أثار كشف المحققين الفرنسيين اليوم، عن أن مساعد الطيار الألماني للإيرباص أيه- 320 التابعة لشركة "جيرمان وينجز" تسبب عمدًا في سقوط الطائرة وارتطامها بجبال الألب، حالة من الصدمة في أوروبا. ويجري الحديث الآن عن سيناريوهين محتملين: الانتحار والهجوم رغم أن المحققين والحكومة الفرنسية يؤكدون حتى الآن أنهم لا يحبذون الفرضية الأخيرة. وقالت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، إن "هذه المأساة تتخذ بعدًا غير معقول"، في حين عبر رئيس حكومة إسبانيا/ ماريانو راخوي، عن "الصدمة". وأعلن أن 50 إسبانيًا و75 ألمانيًا هم بين 150 شخصًا قتلوا في الحادث الثلاثاء وينتمون إلى نحو عشرين بلدًا. وأعلنت ألمانيا وإسبانيا الحداد الأربعاء. وأكد كارستن شبور، رئيس مجموعة "لوفتهانزا" الشركة الأم ل"جيرمان وينجز" اليوم، أنه "ليس هناك أي مؤشر" إلى الأسباب التي دفعت مساعد الطيار إلى "القيام بهذا العمل الرهيب". وقال "شبور" في مؤتمر صحفي في "كولونيا"، غرب ألمانيا، "نحن مصدومون هنا في (لوفتهانزا) كما في (جيرمان وينجز) إن هذه المأساة تفوق حتى أسوأ كابوس يمكن تصوره. من يعرفوننا يعلمون أننا ننتقي طيارين بكثير من التأني، بما يتضمن اختبارات نفسية وتقنية". وأضاف أنه لا وجود لنظام يتيح منع حدوث مثل هذه الأعمال "أيًا كانت التدابير الأمنية التي يمكن اتخاذها في الشركة، ومهما كانت درجة صرامة الإجراءات". وبين تحليل الأصوات والحركة داخل القمرة في تسجيلات الصندوق الأسود الذي عثر عليه أول من أمس، أن قائد الطائرة وبعد بداية عادية للرحلة، غادر القمرة واستحال عليه العودة خلال سقوط الطائرة من علو مرتفع وتحطمها الذي استغرق 8 دقائق في جبال الألب الفرنسية. وقال النائب العام الفرنسي، بريس روبان، لدى عرض النتائج الأولية لتحليل النصف الساعة الأخيرة من تسجيلات الصندوق الأسود، إن مساعد الطيار أندرياس لوبيتز (28 عامًا) "سمح عمدًا بسقوط الطائرة". وأضاف أنه "خلال العشرين دقيقة الأخيرة يسمع تبادل حديث مجاملات بين الطيار ومساعده. بعد ذلك أعد قائد الطائرة رسالة الإبلاغ بالهبوط في دوسلدورف وسمع مساعد الطائرة يرد بتهكم". وتابع أنه يسمع الطيار بعد ذلك يطلب من مساعده تولي القيادة، ثم صوت كرسي يتم تحريكه إلى الوراء. وبعد خروج الطيار، بقي مساعده "وحده يتولى القيادة" حتى سقوط الطائرة. وأوضح أن مساعد الطيار "رفض عمدًا فتح باب القمرة للطيار"، مشيرًا إلى أن "نداءات عدة سمعت تطلب منه فتح باب قمرة القيادة لكنه لا يرد". وأضاف المحقق أن مساعد الطيار وعندما كان بمفرده في قمرة القيادة "ضغط الزر الذي يباشر عملية الهبوط لسبب لا نزال نجهله تمامًا لكن يمكن تفسيره على أنه رغبة في تدمير الطائرة". وظل يسمع صوت تنفس أندرياس لوبيتز، بشكل منتظم حتى النهاية لكنه لم يرد على نداءات برج المراقبة الذي انتبه إلى هبوط الطائرة بشكل غير اعتيادي. وتزامن هذا التطور الدرامي للأحداث مع وصول نحو 200 من أقارب الضحايا إلى قرية قريبة من مكان الحادث واطلاعهم على ما توصل إليه المحققون قبل المؤتمر الصحفي. ورغم عدم معرفة دوافعه، أكد المحققون الفرنسيون وكذلك وزير الداخلية الألماني توماس دو ميزيار، أنه لا يوجد مؤشر على ميول إرهابية لدى مساعد الطيار الذي تم توظيفه في سبتمبر 2013 ولديه في رصيده 630 ساعة طيران. وفتح المحققون الألمان تحقيقًا في ألمانيا وفتشوا منزلي مساعد الطيار في دوسلدورف ومونتابور بحثًا عن وثائق. وقال رئيس بلدية مونتابور، إنه كان يعيش مع أهله في المدينة غرب ألمانيا، ولديه شقة في دوسلدورف.