب الإسلامية فانقلبوا عليه عندما كتب كتابه «أبي آدم» هولاء ليست لهم علاقة بالأدب ونقول لهم «اسألوا أهل الذكر إن كنتم لاتعلمون»!
من المسئول عن تغيير بعض الألفاظ في القصيدة؟
- لاتعليق!
ألا يؤكد حكم القضاء بإغلاق مجلة إبداع أن القصيدة بها شيء من التطاول علي الذات الالهية؟
- أي حكم قضائي لايؤكد شيئاً.. فالقضاء ليس مقدسا! القضاء جليل!! والقضاة بشر يخطئون ويصيبون، وقد حكم هؤلاء القضاه مرة علي نصر حامد أبوزيد بالبراءة ومرة بالإدانة ! فكلهم قضاه! وكم من قضايا حكم فيها بالإدانة لأشخاص وهم براء.. والمثل الشعبي القائل «ياما في الحبس مظاليم» لأن هناك أحكاما قضائية لم تكن عادلة .. فالقضاء لا يؤكد شيئا!
القضاء جليل لكن القضاة بشر لهم وجهات نظر قد تكون رجعية وقد تكون مستنيرة. ولهم وجهة نظر في الفن عموما بأنه أخلاقي دائما ويدعو إلي الاخلاق الحميدة دائما، ثم انهم نظروا للجانب الديني في القصيدة وليس الفني وكان من واجبهم أن كانوا عادلين أن يستشيروا أهل الاختصاص.. أن يستشيروا النقاد مثلما يستشيرون الخبراء في أمر انهيار عمارة مثلا.. ولكنهم استشاروا الأزهر؟
ونعم اكتفوا برأيه فقط واكتفوا برأيهم هم.. فأغلب القضاء الآن يقوم علي المرجعية الدينية التي تقوم عليها الشريعة ومسنودون في ذلك بالقوانين وعلي رأسها المادة «2» من الدستور.
هل تعديل المادة الثانية من الدستور سيحل الإشكالية القديمة بين الدين والإبداع؟
- لا .. ولكن سيحل طريقة التعامل فهذه الاشكالية أعتقد انها لن تحل فهي إحدي نعم الحياة أو من دراما الحياة.. فتعديل هذه المادة لا يجعلنا ندخل النيابات ونقدم البلاغات.. فتقديم البلاغات من عمل المخبرين.. ولكن يجعلنا نتناقش.. ونتبادل الحجج.. نتجادل كقول الله «وجادلهم بالتي هي أحسن» فيحل السجال محل بلاغات النيابة.
الشيخ البدري قال لا تستطيع أن تقول أن مبارك فلاح يزغط البط و«إلا مكانش بات في بيته» كما قال أيضا لو قلنا أنه هو فلاح لانزعج.. فما تفسيركم؟
- أولا .. أنا فلاح وأفخر بذلك.. والفلاح هو شرف الدنيا والقول بانني لا استطيع أن أقول هذه لمبارك ينطوي علي أنه اساءة وشتائم وهذا غير صحيح ولكنني انتقد الحكومة.. اناسجنت مرتين بسبب ذلك وليس هذا سرا فنحن ننشره في جرائدنا.. فالشاعر ينتقد كل مايراه كابتا للحرية أو فاسدا ثم ان الذي يقول ذلك لم يقرأ القصيدة!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.