هل تلجأ كليات الطب والصيدلة والهندسة لامتحانات القدرات لطلاب الثانوية العامة؟

- نقابة الصيادلة: مجموع الثانوية ليس ونقترح مشروع قانون بضوابط لكل المتقدمين ووضع اختبارات تؤهلهم
- نقابة الأطباء: الكليات العلمية تتطلب قدرات خاصة.. ومشكلتنا اعتبار أولياء الأمور والطلاب نتيجة الثانوية طوق النجاة

دق رسوب 70% من طلاب الصف الأول لكليات طب قنا وأسيوط وجنوب الوادي ناقوس الخطر، خاصة وإن التحقيقات المبدئية أشارت إلى أن الطلاب الراسبين قادمين من مدارس بعينها ومراكز بعينها، لذلك طالب خبراء بأعاده النظر في نظام التعليم من خلال اعتماد قواعد جديدة لدخول كليات الطب والهندسة التي تتعلق بحياة المواطنين، وليكن إجراء اختبارات قدرات كما في كليات الإعلام والفنون، وعدم الاكتفاء فقط بالدرجات العالية في الثانوية العامة، لضمان قدرة هؤلاء على الالتحاق بكليات القمة كما يطلق عليها.

وبدأت أولى تحركات الدولة في التصدي لهذه الكارثة من مجلس النواب بتقدم النائبة سميرة الجزار عضوة لجنة القيم بمجلس النواب، بسؤال موجه لرئيس الوزراء ووزير التعليم، طرحت فيه أزمة رسوب طلاب الطب بالمحافظات الجنوبية، موضحة أن جامعة أسيوط التي شهدت كلية الطب بها النسبة المرتفعة من الرسوب، لها تاريخ عريق ومكانة علمية مرموقة يشهد لها الجميع، وما حدث يعكس حرص القائمين على جودة خريج الكلية الذي تسعي للحفاظ عليه، مطالبة وزير التعليم العالي بضرورة تقليل أعداد الوافدين على جامعات الجنوب كأسيوط وجنوب الوادي، وقنا، وتوزيع عادل لهم على مستوى كليات الجمهورية سواء خاص او عام أو أهلي، مقترحة تشكيل لجنة من كبار الأساتذة بكلية الطب جامعة القاهرة باعتبارها واحدة من أعرق الجامعات على مستوى منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا للتحقيق العاجل في هذه النتيجة، واجراء مقابلات مع الطلاب الراسبين لمعرفة اسباب رسوبهم، ومقابلة بعض الطلبة الناجحين لتقييمهم كي تطمئن الوزارة للنتيجة المعلنة.

من جانبه أكد الدكتور علاء عطية، عميد كلية الطب بجامعة أسيوط أن عدد الطلاب بالفرقة الأولى 1207 رسب منهم 720 طالبًا، مرجعًا ارتفاع نسبة الرسوب هذا العام إلى الالتحاق المتأخر لعدد كبير من الطلبة الوافدين من السودان ويبلغ عددهم 339طالبًا، بالإضافة إلى أن العدد الباقي والبالغ 380 من الراسبين ضمن دفعة الثانوية العامة العام الماضي، التي شابها عدم دقة في النتائج ووجود تسريب للامتحانات، وذكر أن نسبة النجاح بالفرقة الأولى بكلية الطب بالجامعة العام الماضي بلغت 81%.

وكشف عميد الكلية، إن ارتفاع نسبة الرسوب بين طلاب الفرقة الأولى تشهده الكلية لأول مرة منذ تأسيسها، موضحاً أن نصف عدد الراسبين تقريبًا هم طلاب وافدون من السودان حيث نجح 11 طالبا من أصل 350 طالبا سودانيا بالفرقة الأولى، مرجحا سبب رسوب الوافدين إلى عدم انتظامهم في حضور المحاضرات منذ بداية الفصل الدراسي الأول، فضلا عن ضعف قدراتهم في استيعاب المقررات الدراسية لكلية الطب، وعن باقي الراسبين من المصريين، فهم الذين اجتازوا اختبارات الثانوية العامة العام الماضي "والتي أثير حولها الكثير من اللغط بسبب المجاميع التي حصل عليها الطلاب.

وأرجع رئيس جامعة جنوب الوادي، يوسف الغرباوي، سبب ارتفاع نسب الرسوب إلى درجة كفاءة الطلاب وربط أزمة الرسوب بالغش الجماعي الذي حدث بلجان الثانوية العامة، العام الماضي، مضيفا إن "أبسط المؤهلات التي يجب أن تتوفر في طالب كليات القطاع الطبي أن يكون ملمًّا باللغة الإنجليزية تحدثًا وكتابة، إلا أن الامتحانات الجامعية أوضحت أن الطالب لا يعرف عنها شيئًا ويكتب بلغة غير مفهومة".

وأكد عميد كلية الطب بجامعة جنوب الوادي، الدكتور عبد الرحمن غويل، أن 90% من الطلاب الجامعيين الراسبين تخرجوا من مدارس محددة في مركزين بإحدى محافظات الصعيد، موضحًا أن مدرسة ثانوية التحق منها 80 طالبًا بكلية الطب رسب منهم 79 طالبًا في الفرقة الأولى.

وعلق الدكتور محمد الشيخ عضو مجلس نقابة الصيادلة على ما حدث بقوله إنه يجب وضع اختبار قدرات في الكليات العلمية كما يحدث في الكثير من الدول، عندما يحصل الطالب على الثانوية العامة يضعوا له بعض الاختبارات والمقررات الموجودة التي تؤهله للدخول للكليات العلمية بعد اجتياز هذه الاختبارات، وبعد بذلك يتم تقييم مستوى الطالب للدخول إلى الكليات.

وأكد الشيخ ل"صوت الأمة" أن مجموع الثانوية العامة ليس مقياس للدخول إلى الكليات العلمية، خاصة أن هناك بعض الطلاب يعتمدون في المذاكرة على الحفظ وليس الفهم وهذا لا يؤهلهم للالتحاق بالكليات العملية مثل الطب والصيدلة، كما أن هناك بعض التلاعب في بعض المدارس لذلك يجب أن يكون هناك مشروع قانون بضوابط لضمان تكافؤ الفرص وعدم التلاعب ويكون هناك شفافية تامة لكل المتقدمين ووضع لهم اختبارات تؤهلهم، مشيراً إلى أهمية التنسيق بين النقابات وعرض مشروع قانون متكامل وطرحه للحوار المجتمعي ويتم اقراره من مجلس النواب، لضمان وجود طلاب مؤهلين لهذه الكليات ومنع التلاعب في نتائج الثانوية العامة أو الغش الجماعي، كما أن ذلك سيكون إضافة كبيرة لقيمة الطالب المصري في سوق العمل سواء الداخلي أو في الخارج.

وقال الدكتور كريم مصباح عضو مجلس نقابة الأطباء، إن التطور التكنولوجي الهائل سهل عمليات الغش خلال اختبارات الثانوية العامة، وهو ما يؤدي بعد ذلك لالتحاق طلبة غير مؤهلين بالجامعة، مشيرًا إلى حالات متعددة جرى فيها تسريب نماذج الامتحانات عبر منصات التواصل الاجتماعي، موضحاً أن منظومة التقويم الجديدة تسمح بالغش في وقت قصير جدًّا.

وأكد مصباح ل"صوت الأمة" ان الازمة الكبرى تتمثل في إن الأسئلة قديمة أغلبها مقالية، أما الآن فهي تعتمد على الاختيار من أجوبة متعددة ما يؤدي لسرعة الغش، فلا يحتاج الطالب سوى دقيقتين لمعرفة كل أجوبة الامتحان، كما أن هناك خلل في نظرة أولياء الأمور والطلاب لنتيجة الثانوية العامة فهي بالنسبة لهم طوق النجاة، إما أن تصل للقمة بالالتحاق بكليات مثل الطب والهندسة، وإما أن تسقط في القاع، وهذا مفهوم خاطئ خاصة في الكليات العلمية التي تتطلب قدرات خاصة، ليتفاجأ الطالب بواقع ربما لا يناسبه ولا يستطيع التماشي معه لتكون النهاية برسوبهم مثلما حدث في الكثير من كليات الطب والصيدلة.