إن فى تاريخنا: حوادث، وأخباراً، وأحاديثَ –فيها كثير من الوَضْع، فقد وقع – وَضْعُ – فى كل كتاب من كتب الحديث بلا استثناء، ولكن على تفاوت. ويكفى لنعرف ذلك – أن السيدة عائشة – رضى الله عنها – لها فى كتب الحديث – ألفان ومائتان وعشَرَةُ أحاديث.. لم يصحّ منها – عند الإمامين: البخارى ومسلم – إلا قرابة ثلاث مائة وخمسين حديثاً – كما قال الذهبى – فى كتابه (سِيَر أعلام النبلاء) والسيدة عائشة مثل على الآخرين –لأن الرواة المتأخرين، بعد التابعين، كانوا يضعون – أحاديث – ويوصلون سلاسل الرواة إلى صحابى وإلى الرسول – صلى الله عليه وسلم – وهم كاذبون. القرآن الكريم.. يحث على استخدام العقل: من مِثْل قوله تعالى: أفلا يتفكرون، أفلا يتدبرون، أفلا يعقلون، إن فى ذلك لعبرة لأولى الألباب، قل: هاتوا برهانكم، أفلم يسيروا فينظروا، إن فى ذلك لذكرى... إلخ. فالحثّ على استخدام العقل ورد فى حوالَيْ ألف آية. أخبارُ الغيب – مرجعُها الأهمُّ..القرآنٌ: لا يجوز لنا أن – نتخيّل – أخبار الغيب، وصور مكوناته – تُخيّلاً، بل يجب أن نقف فيها، عندما ذكره القرآن، وما ورد فى خبر صحيح السند إنْ وًجدَ.. لا يخالف القرآن أو العقل، أو الفطرة السليمة أو الاعتدال: (وكلُّ شىءْ عندَهُ بمقدارٍ) – (الرعد -8). ما وَرَدَ فى القرآن عن الحُورِ العين: والقرآن هو المصدر والمرجع، فى الحديث عن أمور الغيب، ومنها: الحُوُرُالعينُ. وردت عبارة – الحور العين – ثلاث مراتٍ فى القرآن، وهى = (كذلك، وزوَّجناهم بحُورٍ عينٍ) – الدخان – 54 – ثم = (متّكئين على سًرًرٍ مصفوفة، وزوّجناهم بحوُرٍ عينٍ) – الطور – 20 – ثم = (وحورٌ عينُ، كأمثال اللؤلؤ المكنون) – الواقعة – 22 ،23 - ووردت – عيِنُ – وحْدَها مرتين: هما: (حُورٌ مقْصوراتٌ فى الخيام) – الرحمن – 72 – ثم = (وعتدهم قاصراتٌ الطرف عِينٌ – كأنّهٌنّ بيض مكنون) – الصافات – 48 – كلُّ ذلك.. وَرَدَ كنعيم للمؤمنين، فى معرض أنواع النعيم الأخرى – كقوله تعالى: (... وفاكهةٍ مما يتخيرون – ولحم طير مما يشتهون – وحورُ عينُ كأمثالِ اللّؤلؤ المكنون – جزاءً بما كانوا يعملون) الواقعة – 20 – 24 الكون – بشقيهْ – يسير على منهج القرآن: قال تعالى: (الرحمن – علم القرآن – خلق الإنسان – علمه البيان) – الرحمن - 1 -4). معنى هذا.. – والقرآن كلام الله تعالى – أنه قديم قِدَمَ الله الذى لا حدودَ لقدمَه – أما الكون – بشقيْهِ: الدنيا – والآخرة.. فحادث مخلوق – والقرآن، وهو تبليغَ إرادة الله وقدَره وقدرتِهِ هو كتاب تنظيمُ الكون – بشقيْه ودستوره. أما نزوله، على قلب محمد – صلى الله عليه وسلم – متأخراً.. فلا يعنى – أبداً – أن فاعليتهُ فى الكون ليست – أزليةً أبدية. فالكون.. يسير على منهج القرآن. وجوهر القرآن الكريم ودعوته هو التنظيمُ والاعتدالُ، ونبْذ التطرف والإسراف. وقد خلق اللهُ – الخلاقُ العليمُ – الكون بشقيه اللذين لم يُعطيا (حُرية الاختيار) على أساس – التنظيم والاعتدال: (ثم استوى إلى السماء وهى دخان، فقال لها – وللأرض – ائتيا، طوعاً أو كَرْها، قالتا: آتينا طائعين) –(فصَّلت – 11). حرية الاختيار: -أمّا اللذان أُعْطيَا – حُريةَ الاختيار – فى الدنيا، وهما الإنس والجنّ – فقد دُعيَا إلى – التنظيم والأعتدال (ونَبْذ التطرف والإسراف) – (وكلُّ شىءٍ عندَهُ بمقدار) (الرعد – 8). وحُثّا على – التنظيم والاعتدال – فمنهما. من ألْزم نفسه بهما، ومنهما من تمرد. (ولذا فالجماعات التى تقتل الناس بلا ذنب – هم متطرفون وليسوا من الإسلام فى شىء) – أمّا فى الآخرة – فكلاهما مُلزمٌ بالتنظيم والاعتدال ونبْذ التطرف والإسراف. إذْ لا حُرّيةَ اختيار – قال تعالى: (... إن اللهَ قد حكم بين العباد) – (غافر -48) – حَكَمَ بالاعتدال على الإنس والجنّ، المؤمنين. أما الكافرون فإلى النار. - ثم.. إن فطرة الإنس (والجنّ) – لا تتغير بين الدنيا والآخرة، وإنما يجرى عليها بعض التحسين:(لا يبولون ولا يتغوطون، ولا يتمخطون...) - مما تقدّم.. فإنّ الإنسان – المؤمن المنظم المعتدل – فى الدنيا.. لا يتزوج إلا أربعاً كحدّ أعلى – رُخصةً – وحظه فى الآخرة، وقد بات – مُنظماً معتدلاً – بالإلْزام، لا يزيد على أكثر من – أربع – من الحور العين – وَهُنّ منشآت من نساء الدنيا المؤمنات، وما ينشئه الله – القادر – من غيرهن من الحور فى الآخرة. - ولأن طبيعة الإنسان لا تتغير..فالرجلُ لا يمارس من الجنس – عَدَدَ مرات ٍ – إلا بقدر ما كان فى الدنيا، وقد يتفاوت الرجال – حَسَبَ درجة الإيمان - وكل ما قيل من إسراف ومبالغة فى عدد الحور العين: للمؤمن الواحد (اثنتان وسبعون) – ثم لا يَمَل ّ ممارسة الجنس، بل يتنقل من واحدة إلى أخرى، من دون توقف.. كلٌّ ذلك كذب، وَعَبَثٌ وسَفَهٌ سَببٌهُ الحرمان فى الدنيا من النساء الجميلات، والشبق الجنسى، عند البعض، وهو نوع من «التعويض» عن طريق الخيال الواهم الجامع غير المنضبط الذى لا يحده إلا الجنون. - والرجل يرى مٌخّ ساق الحوراء من وراء اللحم، وكبده مرآة لها، وكبدها مرآة له – كله كذب وعبث وسفه – بل مقزز = مقزز – أن يرى ساق الحور لشدة بياضها: وهل يُرى شىء من وراء اللحم عادةً ؟ - ثم.. أهو يريد أن يأكله– ليراه..!! - كتاب حادى الأرواح – إلى بلاد الأفراح – ص – 204 – لابن قَيّم – الجوزيّة. ثم فتحُ البارى – شرح صحيح البخارى – ورقم الرواية – لابن حجر العسقلانى) – والأول – فيه راويان كذابان – هما: رجل مجهول من الأنصار، والمجهول كالمعدوم – - والثانى هو إسماعيل ابن رافع – اعتبرَهُ كاذباً جملةُ من أصحاب كتب – الجرح والتعديل – ص – 204 – - وحديث البخارى – فيه راوٍ وضاع هو: معمر ابن عبدالله. (ابن الجوزى الضعفاء – رقم – 1359