· الكمامات الواقية شبه معدومة والبطاقات الصحية عملية تجارية · بعثات وزارة الصحة الطبية المصرية وهمية ولا وجود لها في المدينةالمنورة! أكتب رسالتي الصحفية وأنا في رحاب أرض الحرمين الشريفين.. الحرم الشريف في المدينةالمنورة والحرم الشريف في مكةالمكرمة حيث الملايين من المعتمرين المسلمين الذين أتوا من كل فج عميق من أرض الله الواسعة والتي يشرق الإسلام فيها بنوره وأنواره ولكن هناك من أراد أن يطفئ هذا النور وبقرارات ابتعدت عن الحبور والسرور، قرارات غير متزنة وتميزت بعرض أكاذيب الواقع الحقيقي للأحوال الصحية.. قرارات استندت إلي توصيات مكتوبة لسد الخانة روجت لها منظمة الصحة العالمية وتحمست لها فقط الحكومة المصرية السنية. القليل جدا من الدول والتي لايزيد عددها علي أصابع اليد الواحدة ولن أذكر ايران أو تونس التي تصدر القوانين الوضعية والتي تتعارض مع ما أوجبه المشرع أو الدين وبالتعارض مع قول الله عز وجل في قرآنه الكريم «يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبي الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون» وفي الأسبوع الماضي كتبت عن رحلات العمرة وقلت إن قرارات «حاتم الجبلي» وزير الصحة كانت «غبرة» وقلت أيضا إنه كان من الواجب علي الدكتور «أحمد نظيف» ألا يسلم أذنه «للجبلي» وحده وأكدت أن هناك معتمرين تجاوز سنهم ال65 عاما وهم أكثر صحة من صحة وزير الصحة ولم أخجل من أني شددت بأن وزير الصحة أدمي الفؤاد والأفئدة بقراراته الملعبكة واستنباطه لبدعة الكشف الطبي المستحدث وتحديد رسومه بما يقارب من مبلغ يتراوح بين 300 جنيه و500 جنيه بل وتحديد المستشفيات التي سيذهب لها المعتمر أو «الحاج» للكشف عليه وهذا يذكرني بما كان يقرره عساكر «الانكشارية» إبان الحكم التركي حيث الأوامر والالتزام بعدم المخالفة وإلا فالويل والثبور والضرب والتعليق في الفلكة!! عموما مضي علي وجودي بأرض الحرمين الشريفين أسبوع منذ يوم الجمعة الماضي ومنذ لحظة مغادرتي لمطار القاهرة الدولي ووصولي إلي المدينةالمنورة اكتشفت أن المخاوف التي هلل لها وزير الصحة وجوقته الإعلامية مجرد «فرقعة» أو قل ضجة إعلامية هدفها «الخضة» وبثت الرعب في القلوب من خلال الكلام المقلوب! فقد شاهدت الآلاف من كبار السن والتي تتعدي أعمارهم ال70 عاما بل الثمانين عاما.. لم تمنعهم دولهم من السفر وشاهدت الأطفال والصبيان مصاحبين لعائلاتهم وشباب تقل اعمارهم عن ال25 عاما والتي حددها «الجبلي» لتكون أعمار بداية السفر للمصريين والذي يثير حيرتي هو أن وزير الصحة المصري جعل بالفعل من الحبة قبة وكأن أنفلونزا الخنازير ستقضي علي الشعب المصري وستهلك الزرع والنسل علي حد سواء وأجزم بأن مخاوفه لا تتعدي سوي «الهراء» وربما يكون هناك قرار سياسي له مغزي بأن لايذهب المصريون إلي السعودية لأنهم من المسرفين وينفقون الملايين من الريالات مما يؤثر علي الخزانة المصرية واستنادا الي توجيهات قد تكون مستترة من وزير المالية المصري الدكتور يوسف بطرس غالي والذي قد يدافع عن نفسه ويصرح ويقول «وأنا مالي» وسيبوني في حالي!! وأقول أيضا إن وزير الصحة المصري بتصريحاته «دمر» موسم العمرة ويسعي سعيا حثيثا لتدمير موسم الحج القادم بذات «الدعاوي» ولم يدرك أنه دمر موسم السياحة المصرية فامتنعت العديد من الشركات السياحية الدولية من إرسال السائحين فقل الوافدون ليسعد وزير الصحة بالكساد السياحي المتين وعليه فلا تلوموا «زهير جرانة» وزير السياحة لأن هناك من وضع العراقيل أمام خططه الطموحة لزيادة عدد السائحين بسبب جوقة «النائحين» والمتشائمين الذين لا هم لهم إلا الطنطنة والفرقعة بالتصريحات أو الكلام بغرض سياسة الموت السياحي الزؤام!! ثم هناك أمر هام اكتشفته من خلال لقاءات مع مديري الفنادق السعودية سواء في المدينةالمنورة أو مكةالمكرمة.. قالوا ماذنبنا في إلغاء حجوزات الشركات السياحية المصرية استنادا إلي قرار حكومي مصري بتحديد أعداد السفر للعمرة.. وتساءلوا هذا الموقف مريب وإذا لم تتم هذه الحجوزات لكانت الشركات السياحية في الدول الأخري هي الأولي فهل نتحمل خطأ قرار حكومي مصري! فالغرف موجودة وتم سداد اسعارها فكيف نرد قيمتها المالية وعليه فمن أصدر هذا القرار فليتحمل تبعاته ولايصح أن نتقبل اعتراضاته وصفعاته!! والله عندهم حق..وعليه ماذاعن موقف الشركات السياحية المصرية التي خسرت الجلد والسقط وعليها أن تقوم بمقاضاة من تسبب في مهزلة ومسخرة «عمرة» هذا العام.. لقد شاهدت من يرفع يده بالدعاء علي كل ممن تسبب في حرمان من رغب في السفر للعمرة لأرض الرسول وابتهلوا إلي الله بأن ينتقم منهم لأنهم ماطلوا وخدعوا الآلاف ممن كانوا ينتظرون السفر لآداء العمرة.. ولكن ماذا نقول ايضا عن القرارات الارتجالية ودون أن يدرك من أصدر قرار تحديد السن ما ترتب علي ذلك. وإذا كان الذي تسبب في هذه المهزلة وزيرا أو حتي رئيس الوزراء فليتحملوا سداد الأموال التي تم سدادها للشركات والفنادق السعودية سواء في مكةالمكرمة أو المدينةالمنورة.. ثم ماذا كان يمنع من أن يقرر وزير الصحة المصري السفر بنفسه ليري بعينيه أحوال المعتمرين القادمين من كل دول العالم ومن مختلف الأعمار وليقوم أيضا بحصر الأعداد التي تضع «الكمامة» الصحية وهل هم بالعشرات أو المئات أو حتي الآلاف.. ساعتها سيدرك الوزير أنه اغضب الآلاف من المصريين لأنه تسبب في منعهم من السفر كما أنه سيسعد «بعمرة» وقد يغفر الله له خطايا قراراته ثم هناك تساؤل منطقي ماذا لو كانت بعض الشركات السعودية قد نظمت رحلات للقدوم إلي القاهرة أو شرم الشيخ أو حتي الغردقة وقامت بحجر الاماكن في الفنادق والمنتجعات المصرية ثم صدرت قرارات بالغاء سفر السعوديين من قبل المملكة هل كان اصحاب الفنادق والمنتجعات سيقومون برد ما تقاضوه من أموال.. طبعا سيتعللون بقولهم «وماذنبنا» وعليه اللي حضر «العفريت» يطلعه فمن هو المشعوذ الذي حضر هذا العفريت «طبعا» كان سيقول «اشتاتا أشتوت» وقد يضرب المحيطين به «بالشلوت» لأن الوزير حضر وسعي للعمل المربوط!! وعليه أن يقوم «بفكه» أو حرقه.. فهل يقوم وزير الصحة المصري بحرق قراراته استنادا إلي توصيات هي بالفعل «صفعات» وكنا نتمني أن تكون التوصيات كالبركات خصوصا أن أيام «العمرة» ماهي إلا تجليات إيمانية وروحانية نغسل من خلالها الهموم لنبتعد عن أحوال الوجوم ويسعد المعتمر بالصلاة والسلام علي الرسول ويطوف حول البيت المعمور.