هل اقتربت الحرب الروسية في أوكرانيا من الانتهاء؟ سؤال طرح نفسه بقوة بعد التصريحات المثيرة للجدل التي قالها الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، والذي أكد علي أن المفاوضات مع الجانب الروسي مستمرة لإنهاء الحرب الدائرة بين الدولتين منذ 24 فبراير الماضي. وأَضاف الرئيس الأوكراني وفق ما نقلته وسائل إعلام أوكرانية أمس: "المفاوضات مستمرة وهناك إمكانية لعقد جولة جديدة في تركيا". وجري علي نطاق واسع مناقشة الخطوط العريضة المحتملة لوقف إطلاق النار أو اتفاق طويل الأجل لإنهاء القتال، حيث انضوت المناقشات حول تعهد أوكرانيا بعدم الانضمام لحلف الناتو، كما يمكن لموسكو أن تطلب شكلًا من أشكال الحياد لجارتها أوكرانيا وقدرا من نزع السلاح، في المقابل ستحتاج كييف إلى ضمانات أمنية من القوى الغربية للدخول في صفقة، خاصة وأن دخولها في الاتحاد الأوربي سيكون من الصعب على بوتين قبوله. وقال مسئولي الكرملين، إن "نزع السلاح" من أوكرانيا يمكن أن يكون تسوية، مقترحة، وهو ما كشف عنه جنرال روسي سابق عندما قال أن المهمة الأولى للجيش الروسي في أوكرانيا هي نزع السلاح من أوكرانيا قد اكتملت، بنسبة 70%-80%، مشيرا إلي أن المدن لاتزال المعدات الثقيلة والمدفعية موجودة وهي الأسلحة التي أرسلها حلف الناتو لأوكرانيا في المقابل رفضت أوكرانيا فكرة نزع السلاح التي يردها الروس، لكنهم لا يرفضون فكرة التفاوض لإنهاء هذه الحرب التي لم تظهر لها نهاية حتي الأن. الوضع علي الأرض يكشف استبعاد فكرة انتهاء الحرب في الوقت الحالي، إلا في حالة حدوث أي من السيناريوهات التي رسمها بوتين، والذي أكد علي عدم نيته ضم أوكرانيا بشكل رسمي، إذ قال أنه لا ينوي احتلال البلاد، لكنه يسعى إلى تنصيب رئيس موالي له يحكم " كييف " تحت تأثير موسكو، على عكس الوضع الحالي، لكن يبدو أن فكرة إعادة الهيكلة التي يريد بوتين القيام بها في أوكرانيا ستكون قاسية وصعبة التحقيق، خاصة وأن الروس يضعون أعينهم على كبار قادة أوكرانيا وتنوي قتلهم أو احتجازهم حال حدوث هذا السيناريو، حسبما توقعت الولاياتالمتحدةالأمريكية. أما السيناريو الثاني وهو تفكيك أوكرانيا والسيطرة علي جزء منها وبالتالي ستظهر دويلة أخري منفصلة يمكن أن تنضم للاتحاد الأوربي، ولعل ما كشف هذا السيناريو هي تصريحات بوتين وعددا من الساسة الروس، علاوة علي ارساله 200 ألف جندي وهو نفس عدد القوات الأوكرانية علي الأرض. تأتي هذه السيناريوهات وسط مخاوف أوربية أمريكية من سيناريو روسي غير معلن حتى الأن، ولعل هذا ما دفعها إلى اهتمام الحكومات الغربية بإحداث توازن يتمثل في الرغبة في مساعدة أوكرانيا والخوف من اندلاع حرب عالمية مع قوة عظمى يقودها زعيم يراه الغرب متهورا خاصة بعد أن هدد باستخدام أسلحة نووية في حالة تدخل حلف الناتو في الحرب وتهديد روسيا، في المقابل لا توجد أي مؤشرات على رغبة بوتين في التورط بحرب مع الناتو، ولكن الظروف الحالية تدعو إلى القلق من إمكانية التهور بالدخول في حرب شاملة.
