يعقد المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية يوم الخميس (8 إبريل الجاري) مؤتمر "حقوق الإنسان.. بناء عالم ما بعد الجائحة"، ويتناول تأثير جائحة "كورونا"، في ظل حضور رفيع المستوى من الوزراء وكبار المسئولين وممثلين عن المنظمات التابعة للأمم المتحدة، إضافة إلى مشاركة واسعة من منظمات المجتمع المدني العاملة في المجال التنموي، حيث تستعرض تجاربها الناجحة على مدار عام كامل منذ ظهور وتفشي الوباء العالمي. وقد اتخذ المركز المصري من أجندة اليوم العالمي لحقوق الإنسان ٕاطارًا عامًا بهدف مناقشتها خلال جلسات المؤتمر، والوصول إلى توصيات على المستويين الفكري والعملي. وصرح الدكتور خالد عكاشة مدير عام المركز: "إن قضية حقوق الإنسان مسألة تشاركية، لذا حرص المركز على أن تحمل المشاركة بالمؤتمر تمثيلًا أكثر تنوعًا يضم ممثلين عن الحكومة المصرية والقطاع الخاص والمجتمع الأهلي وفئات المتطوعين والمجالس القومية ومنظمات حقوق الإنسان، إلى جانب المنظمات الدولية التي ستمثل بشكل ملحوظ في المؤتمر". ومن المنتظر أن يتطرق المشاركون في المؤتمر إلى جوانب عديدة تخص أوضاع حقوق الإنسان في الداخل المصري والعالم. ويفتتح المؤتمر الدكتور خالد عكاشة، المدير العام للمركز المصري، وتُلقي كلمتين افتتاحيتين الأولى تقدمها معالي الدكتورة هالة السعيد، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية؛ والأخرى تعرضها معالي الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي، ويشارك أيضًا في الجلسة الافتتاحية الدكتور ياسر عبد العزيز عضو وممثل المجلس المصري لحقوق الإنسان. وتشمل المشاركات رفيعة المستوى وزراء الصحة والسكان، والتربية والتعليم، والتضامن الاجتماعي، ورئيسة المجلس القومي للمرأة والمجلس القومي لحقوق الإنسان، وأيضًا ممثلين عن منظمات "الصحة العالمية" و"المنظمة الدولية للهجرة" و"اللجنة الدولية للصليب الأحمر" و"هيئة إنقاذ الطفولة"، وعددًا من منظمات المجتمع المدني. وتتناول الجلسة الأولى، التي تأتي تحت عنوان "الهدف هو الإنسان.. حقوق الإنسان في ظل الجائحة"، محورين رئيسيين، هما: تعزيز الحق في الصحة لا سيما مع نقاط الضعف الضخمة التي كشفت عنها جائحة كورونا، مع تأكيد ضرورة وضع هذا الحق على رأس أولويات كل الدول، بجانب الحديث عن عدالة توزيع اللقاحات. فيما يرتبط الآخر بمناهضة التمييز والعنصرية التي كشفت عنها الجائحة، وبالأخص التي وقعت ضد الفئات الأكثر عرضة للخطر كالمرأة واللاجئين والمهاجرين، مع التركيز على السبل والأدوات العملية لمناهضة هذا الأمر في سبيل بناء عالم أفضل ما بعد الجائحة. ويتحدث خلال هذه الجلسة معالي الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، وتتناول محور "أين يقع الحق في الصحة داخل منظومة حقوق الإنسان". بينما تتناول الدكتورة نعيمة القصير، ممثل منظمة الصحة العالمية في مصر، محور "الجائحة وتهديد الحق في الحياة". فيما يتوقف السيد جيروم فونتانا، رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالقاهرة، أمام أحد المحاور المهمة وهو ضمان الحصول العادل على لقاح (كوفيد-19). كما تشارك في الجلسة الأولى الدكتورة مايا مرسي، رئيس المجلس القومي للمرأة، مجيبة عن تساؤل: هل عانت المرأة تداعيات سلبية إضافية جراء الجائحة؟ بينما يتحدث "لوران دي بوك"، رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة في مصر، عن "المعاناة المزدوجة" للاجئين والمهاجرين. فيما يتطرق د. صلاح سلام، عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، إلى النظرة المغايرة والمدخل الجديد لحقوق الإنسان في عالم ما بعد الجائحة. وأخيرًا يختم الدكتور عبد المنعم سعيد، رئيس الهيئة الاستشارية بالمركز المصري، الجلسة بالحديث عن الحريات وملامح عالم ما بعد الجائحة. ويدير الجلسة الدكتور محمد إبراهيم الدويري، نائب رئيس المركز المصري. وتحمل الجلسة الثانية عنوان "إشكاليات المساواة وتحفيز جهود التنمية المستدامة"، وتبحث في تأثير غياب المساواة والتفاوتات في الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، لا سيما في مجالي التعليم والرقمنة، في تعميق التداعيات السلبية لجائحة كورونا، وكيفية مواجهة هذا الأمر لبناء عالم أفضل ما بعد الجائحة. وفي هذا السياق، ستركز الجلسة على مدخل التنمية المستدامة ودورها في تعزيز حقوق الإنسان وبناء عالم أفضل ما بعد كورونا، كونها تراعي حقوق الأجيال الحالية والمستقبلية، والأبعاد البيئية. ويستهل الحديث في الجلسة الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، متناولًا التساؤل: كيف تضرر الحق في التعليم جراء الجائحة؟؛ ويناقش الدكتور ماجد عثمان، رئيس المركز المصري لبحوث الرأي العام (بصيرة)، التحول نحو الرقمنة، بينما يركز الأستاذ عصام شيحة، رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان، على إشكاليات المساواة وملامح العقد الاجتماعي الجديد. كما يتناول النائب طارق رضوان، رئيس لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب، المدخل والبعد التنموي. في حين يبلور السيد تامر كيرلس، المدير الإقليمي لهيئة إنقاذ الطفولة، قضية حماية ودعم الأطفال في المناطق الفقيرة والمهمشة. وأخيرًا يختم الدكتور خالد حبيب، خبير التنمية البشرية والتخطيط، الجلسة بالحديث عن توظيف القوة الناعمة في مواجهة المرض. ويدير الجلسة الدكتور جمال عبد الجواد عضو الهيئة الاستشارية للمركز المصري. وأخيرًا تتناول الجلسة الثالثة، التي تأتي تحت عنوان "بناء عالم ما بعد الجائحة.. التضامن حجر الأساس"، تعزيز المشاركة والتضامن، سواء في مواجهة الجائحة حاليًا أو في بناء عالم أفضل ما بعد الجائحة، من خلال التركيز على البعدين الخارجي والداخلي، مع التركيز على الجهود المصرية في هذا الصدد، لا سيما الجهود التي قام بها المجتمع المدني، سواء بشكل منفرد أو بالتعاون مع الحكومة. وتستهل الحديث بالجلسة معالي الدكتورة نيفين القباج، وزيرة التضامن الاجتماعي، حول جهود التضامن محليًا وعالميًا في مواجهة الجائحة، وأيضًا في بناء عالم أفضل ما بعد الجائحة. ثم ينتقل الحديث إلى ممثلين عن مجموعة من منظمات المجتمع المدني المشاركة في تنظيم حملات إبان فترة انتشار الجائحة والتي وفرت مساهمات ملموسة للحد من التداعيات السلبية للوباء على الأصعدة المختلفة. ويختتم الدكتور خالد عكاشة، مدير المركز المصري، محاور الجلسة مبلورًا دور وملامح العمل الأهلي في عالم ما بعد الجائحة بالمركز المصري. وتدير الجلسة الدكتورة نهى بكر، عضو الهيئة الاستشارية.