رفعت جائزة نوبل في عامها 117 –أول جائزة في 1901- شعار «وقف الاستعباد الجنسي» في مناطق الحرب والصراعات المسلحة، حيث منحت جائزتها للسلام إلى الناشطة الإيزيدية العراقية نادية مراد والطبيب الكونغولي دنيس موكويجي، للعام 2018. اليوم الجمعة قالت لجنة نوبل إن فوز نادية مراد يهدف للدعوة لعدم استخدام اغتصاب النساء كسلاح في الحرب، ولحماية المرأة خلال فترات الصراع، كذلك موكويجي طبيب أمراض نساء المعالج لضحايا العنف الجنسي في جمهورية الكونغو الديمقراطية، قدم دورا بارزا في هذا المجال.
تبلغ قيمة الجائزة 9 ملايين كرونة سويدية (مليون دولار) وستمنح في حفل في أوسلو يوم العاشر من ديسمبر.
الفتاة الإيزيدية، أحد الناجيين من يد تنظيم داعش الإرهابي في العراق، حيث استعبدها ضمن خطته الممنهجة ضد الأيزيدين؛ بدعوى أنهم مخالفوه في العقيدة وموالون لقوات مناهضة له. ظهرت الفتاة البالغة من العمر 25 عاما، في عدة لقاءات دبلوماسية، وجلسات بمجلس الأمن الدولي، كأحد أبرز المتحدثيين عن العنف الجنسي في الحروب، بعدما هربت من يد الدواعش إلى ألمانيا. في أغسطس 2014 ألقت عناصر داعش الإرهابي القبض على نادية مراد، في حملة أمنية للتنظيم على قرية كوجو القريبة من جبال سنجار في محافظة نينوى العراقية، لتصبح فريسة لشهوات رجال التنظيم. حكت نادية في مواطن عدة، أنها عملت في صالون تجميل وقتما كان عمرها 21 عامًا آنذاك، وقتل داعش والدتها وأشقاءها، مما ضاعف من مأساتها، في ظل الاعتداء الجنسي المتواصل عليها لمدة 3 أشهر، تمكنت بعدها من الهرب. تضيف الفتاة أنها هربت إلى ألمانيا، وأنها اتخذت عهدا على نفسها أن يعرف العالم انتهاكات الدواعش الجنسية والإنسانية، كذلك قادت مع المحامية الحقوقية أمل كلوني، حملة من أجل محاكمة التنظيم الإرهابي على جرائمه في المحكمة الجنائية الدولية. حصلت الفتاة العشرينية على عدة جوائز دولية منها تتويجها بلقب السفيرة الأولى للأمم المتحدة لضحايا الاتجار بالبشر، مكنتها من أن تكون أولى المدافعين عن حقوق الإنسان خصوصا في مناطق النزاع لما تشهده من اعتداءات، وأطلقت حملة لإعادة تأهيل آلاف الضحايا الناجيين من داعش. حصلت صاحبة نوبل للسلام، أيضًا على جائزة «سخاروف» الأوروبية لحرية الفكر وجائزة «فاتسلاف هافيل» لحقوق الإنسان، وقالت في كتاب «الفتاة الأخيرة» -يحكي قصتها- : «لكوني ناجية من الإبادة الجماعية تقع على عاتقي الكثير من المسؤولية، كنت محظوظة لأنني نجوت بعد أن قتل أشقائي ووالدتي، إنها مسؤولية كبيرة وعليّ أن أتحملها، دوري كناشطة ليس فقط نقل معاناتي، بل نقل معاناة العديد من الناس الذين يعانون من الاضطهاد». بعد مرور أربع سنوات على نجاتها من داعش احتفلت نادية مراد في أغسطس الماضي بارتباطها من عابد شمدين - ناشط في الدفاع عن الإيزيديين-، في ألمانيا وعلقت على تويتر: «لقد جمعنا نضال شعبنا وسنكمل معا على هذا الطريق».
