أكد عقيلة صالح، رئيس مجلس النواب الليبى، أن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسى أمس، جاءت استجابةً لنداء أطلقه "صالح" أمام مجلس النواب المصري بضرورة التدخل ومساندة القوات المسلحة الليبية في حربها على الإرهاب والتصدي للغزو الأجنبي. وقال عقيلة صالح في بيان "إن كلمة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية جاءت بصدقها وشجاعتها لتُعيد تاريخ طويل من الأخوة والنضال بين الشعبين الشقيقين، ففي يوم من الأيام قرر المُستعمر بناء جدار من الأسلاك الشائكة لمنع وصول الدعم المصري للمجاهدين وإعاقة حركة تنقلهم بين البلدين وفشل في ذلك ، وأسهمت مصر في بناء الجيش السنوسي أول جيش ليبي عام 1940 ، وعادت من جديد بعد قرابة نصف قرن لتُسهم في بناء قوات مسلحة ليبية نظامية مُحترفة للدفاع عن سيادة ليبيا وحدودها وكرامة شعبها وهي تقف اليوم سداً منيعاً يقارع الغُزاة والمعتدين بكل اقتدار"، مؤكداً أن "الامتداد الإجتماعي الليبي في مصر والمواقف الأخوية الثابتة عبر الزمن أكدت أننا شعب واحد في بلدين، ما يصيبنا يصيب مصر وما يصيب مصر يصيبنا ومن أراد العبور إلى مصر بنية الاعتداء يحتاج الى إبادة شعب وجيش نفتخر بأن مصر أسهمت في تأسيسه وساندته بكل ما تملك في مكافحة الإرهابيين".
ووجه صالح نداء لليبيين، وقال "أيها الشعب الليبي العظيم في شرق البلاد وغربها وجنوبها، إن بلادكم تمر بمنعطف خطير يتطلب من باب الوطنية الحرص على توحيد المواقف لتجاوز العقبات والاختلافات وقطع الطريق على الأطماع الأجنبية ودرءاً لمخاطر التدخل العسكري الأجنبي الذي يهدف لنهب الثروات والنيل من وحدة البلاد وأمنها وسلامة أراضيها".
وقال صالح في بيانه "أُحيي مصر شعبا وقيادة وأعبر عن ترحيبي واعتزازي بما ورد في كلمة فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية، التي جاءت استجابةً لندائنا أمام مجلس النواب المصري بضرورة التدخل ومساندة قواتنا المسلحة في حربها على الإرهاب والتصدي للغزو الأجنبي، وأُثمن وقفته الجادة وجهوده لوقف إطلاق النار ودعوته لأشقائه الليبيين إلى وقف القتال وحقن الدماء والوقوف صفاً واحداً لحماية ثرواتهم بإطلاق حوار سياسي يُفضي إلى حلول مرضية، كما أنتهز هذه الفُرصة لأدعو المجتمع الدولي وبعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا لتفعيل العمل بمخرجات مؤتمر برلين والاستماع لصوت السلام والوفاق الذي تضمنه إعلان القاهرة، وادعو شعبنا العظيم للوقوف صفاً واحداً في مواجهة العدوان السافر على أراضي دولة مستقلة عضو في الأممالمتحدة". وأضاف "لقد سعت مصر ممثلة في قيادتها الحكيمة منذ بدء الأزمة في بلادنا إلى الدفع باتجاه الحل السياسي وتحقيق التوافق الليبي - الليبي ، واضطلعت بدورها الأخوي الصادق من خلال التعاطي مع جميع الأطراف دون تحيز ، من منطلق الحرص على سلامة ووحدة ليبيا وأمنها واستقرارها ، حيث أن مصر استضافت المباحثات واللقاءات على مختلف المستويات المدنية والعسكرية وحرصت على تقريب وجهات النظر بين الفرقاء ، وشاركت بكل فاعلية في المؤتمرات واللقاءات في العواصم الدولية وخاصةً في مؤتمر برلين ودعمت مخرجاته وتكللت جهودها بإعلان القاهرة المتضمن وقف إطلاق النار وتفعيل المسار السياسي ودعوة الليبيين للجلوس والتفاوض لحل الأزمة ، بينما لعب غيرها دور المُحرض على الاقتتال عبر تهريب الأسلحة والمرتزقة لتحقيق أهدافه الإستعمارية ، فلم يكن الدور المصري في مختلف مراحل الأزمة الليبية محرضاً على الخصومة والاقتتال والفُرقة وتعميق الانقسام بين الليبيين ، ولم تتجاوز أو تهُمل القرارات الصادرة عن مجلس الأمن الدولي رغم ما فيها من تناقضات مع قناعات مصر ومنها ما يسمى بشرعية المجلس الرئاسي مُنتهي الولاية والصلاحية والفاقد لمبدأ التوافق ". وأكد عقيلة صالح أن مصر تُدرك حقيقة وأسباب الأزمة وتأثيرها الخطير على أمنها القومي وأمن مواطنيها الذين ذُبحوا بدم بارد ونكلت بهم الجماعات الإرهابية والمليشيات والعصابات المسلحة على مرأى من المجتمع الدولي دون احترام لإنسانيتهم وانتهاكاً لأصول الأُخوة والجيرة على أرض لطالما كانت نِعم الشقيقة والجارة، مضيفاً" عندما كانت تنظيمات داعش والقاعدة وأنصار الشريعة تُحكم قبضتها على مدن برقة ( بنغازي ودرنة وسرت ) أعلنت على الملأ ومن على المنابر أن مصر دولة وشعباً وجيشاً أهدافاً لها ولعملياتها الإرهابية التي عبرت الحدود لتنال من أمن مصر وسلامة شعبها، وعندما كانت تنظيمات داعش والقاعدة وأنصار الشريعة تُحكم قبضتها على مدن برقة ( بنغازي ودرنة وسرت ) أعلنت على الملأ ومن على المنابر أن مصر دولة وشعباً وجيشاً أهدافاً لها ولعملياتها الإرهابية التي عبرت الحدود لتنال من أمن مصر وسلامة شعبها وجيشها أكثر من مرة .. فكانت هذه الجماعات الإرهابية والمليشيات والعصابات المسلحة ترى في الجوار الجغرافي بين الشقيقتين ليبيا ومصر ممراً لتمرير مخططاتها وتنفيذ عملياتها ، لكن بإرادة الليبيين وعزيمتهم استطعنا بناء مؤسسة عسكرية ليبية قادرة على القضاء على هذه التنظيمات وافشال مخططاتها التي أرادت النيل من مصر و ليبيا في وقت واحد بدعم من دول أجنبية كنا حتى وقت قريب نعتقد أن ما يربطنا بها علاقات صداقة وتعاون". وأضاف "لقد ثبت بالأدلة القاطعة تورط قيادات وعناصر من الجماعات الإرهابية التي اتخذت من بنغازي ودرنة قبل تحريرها والتي تسيطر على إقليم طرابلس اليوم في عمليات تهريب أسلحة وإرهابيين وتنفيذ عمليات في العمق المصري مهددة سيادتها وأمنها وأمن شعبها".