اختلطت البلطجة الفعلية بالبلطجة السياسية فى زمن الإخوان بل إن النظام استباح دماء المتظاهرين بعد ظهور فتاوى بذلك واعتدت عليهم ميليشيات الإخوان فى عز الظهر دون رادع أو خوف من قانون وموقعة الكلب ستظل خير شاهد، كما أن التصريحات المستفزة التى تحمل قدرا من الاستعلاء والغرور ألغت منطق الحوار تماما وحولت الكلمات إلى لكمات فى وجوه المعارضين. بطل البلطجة السياسية دون منازع هذا الأسبوع هو «سعد الحسيني» محافظ كفر الشيخ الذى أمر بتفريق تظاهرة لناشطين بالكلاب البوليسية وبدا المشهد مأساوياً والجماهير تتصايح وتتسابق فى محاولة للإفلات من انياب الكلاب المسعورة وحجة المدافعين عن موقف المحافظ أن بعض هؤلاء الناشطين رفعوا الأحذية وهتفوا ضد حكم الإخوان وهو مبرر لايجيز لمسئول إرهاب وترهيب المواطنين وهو ما دعا البعض للتندر على هذه الجريمة ووصفها بموقعة «الكلب» بعد إصابة بعض الناشطين منهم «رابح الشهاوي» من التيار الشعبى. «سعد الحسيني» كان قد وصف وظيفة المحافظ بأنها وظيفة «وسخة» فى معرض رده على برنامج القاهرة اليوم حول أزمة الخبز فى محافظة كفر الشيخ قبلها قال «عصام العريان» القيادى الإخوانى فى مداخلة له مع الإعلامية «جيهان منصور» على قناة دريم منفعلا: «عيب يا جيهان عيدى الشريط وشوفى إيه اللى عملتيه غلط، أنا مش عايز اسألك بتاخدى كام عشان تقولى الكلام ده». «العريان» قال كلاماً فى منتهى الغرابة بعد اعتداء بعض شباب الإخوان على شباب التيار الشعبى فى جمعة الحساب حيث أكد أن صور هؤلاء المعتدين موجودة وإذا كانوا من حزب الحرية والعدالة سوف يتم التحقيق معهم داخل الحزب أما إذا كانوا بلطجية أو ليسوا من الجماعة فسوف يقدموا إلى النيابة وهو معيار مزدوج يكشف حماية الإخوان لاتباعهم والمحسوبين عليهم وهو ما دعا ناشطون منهم جبهة احرار سيناء بوصف ما فعلته جماعة الإخوان بالبلطجة السياسية ومن ابرز الناشطين الذين اعتدى عليهم شباب الإخوان بالضرب المهندس «حمدى الفخراني» والذى تعرض لتمزيق ملابسه أمام مجلس الدولة أثناء نظر القضية التى اقامها أمام القضاء الإدارى بوقف قرار رئيس الجمهورية بعودة مجلس الشعب المنحل ومازالت ازمة اللجنة التأسيسية تؤكد أن الإخوان لا يريدون شركاء لهم فى وضع الدستور الجديد للبلاد إلا السلفيين الحلفاء التقليديون لهم إلى حين فى برنامج الإعلامية «هالة سرحان» نائب إخوانى: الإخوان اسياد الناشط «صلاح عناني» بعد مشادة كلامية وقعت بينهما على الهواء ومازالت واقعة تلفظ الإخوانى محمد البلتاجى بلفظة قذرة على الهواء ماثلة فى الاذهان بعد أن قال للاعلامية منى الشازلى: «بطلى غمز ولمز». ولم يقف ابناء الرئيس على الحياد فى معركة تهديد المعارضين فقد سبق وهدد احمد محمد مرسى نجل الرئيس كل من سينزل فى تظاهرات 24 اغسطس الماضى قائلاً: «كل اللى نازل يترك رسالة وداع لاهله لانه لن يعود للبيت مرة ثانية ولاننا حنعمل معاه الواجب الصح» كما نسب إلى عمر الابن الآخر لمرسى أنه هدد فتاة تدعى شيماء إبراهيم بالحبس ووصفها بالسافلة ذات اللسان الطويل وذلك على الفيس بوك بسبب ما وصفه مرسى الابن بالتطاول على والده الرئيس، البلطجة السياسية المباشرة انتقلت إلى محاولة ترهيب الناس باستخدام الدين بعد ظهور العديد من الفتاوى التى تحرم المظاهرات بل وتدعو صراحة لسفك دماء المتظاهرين بحجة عدم جواز الخروج على الحاكم ويبدو أن الإخوان واتباعهم السلفيين قد نسوا أن هذه التظاهرات والاحتجاجات هى من اتت بمرسى ليجلس على الكرسي! فى لقاء «مرسي» مع بعض الناشطين بعد تقديمهم شكوى للرئيس من قيادات الإخوان التى تهاجم القوى الثورية قال مرسى إنه غير مسئول عن تصريحات الجماعة وأن القوى السياسية يجب أن تحاسبه على كلامه وافعاله هو وليس على افعال وأقوال الإخوان حسب قوله وهو مبرر غريب وقضية سياسية واضحة فكيف لرئيس الدولة أن يترك اعضاء جماعة محسوبة عليه تهاجم القوى الثورية بهذا الشكل ثم يحاول أن يتنصل من الموضوع بمجرد نفيه والادعاء بأنه غير مسئول عن تصريحات الإخوان وهى الجماعة التى اوصلته إلى الحكم نشر بالعدد 622 بتاريخ 12/11/2012