مجدي عبد الغني.. (شوفت بطاقته.. شوفت فساده)

قبل مباراة الهزيمة المرة لمنتخب مصر أمام جنوب أفريقيا بكأس الأمم الأفريقية 2019، ترددت أخبار في الوسط الرياضي بخناقة كبيرة بين عضوي اتحاد كرة بسبب تذاكر المبارة، سرب أحد المقربين من اتحاد الكرة والذي اطلع على المشادة، أن مجدي عبد الغني وقف أمام أحمد مجاهد وطلب منه تذاكر بالجملة مقابل دفع مبلغ مالي كبير، وهو ما رفضه الأخير فكانت مشاداة كلامية حامية وتبادل الاتهامات بين الطرفين.

القصة السابقة رغم عدم تأكيدها أو نفيها من أبطالها شخصيا، لكنها تكاد تكون في تفاصيلها لامست الواقع إلى حد قريب، فشخصية مجدي عبد الغني تسمح بفعل ذلك، ولن تسأل نفسك حتى ماذا سيفعل عبد الغني بكل هذه التذاكر؟ فالإجابة تكون معروفة لديك بديهيا، فلطالما ارتبط اسم عضو اتحاد الكرة الأبرز برائحة الفساد واللعب من تحت الترابيزة.

فضيحة روسيا

«أنا مش حرامي يا هاني».. كانت هذه هي الجملة الأبرز والأكثر وقعا على مسامع الجماهير المصرية والعاملين بالوسط الرياضي عندما صاح بها مجدي عبد الغني على الهواء مباشرة في مؤتمر صحفي لاتحاد الكرة حضره هاني أبو ريدة لمحاولة حفظ ماء الوجه أو إخماد عاصفة الغضب التي اندلعت بعد الخروج المهين من كأس العالم في روسيا صفر اليدين.

ظل مجدي عبد الغني وقتها حديث الوسط الرياضي، الكل يتكلم عن محسوبيات وتلاعب ومخالفات بالجملة في معسكر المنتخب بروسيا ظهرت رائحة بعضها على السطح والآخر توارى بطريقة ما في الكواليس، لكن يظل اسم مجدي هو العامل المشترك فيها، بداية من قصة دخول الجماهير لغرف اللاعبين وغضب صلاح انتهاء بقصة سرقة تيشيرتات وملابس لاعبي المنتخب في الفندق.

يبدو أن المؤتمر لم يكن لتوضيح أسباب ضعف المنتخب، وأزمات محمد صلاح ولاعبي منتخب مصر، والتغاضي عن إعلان بعض اللاعبين لفرق في السعودية، قبيل مباراة الفراعنة والأخضر بساعات، وإنما كان لدفاع مجدي عبد الغني، عضو اتحاد الكرة، عن نفسه في أزمة التيشرتات، وتوجيه أصابع الاتهام لرئيس الاتحاد هاني أبو ريدة.

انفعل مجدي وهاج، واقتحم حديث رئيس اتحاد الكرة هاني أبو ريدة، قائلا: «أنا مش حرامي.. ولم أسرق قمصان المنتخب.. ما حدث تشويه لسمعتي». دون الالتفات لأهمية الكيان الذي كانوا يمثلونه في روسيا، ولم يحققوا نتائج إيجابية، بل جلبوا له فضيحة مدوية عن طريق الأداء الخرب في لقاءات المونديال.

على الهواء مباشرة استكمل مجدي عبد الغني مدافعا عن نفسه، ومهاجما «أبوريدة»: «قرار استبعادي من سفر بعثة المنتخب لروسيا كان غلط»، فيما اكتفى «أبوريدة» بالابتسام ردا على مهاجمة «عبد الغني» له. وهو ما دفع عضو اتحاد الكرة للاستمرار في الكيل ل«أبو ريدة» قائلا: «هو اللي غلطان.. القرار اللي خده الباش مهندس هاني مش صح».

البنطلون لا

لم تكن كارثة روسيا غريبة على اسم عضو اتحاد الكرة، فقد اعتاد الرجل على ظهور الرجل على طريقة الفيديو الشهير الذي صور له خلال تحليله لإحدى المباريات بصحبة ميدو وحازم، وتكلم عن مقاطع الجنيس، حتى وإن فسر كلامه وقتها بأنه فاصل إعلاني، وحتى لو عللت بعض الجماهير ذلك بأنها حرية شخصية ما لم يضر، لكن ما لم تنساه الجماهير عن بلدوزر الكرة المصرية أنه سبق وخلع بنطلونه في واقعة هي الأغرب داخل اتحاد الكرة أثناء مشاجرته مع زميله بالاتحاد أحمد مجاهد، ليخرج بعدها وينفى المشاجرة ويدافع عن خلعه للبنطلون فى كوميديا هزلية على رجل لم يعاقب وقتها على تصريحاته الدفاعية التى برر فيها فعلته بأنها أمر طبيعى طالما كان بغرفة مغلقة بصحبة أصدقائه، وأن الأمر عادى جدًا يقوم به الجميع فى غرفة نومه.

أخطاء ساذجة أزمات أكثر سذاجة اشتهر بها مجدي عبد الغني، الأمر وصل إلى حد شبهات التلاعب والنصب وآخرها واقعة محاولته الحصول على ملابس المنتخب الوطنى بدون علم الجبلاية فى موقف غريب ذكر كثيرين بواقعة ال6 آلاف دولار منذ سنوات الذى قيل أنه تسلمها كرئيس لبعثة المنتخب وحصل عليها دون علمه قبل اكتشاف الأمر، تلك الوقائع كانت امتدادا طبيعيا لألاعيب مجدي قبل سنوات بسبب خلافه مع أخيه حول الميراث والذى قضت نهاية عام 2017 محكمة جنح الدقى فيه بتغريمه 5 آلاف جنيه في اتهامه بالبلاغ الكاذب بالقضية رقم 13300 لسنة 2017 عقب تقديمه بلاغًا برقم 31838 لسنة 2017، يتهم فيه شقيقه مصطفى بالاستيلاء على أموال أسرته وأشقائه وجاء فى الدعوى أن شقيقه اتهمه بالبلاغ الكاذب ضده، بعد حفظ التحقيقات فى البلاغ!!.

ربما يحتاج مجدي عبد الغني إلى كتب مطبوعة لتدوين مسيرته، كما يحتاج المسؤولون أيضا إلى "مقشة" لتنظيف ما ألم بالكرة المصرية من تصرفاته مثلما احتاج هو في بدايته عام 78 أثناء استناده إلى مقشة حقيقية ركض بها على جمهور النادى الأهلي في التمرينات ليحوذ لقب "مجدى مقشة" باقتدار.

مصيبة أمم أفريقيا 2019

هل بعد كل هذا التاريخ كانت تتوقع الجماهير المصرية تحول مجدي عبد الغني إلى ملاك فجأة وينفض عنه ذنوبه؟.. حسنا.. تدخل الرجل في عمل المدير الفني أجيري واختياراته والتأثير عليه بشكل مباشر بمواقف يعلمها الصغير قبل الكبير داخل اتحاد الكرة نفسه، محسوبيات ومجاملات على حساب لاعبيين آخرين استحقوا أن يكونوا في صفوف المنتخب في بطولة كأس الأمم الأفريقية، كانت النتيجة طبيعية بعدها أن يخرج المنتخب بهذا الشكل في الدور ال16 من بطولة مقامة على أرضه ووسط جماهيره.

لم يجد مجدي أمام الضغط الجماهيري سوى القفز من السفينة الغارقة (اتحاد الكرة) للهرب من المسؤولية وتقديم استقالته، التي سرعان ما حذفها اتحاد الكرة من على موقعه في موقف آخر ينضم إلى قائمة مواقف مجدي عبد الغني التي لا تفنى وتستحدث من العدم.