ربى لا أسألك رد القضاء ولكنى أسألك اللطف فيه، السبت الماضى كان يومًا أسود بكل ما فيه من معنى الكلمة، ذهبت للاستفتاء على ما طبخ من مواد الدستور، ذهبت لأقول لا وألف لا..كانت لجنتى مدرسة طابا الاعدادية ذهبت ووقفت فى طابور النساء الطويل الذى بدأ من داخل المدرسة وآخره فى الشارع. كنت منشلغة بسماع أحاديث المستفتيات، والأغلبية تؤكد فى إصرار على كلمة لا للدستور الجديد، فقد قالت إحداهن إنه يخص جماعة الاخوان فقط، وأنه من قبل الاستفتاء عليه هو باطل ولا يخدمنا وسوف يغرق شوارعنا بالبلطجة والخارجين عن القانون، قاطعتها أخرى «هو فين القانون»، ما نراه من جماعة الإخوان تطاول على المحكمة الدستورية العليا وعلى الإعلام والقضاء وضرب المتظاهرين بالرصاص الحى وهذا ما حدث أمام الاتحادية، ضحكت أخرى قائلة «حاكموا حسنى المخلوع وحبسوه لانه قتل المتظاهرين، طيب هم بره السجن ليه مش هم قتله والمفروض القانون يطبق عليهم»، أثناء الدردشة سمعنا هرجًا ورأينا رجلاً طويل القامة أنيقًا يسير فى خطوات سريعة يحيط به أكثر من عشرين رجلاً مندفعين ومتجهين الى اللجنة قائلين «افسح الطريق، من هنا يا باشا» قلت من هذا الباشا ومن هذا المهم ونحن نقف ساعات فى انتظار دورنا..الرجل ذولحية خفيفة اتجه الى الدور الاول وعرفت أنه خيرت الشاطر..بعض الواقفات هتفوا ضده بعد أن أدلى بصوته قائلات «بره بره يا بتاع المحلات».. «اطلع بره يا قاتل».. «امشى يا ...».. «يسقط حكم المرشد»... «الثورة فيين» من هذا الرجل كى يخرق الطوابير ويحتمى بحراسه.. ما هذه الغطرسة، نالته ألفاظ نابية حتى خرج من المدرسة هاربا...أمام ما حدث تركت مكانى رافضة ما حدث من تجاوز هذا الشاطر وسخريته من الواقفين..إتجهت الى الدقى لمعرفة ما سيحدث فى الاستفتاء، مرت ساعات وأنا اتابع الاستفتاء، اقتربت الساعة من السابعة وقررت العودة الى مدينة نصر، عندما اقتربت من ميدان سليمان جوهر كدت أختنق من رائحة الغاز وأصوات طلقات نارية وصراخ والكل يجرى هنا وهناك، وسمعت من يقول «حى على الجهاد يلا يا رجالة»..أعداد كثيرة من الشباب والرجال يحملون شماريخ وطلقات نارية ويحاصرون مبنى حزب الوفد وجريدته فى مكان يسكن فيه الصفوة وبه العديد من المستشفيات والسفارات وجريدة الدستور والفجر وبجوار حزب الوفد على بعد خمسين متر يقيم المستشار مجدى العجاتى غير المحلات والمطاعم الفاخرة أى منطقة حيوية وشوارعها ضيقة يصعب فيها هروب هؤلاء البشر «البلطجية» ويسهل القبض عليهم فردا فردا دون مجهود ولكن كما سمعت الشرطة اختفت لحظة الهجوم، خلال نصف ساعة أثاروا الفزع والرعب لساكنى المنطقة، كسروا السيارات وحرقوا المقر ولم تعترضهم الشرطة، ظللت لحظات فى حالة تأمل وحيرة وسؤال: «لماذا يحدث هذا ونحن فى دولة بها رئيس جمهورية يقولون إنه منتخب من الشعب وبإرادة الشعب وبالصندوق، لماذا لا يحترم هذا الشعب ويشعر بأنه آمن على ماله وحياته،لماذا أصبحت شوارعنا متاحة للبلطجة وميليشيات الاخوان...لماذا هذا التخويف ومن هم الذين يحاصرون المحكمة الدستورية العليا ولماذا رجال «لازم حازم» يحاصرون مدينة الانتاج الاعلامى وقال ايه يعتصمون هناك ويذبحون الذبائح من عجول وجمال ويطلقون عليها أسماء مذيعين القنوات مثال وائل الابراشى وابراهيم عيسي، ويبنون المراحيض..ما هذا العبث والفجور،ومن هؤلاء الميليشيات والحازمون ومن يدفع لهم ومن يحميهم وهل هم فوق القانون والشرطة، دولة بدون قانون تصبح مهلبية..دولة البلطجة والاخوان...عدت الى مدينة نصر واتجهت الى لجنة الاستفتاء فى مدرسة طابا لأدلى بصوتى وكلى إصرار لا لا ولكنى وجدت العجب تجمعات كثيرة ومشاجرات أمام المدرسة،سألت فى إيه.. قالوا القاضى مشرف اللجنة «مطلعش قاضى «طلع مدرس» قلت يا حلاوة ورفضت الإدلاء بصوتى...الاستفتاء على إيه والبلد لا قانون يحترم وإرهاب وتزوير، ودستور يعد للشعب وهو باطل.........رحمتك يا رب. نشر بتاريخ 24/12/2012 العدد 628