«اعمل عبيط» كتاب للكاتب والإعلامي جمال الشاعر صادر عن الدار المصرية اللبنانية ، عنوانه عكس مضمونه، فهو ليس دعوة للانتقام والاستسلام وإنما للثورة علي الأوضاع السلبية في مرحلة التحولات والإصلاح التي تبدأ من احترام كرامة وعقلية الإنسان المصري ورفض تزييف وعيه والاستهتار بقدرته علي المشاركة والإنتاج والفعل تمهيداً لمنحه ملعبا ورصيفا يمشي عليه وشقة يسكن فيها وأملا في حياة كريمة ومعاملة آدمية في اقسام الشرطة وسفاراتنا بالخارج ومرتبات تفي بحاجاته ومستشفيات صالحة لعلاجه وهنا سيتحول المصري إلي مجاهد عظيم ومناضل لإصلاح الأمة. اعمل عبيط نصيحة استفزازية للمواطنين كي يعيدوا دراسة التحولات في الشخصية المصرية ومراجعة ملف النفاق والأكاذيب والقهر والبحث عن الحرية والديمقراطية وإعادة ترتيب الأوراق الشخصية مرة أخري. «اعمل عبيط» نوبة استيقاظ لتغيير الواقع المتردي ولإصلاح اجتماعي وثقافي وديني. «اعمل عبيط» وأنت تدفع ضعف مرتبك دروساً خصوصية لأبنائك مع أن الحكومة تؤكد دائماً علي مجانية التعليم «اعمل عبيط» وأنت تشاهد عمليات تبوير أجود الأراضي الزراعية في الدلتا واحتفالات مافيا كردونات المباني بتصريحات وزير الإسكان «كله في حدود النسبة المعقولة ولو وزعنا تعداد السكان علي الأراضي الزراعية يبقي كله تمام» «أعمل عبيط» وأنت تري العمالة المصرية مسحوقة تحت رحمة الكفيل ومطرودة من أمام أبواب السفارات. «أعمل عبيط» وأنت تستمع لرجال الأعمال ووزراء المجموعة الاقتصادية وهم يقولون مصر فيها فرص عمل تقدر بعشرات الآلاف ولكن الشباب يفضلون الجلوس علي المقاهي. «أعمل عبيط» وأنت تقرأ أخبار إضرابات ضحايا الخصخصة وغياب العدالة. «أعمل عبيط» وانت ولا تسأل عن وزاري ولا كيف جاءوا ولا لماذا ذهبوا؟ «اعمل عبيط» حين تمر علي مستشفي السرطان الفخم مشاهداً نعوش الموت المجاني يوميا، «أعمل عبيط» وأنت تستمع إلي السياسي اللعيب يرص الأكاذيب مثل أحجار الشيشة.. ينشر قنابل الدخان في كل مكان حتي لا نري الحقيقة. «اعمل عبيط» وانت تري الرشوة الجنسية عيني عينك والصفقات تتم حولها فوق الترابيزة وتحتها وبجانبها. «اعمل عبيط» وأنت تري مطار امبابة وقد طارت منه الطائرات وهبطت مكانها ناطحات السحاب والأبراج السكنية واحترس هنا أن يطير أحد أبراج عقلك .