يوجد لدينا 24 حزباً في مصر ليس لها دور مؤثر في الشارع المصري ولا يعرف جمهور المواطنين منها إلا أربعة أحزاب واكتفي رؤساؤها بالجلوس في مكاتبهم المكيفة وعدم النزول إلي الشارع وإقامة المؤتمرات للالتحام بالجماهير لحل مشاكلهم ومساومتهم للحزب الحاكم علي عدد من المقاعد في مجلسي الشعب والشوري والمجالس المحلية دون الحصول عليها عن طريق الانتخابات مقابل دفع مرشحين صوريين لانتخابات الرئاسة وأصبحت المعارضة ديكورا للحكومة. أما الحزب الوطني فيحتكر السلطة والبرلمان والمحليات من خلال تزوير الانتخابات وبسط نفوذه في الدولة واحتكار النخبة الرأسمالية المحيطة به ثروات البلاد وانفصالهم عن الشعب في قصورهم الفخمة ومنتجعاتهم السياحية وأثبت الحزب الوطني نجاحه في تدمير الحياة السياسية في مصر ونتج عن ذلك اتساع دائرة الفقر وشعور الشباب بالقهر والتمييز وزيادة معدلات البطالة وانتشار الفساد واختفاء الطبقة الوسطي التي تعتبر صمام الأمان والاستقرار في المجتمع.. أما التخطيط الاستراتيجي بعيد المدي فليس له مكان علي خريطة الحزب الوطني لذلك علي أحزاب المعارضة المطالبة بفتح أبواب الديمقراطية الحقيقية أمام المواطنين للمشاركة في صنع القرار وأن يكون للمواطن دور إيجابي في الحياة السياسية وذلك من خلال عقد مؤتمر عام تدعي إليه جميع وسائل الإعلام العربية والأجنبية ويحضره قادة الأحزاب ومؤسسات المجتمع المدني للمطالبة بالآتي: تعديل الدستور بما يضمن تداول السلطة. إشراف قضائي كامل علي الانتخابات رقابة دولية في الانتخابات التشريعية أو الرئاسية إلغاء قانون الطواريء وفي حالة عدم تلبية هذه المطالب فعلي قادة الأحزاب إعلان الاعتصام وعدم إنهائه إلا بعد تلبية هذه المطالب.. فهل يستجيب قادة الأحزاب إلي هذا النداء حفاظاً علي هذا الوطن؟