قالت كسينيا سفيتلوفا، النائبة الإسرائيلية بالكنيست، والخبيرة فى الشئون العربية لقناة "I24" الإسرائيلية التى تبث باللغة العربية من تل أبيب، إن قناة السويس الجديدة ستوفر فرص عمل جديدة لآلاف المصريين، كما أنها تعد استقرارا إقليميا للمنطقة واستعادة لهيبة مصر مرة أخرى إقليميا وعربيا. وأضافت نائبة الكنيست، أن الرئيس عبد الفتاح السيسى سمح بهذا المشروع العملاق بعدد أكبر من السفن لتمر عبر القناة الجديدة والقديمة على حد سواء، وقد قلص زمن الانتظار كثيرا كما قلص زمن الحفر، مشيرة إلى أنه فى عام 1869 تطلب الأمر 10 أعوام لإتمام حفر القناة، لكن فى عام 2015 تطلب الأمر 12 شهرا فقط لحفرها. وأوضحت سفيتلوفا، أن السيسى طالب بتسريع العمل الذى كان من المفترض أن يستمر 3 أعوام، ما سمح بزيادة الميزانية، وأتم المشروع العملاق بوقت قياسى مما يعد إنجازا بحد ذاته فى دولة تستغرق المشاريع الوطنية المهمة فيها سنوات أطول بكثير من المخطط لها. وأشارت نائبة الكنيست إلى أن الشعار الذى تردد فى الإعلام المصرى حول الممر المائى الجديد هو "هدية مصرية للعالم أجمع"، ولكن أولا وقبل شىء هذا المشروع يعد هدية الدولة المصرية لشعبها. ولفتت سفيتلوفا، إلى أنه عند تدشين قناة السويس القديمة عام 1869 لم تكن أقل من ثورة تغيير كبيرة فى التجارة العالمية عبر تقصير المسافة بين أوروبا وآسيا إلى النصف، وبمفاهيم تطور السفر اليوم، لم يعد الممر المائى الجديد نبأ مثيرا لهذا الحد، إلا أنه مهم جدا بالنسبة لمصر والمصريين بما أنه سيخلق آلاف الوظائف الضرورية. وأضافت نائبة الكنيست أن الممر المائى نفسه تضمن خلق عشرات المناطق الصناعية، إذا طورت مصر صناعة بناء الحاويات، وستحظى بتدفق ثابت من العملة الأجنبية، وبالطبع يأمل السيسى أن المزيد والمزيد من السفن ستستخدم القناة بالفعل، ما يزيد من عائداتها بمليارات الدولارات إلى رقم أعلى بكثير. وقالت سفيتلوفا: "هناك منفعة مهمة لا يمكن قياسها وهى هيبة قومية، ففى الوقت الذى تصارع مصر العديد من الدول على دورها الإقليمى القيادى، عربية وغير عربية، كقطر، وتركيا، وإيران، وفى الوقت الذى تقارب دول قومية كبيرة من حافة الانهيار، وبينما يزداد الإرهاب رافعًا الأعلام السوداء فى سيناء قاتلا مئات الجنود المصريين، فإن مشروعا قوميا عملاقا وناجحا كقناة السويس الجديدة هو المطلوب بالضبط لأجل رفع معنويات المصريين وترسل رسالة مهمة". وأضافت سفيتلوفا: "مصر تعيد تعبئة مؤسساتها وتعود لتكون قائدا مؤثرا، وفى الواقع، كل ما فعله عبد الفتاح السيسى خلال عامه الأول فى السلطة يحمل الرسالة التالية: ندشن الطرق والشوارع بكثافة فى كل نواحى البلاد، إرسال قوات للمحاربة فى اليمن وقصف مواقع للمتطرفين فى ليبيا، توجه إلى روسيا والصين بينما حافظ على علاقات مفتوحة مع الغرب". وأشارت نائبة الكنيست الإسرائيلى، إلى أنه بينما كان يحاول السيسى تشديد هذا الخط السياسى، دعا السيسى كلا من الرئيس الفرنسى فرانسوا هولاند، ورئيس الوزراء الروسى ديمترى ميدفيديف إلى الحفل. وقالت سفيتلوفا: "السيسى الذى صور خلال حملته الانتخابية العام الماضى كشخص يحمل ثقل العالم أجمع على كتفيه يعتبر نفسه بالفعل القوى الخلاقة الوحيدة القادرة على البناء والإصلاح بينما الآخرون يحرقون ويدمرون"، مضيفة: "إن استراتيجيته حتى الآن كانت ناجحة بالفعل، على الأقل بالنسبة لقسم كبير من المجتمع المصرى، فتقليص الدعم الحكومى للوقود ورفع الضرائب لم يجلب زعزعة اجتماعية كما كان متوقعا قبل ذلك، حيث إن العديد من المصريين يعتبرون الاستقرار الآن أولويتهم الأولى، ولكن الإصلاحات الضرورية فى التعليم والصحة لم تحدث بعد، بينما لا يزال الأمن يشكل أكبر تحدٍ للرئيس السيسى ونظامه". وعن الوضع فى سيناء، قالت سفيتلوفا، إن الإسلاميين المتشددين الذين أعلنوا ولاءهم لتنظيم "داعش" يشنون حربا ضد الجيش والشرطة المصريين، ولا تزال معارضة أعضاء "الإخوان" والموالين لهم كبيرة، بعض الأعضاء الحاليين فى التنظيم تنازلوا عن استخدام الأسلحة قبل سنين طويلة، ثم عادوا إلى العنف ونتائج هذا التحول ستكون تراجيدية. وأوضحت سفيتلوفا، أن مصر بحاجة اليوم أكثر من أى وقت مضى إلى الاستثمارات الأجنبية، وستتدفق الاستثمارات مع تحسن الوضع الأمنى، زاعمة أن التعاون الأمنى بين إسرائيل ومصر يسجل ذروة غير مسبوقة، حيث تحاول كل من الدولتين الاستفادة والانتفاع من الأخرى بينما تواصل محاربة عدو مشترك وهو التطرف الإسلامى، وفى حال تُرجم هذا الجو الجديد إلى تعزيز التجارة، لا يزال التعاون بين الجارتين لا يظهر فى الأفق، وهناك مصالح مشتركة لكلا الطرفين، لكن مسألة الأمن تسيطر فى الوقت الراهن. وأنهت نائبة الكنيست حديثها قائلة: "على أى حال، تطوير منطقة قناة السويس يجب أن يعتبر إشارة إيجابية بالنسبة لإسرائيل، إذ ستخلق مناطق صناعية بدلا من الثكنات العسكرية فى مواقع كانت فى الماضى ساحة قتال دامية".