لعب الفنان القدير جميل راتب مئات الأدوار السينمائية، مازال معظمها منطبعا فى الذاكرة الشعبية، فهو الخواجة جيوفانى ديلورينزى فى مسلسل زيزينيا الذى تناول حقبة تاريخية هامة من تاريخ مصر، كما لعب دور البهظ بيه فى فيلم الكيف وهو الفيلم الذى حفل بعشرات الإفيهات وأصبح من علامات السينما المصرية. فى مسلسل الرايا البيضا ظل مغيد أبو الغار يقاوم الفساد ويحاول أن يحافظ على الفيلا التاريخية التى يمتلكها من الهدم ، حتى لا تتحول إلى ناطحة سحاب تشوه وتحجب رؤية البحر. وفى مسلسل "يوميات ونيس" لعب الفنان الراحل دور أبوالفضل جاد الله ، والد ونيس ، الجيل يالماضى ، الذى مازال متواجدا بقيمه فى تفاصيل الحاضر. أما فى فيلم طيور الظلام فقد لعب الفنان الراحل دور الوزير الباحث عن السلطة والتواق إلى النفوذ من خلال شخصية رشدى الخيال الذى يستطيع عن طريق ألاعيب محامى متسلق - فتحى نوفل- أن يحصل على عضوية البرلمان. فى فيلم الكيف من تأليف السيناريست الكبير الراحل محمود أبوزيد، وتدور أحداثه حول شخصية جمال أو "مزاجانجى" الفتى أداها الفنان الراحل محمود عبدالعزيز والذى فشل في الدراسة يقرر العمل كمطربًا في فرقة شعبية لإحياء الأفراح. على النقيض من " مزازنجى" تظهر لنا شخصية الدكتور صلاح الكيميائي والذى يحاول إقناع جمال بالإقلاع عن المخدرات وعلى سبيل الدعابة يمنحه قطعة حشيش جرى تصنيعها في المعمل من مواد عطارة للتدليل على وهم " الكيف". يبيع " مزازنجى" قطعة الحشيش لاحد تجار المخدرات والذى يقوم بدوره بعرضها على التاجر الكبير رئيس العصابة - البهظ بيه - جميل راتب والذى يشترى كميات كبيرة من هذه الخلطة المغشوشة ويضع عليها عقاقير مخدرة وهو ما يكتشفه الكيميائى صلاح ليشتعل الصراع.
أكثر من حوار رائع دار فى فيلم الكيف بين جميل راتب - البهظ بيه- ومزازنجى منها :"هظ بيه : أنا عشت حياتي كلها تاجر كيوف؛ ابتديتها بالشاي والبن والدخان..الكيف شهوة، والشهوة هي اللي بتشد القرش من جيوب الناس..المزاجنجى : انتَ شيطان : بهظ بيه : الناس هم اللي مغفلين..وفي شهوتهم غرقانين، واللي يقف ع البر ما يغرقش..إحنا ماضربناش حد على إيده..اللي بيحبنا هو اللي بيرمي روحه في حضننا..زمان كنت بغش الشاي بنشارة خشب وابيعه في بواكي..شكلها حلو مكتوب عليها شاي "أبو الأصول"..كسبت والماركة بقالها اسم وسَمَّعِت.. وفجأة.. النشارة غليت والنجارين اتملعنوا.. عبينا الشاي من غير نِشارة..تعرف حصل إيه؟.. اتخرب بيتي وفَلِست..الزباين طفشت وقالوا عليا غشيت الشاي..مش باقولك مغفلين! المزاجنجى : هم مش مغفلين.. اللي زيك اللي فسدوا ذوقهم..عودتوهم على الوِحِش لغاية ما نسيوا طعم الحلو ..بهظ بيه : تروح فين الشمس من على قفا الفلاح دي ساعة الطلق مرة يا حبيبي مزاجنجى : أنت سيكوباتى شرير ..بهظ بيه : انا سيكوباتي و أنت بقيت سرنجاتي". يذكر أن التهامى هانى، مدير أعمال الفنان جميل راتب، كان قد اعلن عن وفاة الممثل القدير، صباح اليوم، الأربعاء، عن عمر 92 عاما. وقال هانى: "البقاء لله.. رحل عن دنيانا الفنان والأب والصديق والمثل الأعلى جميل راتب"،موضحا أن صلاة الجنازة بعد ظهر اليوم من مسجد الأزهر الشريف.