قال الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف اليوم الثلاثاء خلال كلمة الإفتتاحيه فى مؤتمر تعزيز السلم فى المجتمعات المنعقد فى الإمارات العربية أن المجتمعات العربيه والإسلاميه فى أشد الحاجه إلى مراجعة أمنيه وقراءةٍ نقديَّةٍ لبعض المفاهيم في تراثنا الإسلاميِّ وبيانها للنَّاشِئة في مُقرَّراتٍ دِراسِيَّةٍ جادَّةٍ تُسهم في تحصينهم مِن الجماعات المُسلَّحة قديرنا لِدَولَة الإمَارات العَرَبيَّة المُتَّحِدة: حُكومةً راشِدة، وشَعبًا نبيلاً؛ لرعايتها الكَريمة لِهَذا المُنتَدى، وحرصها المشكور على انعقاده كُل عام لا بُدَّ من الاتفاق على رؤيةٍ إستراتيجيةٍ واضِحة المَعَالِم لانتِشال شبابنا من حالة الاضطراب والتَّذَبذُبِ العَقديِّ والفكريِّ في إدراك أُصُول الدِّين وأُمَّهَات قضايا العقيدة والأخلاق - الحضارة الإسلاميَّة لَمْ تَكُن لتنتَشر في فترةٍ زمنيَّةٍ قصيرةٍ لَولا ارتكازها على مبدأ السَّلام بين النَّاس - ما أظنُّ أنَّ هناك دينًا من الأديانِ ولا نِظامًا اجتماعيًّا أو دستوريًّا رَحم الإنسان وعَصمَ دمه مثل ما عصمه نبيُّ الإسلام علاقة الإنسان المسلم بغيره عَلاقةٍ زمالةٍ وصُحبةٍ وارتفاقٍ، تقوم أوَّل ما تقوم على مبدأ السَّلام والتَّعارُف مُهِمَّة إحيَاء فِقه السَّلام في دينِ الإسلام: أصُولًا وتُراثًا أمر لَمْ يَعُد ترفًا أو خيارًا مُمكِنًا، بل هو أشبه بطوق النجاة الآن وأن بعض الفتَاوى أو الأحكَام الَّتي أصدرها هذا الفَقيه أو ذَاك في العُصُور الخَوالي إنَّما صَدَرت لِمُواجَهة ظروف استِثنائيَّة لا يُمْكِن القِياس عليها الآن وأضح أن هناك ضرورة لجمع الكُتب والمجَلَّات التَّي تصدرها الجماعات الإرهابية المُسَلَّحة وتَصنِيفها ونقضها جُملةً وتفصيلًا وقال "الطيب " لابُدَّ مِن مُحَاصَرة القواعِد العقديَّة الَّتي تنطلق منها جماعَات القَتل المُسَلَّحة وتضلل بها الشباب وشدد شيخ الأزهر على ضرورة تفنيد أغاليط التَّكفيريين تفنيدًا فكريًّا وتربويًّا على مستوى الوطن العَرَبي الحملات التي تَشنُّها وسائل الإعلام على الخطاب الدِّيني بحسبانه المسؤول الأوَّل والأخير عن ظهور "داعش" وأخواتها هي حملاتٌ تتَّصف بالسطحية وتغفل عوامل أخرى التَّفسيرات الملتوية أدَّت إلى أنْ تتحوَّل الأسلحة في أيدي جماعة من المسلمين إلى صدور مجتمعاتهم بعيدًا عن صُدور أعدائهم دعوة المسؤولين عن التَّعليم بالوطنِ العربيِّ لوضع منهجٍ دراسيٍّ يكون مقررًا مشتركًا تُحسم فيه كافةُ المفاهيم المغلوطة استنادًا لرأي جمهور العلماء