لم تكن تعلم "نادية مراد" الفتاة الإيزيدية التي وقفت منذ عامين أمام مجلس الأمن، تروي مأساتها عن تعرضها للاستعباد الجنسي من قبل قوات داعش التي احتلت قريتها في محافظة نينوى شمالي العراق، أنها سوف تحصل على جائزة "نوبل للسلام"، وسوف تبدأ حياة جديدة برفقة خطيبها عابد شمدين، الناشط الحقوقي للدفاع عن قضية الإيزيدين.
بشجاعة وقفت نادية أمام مجلس الامن تسرد معاناتها الخاصة باسم العديد من النساء التي انتهكت حقوقهم من قبل داعش، وروت الفتاة قصة والدتها وأشقائها الذين قتلوا على يد مسلحي داعش، وتدمرت حيات الشابة ذات ال 22 عام، بعد أن كانت تعيش حياة هادئة تماماً وتعمل في صالون تجميل.
3 أشهر من الاستعباد الجنسي تعرضت له نادية، ولكنها لم تستسلم واستطاعت الهرب إلي ألمانيا، وتم معالجتها نفسياً، ثم ظهرت في عدد من اللقاءات الصحفية والدبلوماسية، لتروي ما حدث لها وما يتعرض له النساء من عنف واستعباد في الحروب.
قالت نادية عندما ارتبطت بخطيبها عابد شمدين، في تغريدة عبر "تويتر" تعليقا على الارتباط :"لقد جمعنا نضال شعبنا وسنكمل معا على هذا الطريق".
توجت نادية بلقب السفيرة الأولى للأمم المتحدة لضحايا الاتجار بالبشر، ونالت جائزة سخاروف الأوروبية لحرية الفكر، وجائزة فاتسلاف هافيل لحقوق الإنسان، كما ألفت كتاب عن قصتها بعنوان "الفتاة الأخيرة"، وقالت:" لكوني ناجية من الإبادة الجماعية تقع على عاتقي الكثير من المسؤولية، كنت محظوظة لأنني نجوت بعد أن قتل أشقائي ووالدتي، إنها مسؤولية كبيرة وعليّ أن أتحملها، دوري كناشطة ليس فقط نقل معاناتي، بل نقل معاناة العديد من الناس الذين يعانون من الاضطهاد".
في يناير 2016 تم ترشيح نادية مراد، للحصول على جائزة نوبل للسلام، نظراً لمعاناتها وأنها رمزاً للاضطهاد ألتي تعرض له الإيزيديين والناس عامة من قبل تنظيم الدولة الإسلامية، وبالفعل فازت اليوم الجمعة 5 اكتوبر بالجائزة.