حاولت الجمع بين بيتها وزوجها وابنها وعشيقها واعتقدت أنها نجحت باقتدار، وجمعت بهذا العمل الشيطاني جميع ملذات الحياة حتي شاهدها ابنها بين أحضان عشيقها وانهارت حياتها وضاع كل شيء، هذا هو ملخص الشخصية التي تقدمها نيكول سابا في فيلم السفاح وهي الشخصية التي احتوت علي العديد من المتناقضات حاورناها لنتعرف منها علي رأيها في هذه الشخصية. ما الذي شجعك علي تقديم هذا الدور؟ - الورق كان مكتوبا بشكل درامي جيد، اضافة إلي أن الشخصية التي قدمتها جمعت بين طياتها العديد من المرادفات الواقعية، والتي أحدثت بي هزة داخلية عند قراءتها، فهي زوجة وأم لطفل وفي ذات الوقت تقع في حب شاب وسيم حتي أن هذا السفاح كان يغار عليها من زوجها، بل وكان يؤذيها لو علم أنها كانت علي علاقة شرعية بزوجها، وفي ذات الوقت كانت تسعي لأحداث نوع من التوازن ببيتها وابنها وبين عشيقها إلي أن تصل في النهاية إلي حالة من الانهيار التام. ألم ترددي في قبول الفيلم خاصة أن نوعية أفلام السيرة الذاتية في بعض الأحيان قد تكون بمثابة النقمة علي صاحبها ؟! - قد تكون نقمة، إذا كان النسيج الدرامي مهلهلاً، ولكن هذا لم يحدث، وتعجبت من بعض التفاصيل التي أحاطت بتلك الشخصيات، وخاصة شخصية السفاح التي كتبت بحنكة وواقعية، ومن خلالها تخيلت جميع شخصيات الفيلم أمام عيني قبل أن تدور الكاميرات. لماذا وصف البعض شخصية عشيقة السفاح التي قدمتيها باستحالة الوجود واللا معقولية في عالمنا..؟! - قد يكون هذا صحيحاً إلي حد ما، ولكن يجب علينا ملاحظة عوامل الزمن، فأواخر الثمانينيات، وبداية التسعينيات هي الفترة التي دارت خلالها الأحداث، وكانت بداية للتحول في كثير من أمور حياتنا اليومية، فأجهزة الإعلام كانت محدودة بشكل كبير، ولهذا فالفتاة كانت تتحلي بالسذاجة إلي حد ما، لأن وسائل المعرفة كانت لديها قليلة، أما اليوم نقدر نقول «مفيش بنت في مصر مش مفتحة» لأن وسائل المعرفة اتسعت «فضائيات ودش وانترنت» وغيرها كثير. ما هي أصعب مشاهد الفيلم بالنسبة لك؟ - هناك مشهدان.. الأول هو حواري مع السفاح والذي هاجمني وضربني لمجرد أنه عرف أنني مارست علاقة شرعية مع زوجي ورد فعلي كان هو الأصعب بالنسبة لي، لأن المشهد يحتاج إلي مصداقية وفي ذات الوقت فأنا لا أريد الظهور في صورة يكرهني الناس بسببها.. وخاصة أن «الست» التي تخون زوجها يأخذ عليها هذا بشكل أقرب لعبادة الأصنام، فحاولت أن أوصل للمشاهد أنني غير سعيدة، وغير راضية عما يحدث وأنه شيء خارج عن إرادتي «اسمه الحب» والمشهد الثاني: عندما رآني ابني وأنا أخون والده فكيف لي أن أجمع بين صدر ابني وصدر عشيقي الذي أحبه في آن واحد، وأعتقد أنه كان المشهد الأصعب بالنسبة لي. لو تم تعيينك قاضياً للحكم علي هذا السفاح فماذا سيكون الحكم وإلي أي حد وفق هاني سلامة في تجسيد الشخصية..؟! - سأحاكم الظروف التي أحاطت به والتي دفعته وزرعت به الشر منذ بدايته، سأحاكم أمه والظروف الاقتصادية والفقر والجهل، فالأولي أن يحاسبوا الظروف التي أجبرته علي أن يكون سفاحاً، وأري أن هاني وفق إلي حد لا يسمح لغيره بتقديم تلك الشخصية مرة ثانية والجمهور خير دليل علي ذلك.. ويمكن القول إن هاني سلامة وصل إلي حد الابداع