أكثر من عامين مضيا علي واقعة مقتل أشرف مروان بالعاصمة البريطانية لندن وبالتحديد في منطقة «سان جميس بارك» بوسط المدينة» سقط مروان صهر الرئيس الراحل جمال عبدالناصر في ظروف غامضة أواخر يونيو 2007م بعد إعلانه عن بدء كتابة مذكراته التي كان يعتقد أنها ستكشف الكثير من الأسرار عن علاقاته التي وصفها الكثيرون ب« العاصفة».وكشفت مصادر أمنية مسئولة ل«صوت الأمة» عن مفاجأة تحتفظ بها الأجهزة الأمنية وهي أن جهاز «الموساد» الإسرائيلي هو الذي قتل مروان لتأديب كل من يحاول التلاعب بإسرائيل لأن مروان استطاع خلال فترة السبعينات خداع جهاز المخابرات الإسرائيلي فقرروا التخلص منه بعدما أعلن عن كتابة مذكراته التي كانت ستفضح قادة إسرائيل تلك المذكرات اختفت من منزله تماما يوم وفاته وكان مروان انتهي من كتابة ثلاثة أجزاء من مذكراته يقع كل منها في 200 صفحة اختفت جميعها مع الشرائط المسجل عليها مضمون مذكراته وقال المصدر لدينا كل الدلائل والوثائق التي تؤكد تصفية الموساد ل«مروان» مشيرا إلي أن مصر رفضت التصعيد واكتفت بجمعها كل ما يدين «إسرائيل» في هذه العملية وجرت تحقيقات دقيقة من جانب الأجهزة الأمنية، حول مقتل مروان، وهي تحقيقات منفصلة عن تحقيقات شرطة «اسكوتلاند يارد» البريطانية. ولم تكن الصحافة المصرية هي الوحيدة التي أطلقت التساؤلات والتكهنات حول دور مروان المخابراتي بل تناولته أقلام كتاب اسرائيليين وهناك كتاب صدر في لندن تحت عنوات «تاريخ إسرائيل» للمؤرخ والضابط السابق بالجيش الإسرائيلي «أهارون بريجمان» وقال أن إسرآئيل سقطت في يوم السادس من أكتوبر 1973 في فخ نصبه لها باحكام عميل مزدوج مصري في إشارة إلي مروان، وقال بريجمان نجح هذا الجاسوس في تضليل وخداع جهاز المخابرات الإسرائيلي، في مرحلة ماقبل حرب أكتوبر وكان أهم أسباب فشل الجيش الإسرائيلي في الاستعداد لمواجهة هجوم القوات العربية علي الجبهتين المصرية والسورية، واسم مروان للمرة الأولي في كتاب «الأسطورة مقابل الحقيقية حرب يوم كيبور الاخفاقات والدروس» والذي صدر 2004م لايلي زيرا رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية الأسبق وجاء فيه أن أكبر صفعة تلقاها الموساد كانت علي يد مروان وأنه خدعهم وأقعنهم أنه يعمل معهم وأنه هو السبب في ألايأخذ الاسرائيليون الاخبار عن حرب أكتوبر مأخذ الجد وارسل عدة رسائل للمخابرات الإسرائيلية من يوم واحد إلي السادس من أكتوب يحذر فيها من عبور القوات المصرية القناة مما أفقدهم الثقة في معلوماته. كما اعترف كاتب إسرائيلي في صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن رجل الأعمال المصري أشرف مروان الذي توفي في ظروف غامضة أمام منزله وسط لندن كان هو نفسه رجل المخابرات المصرية الذي زرعته داخل الموساد ليشارك في أكبر عملية تضليل تعرضت لها المخابرات الإسرائيلية واعترف الكاتب «رونن برجمان» أن تصفية مروان جسديا تبدو أقوي من احتمال الموت الطبيعي أو الانتحار وهو ما يؤكد التصريحات القائلة بأن إسرائيل هي التي اغتالت أشرف مروان، وربما تكشف مذكرات مروان التي اختفت يوم وفاته عن تفاصيل أخري إذا قدر لها الظهور للنور.