· الواقع يؤكد لنا أن جمال مبارك منذ أن أقحموه في العمل السياسي كان بداية مخطط توريث الحكم تصوير: عيد خليل اللوحة الكبيرة التي وضعها صاحب أحد أكشاك بيع الشباشب بوسط القاهرة، مرسوم عليها صورة جمال مبارك وتحتها تعليق «رجل السلام».. تحتاج إلي نظرة تأمل..!! لاأعرف هل يوافق الرئيس مبارك علي توريث الحكم لنجله جمال.. أم أن جمال يلعب من وراء ظهر والده، وينتظر اللحظة المناسبة ليسطو علي السلطة هو وشلته.. والسؤال الثاني: هل جمال يحكم مصر فعلا ويدير شئونها.. يصدر القرارات ويوقع الرئيس عليها فقط.. أم أن جمال مجرد مساعد لوالده؟!.. السؤال الثالث: هل جمال مبارك سيرث الحكم فعلا أم أن هذا السيناريو مستبعد تماما، وأن هناك مخططا آخر لا يعلمه إلا أشخاص يعدون علي أصابع اليد الواحدة؟ الواقع يؤكد لنا، أن جمال مبارك منذ أن أقحموه في العمل السياسي عام 2000 بإدخاله الحزب الوطني الذي يترأسه والده.. ثم تفصيل لجنة السياسات علي مقاسه ليتولي هو رئاستها.. ثم تدخله في تعيين الوزراء، وتصفية الحرس القديم الذي كان يدير شئون الدولة وإحلاله بأعضاء شلته.. كل هذه الأمور كانت تؤكد أن هناك مخططا لتوريث الحكم. لكن أخطر مافي الأمر، أن حاشية نجل الرئيس من شياطين الحزب الوطني، تفتق ذهنهم إلي تحويل جمعية جيل المستقبل التي يرأسها جمال مبارك إلي تنظيم طليعي جديد، وهو تنظيم تأسس في عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر وكان هدفه تجنيد عناصر تخدم النظام الحاكم تم ترقيتها فيما بعد لتولي مناصب قيادية في الدولة.. نفس الدور لعبته جمعية جمال.. حيث قامت بتكوين شبكة كبيرة من الشباب الموالين للوريث القادم.. تم إعدادهم سياسيا وحزبيا وتكنولوجيا لتوظيفهم في مؤسسات ومواقع مرموقة بمحافظات مصر المختلفة مقابل أجور كبيرة.. هؤلاء لهم دور محدد وهو الترويج لجمال مبارك، وتحسين صورته وسط جموع الشباب، وحث المواطنين البسطاء علي مخاطبة الوريث بإرسال الشكاوي إليه، مؤكدين علي أنه يقوم بحلها. وبالفعل بدأ العديد من المواطنين يخاطبون جمال مبارك علي أنه رئيس الجمهورية، وليس نجل الرئيس.. وكانت حاشية جمال تتولي التدخل لحل هذه المشاكل لكسب ود المواطنين والشباب معا.. ورغم ذلك لم يحظ جمال مبارك بأي شعبية أو جماهيرية!! ولأن صحف الحكومة تنافق جمال مبارك.. تفرد له الصور في صدر صفحاتها الأولي، وتنشر له التصريحات والحوارات، وتتعامل معه علي أنه رئيس دولة وليس مجرد رئيس لجنة سياسات في حزب فاشل أغرق مصر في الديون والفساد والفقر والمرض.. إلا أن بعض المنافقين من الباعة الجائلين وأصحاب الأكشاك المخالفة وجدوا أن السبيل الوحيد لحمايتهم من مطاردات شرطة المرافق أن يسلكوا نفس طريقة صحف النفاق لينجوا بأنفسهم من الهلاك.. والغريب أن هؤلاء بعد أن كانوا يعلقون صور الرئيس مبارك، أصبحوا يعلقون صور الوريث جمال مبارك.. فهل يدرك المواطن العادي أن جمال مبارك هو الذي يحكم مصر فعلا، ومن ثم وجب نفاقه.. وهل نفاق الحاكم أو ابنه أصبح هو جواز المرور لارتكاب المخالفات والتستر عليها.. هل هذا منطق تسير عليه دولة بحجم مصر؟! والغريب بل والمدهش، أن رجال الدين وبعض الفنانين سلكوا طريق نفاق الوريث، فالذين انشقوا عن الإخوان، وبعض رموز الأقباط ينافقون جمال مبارك ويباركون توريث الحكم.. وخرج عادل إمام ويسرا وبعض الفنانين ينافقون الوريث ويعلنون تأييدهم له.. والسؤال المحير.. هل هي صدفة أن يتفق باعة الشباشب مع بعض رجال الدين وبعض الفنانين في نفاق الوريث؟!