الذراع الأيمن والصديق والصدوق لكبار العائلات التجارية فى الإسكندرية على رأسهم عائلة رجب «أصحاب جرين بلازا» وكانوا أصحاب «فورد للسيارات» بعد ذلك ويملكون أكبر مزارع للخضار وأصحاب جامعة فاروس وعائلة طلعت مصطفى حيث أن هشام من من شدة ثقته فى لطفى أوكل إليه إدارة كل أندية الرحاب ومدينتى وخصصت له «سويت» دائم بسميراميس وسيارة وراتب شهرى 600 ألف شهرياً. يرتبط المحجوب بصلات وثيقة للطفى الأحمر ورغم أن المحجوب كان مريضاً واعتكف الحياة السياسية عقب ثورة يناير إلا أن كرم كردى أنتيم لطفى الأحمر أصطحب المحجوب فى زفاف بنت لطفى بفندق «سميراميس» وكان ذلك وقت أحداث مذبحة ماسبيرو ويرتبط لطفى بعفت السادات ارتباطاً وثيقاً وبعائلة منصور شيفورليه لطفى الأحمر أنتيم المحجوب فى عام 2006 قرر خالد أبو إسماعيل رئيس اتحاد الغرف التجارية وقتها رئيس غرفة الاسكندرية ألا يخوض انتخابات الغرفة فى ذلك الموسم، وان يدفع للواجهة بصديقه وابنه الروحى رجل الأعمال احمد الوكيل، والذى كان يستغل منصبه قبلها كنائب رئيس الغرفة أسوأ استغلال. ومن أجل خوض الانتخابات بقوة وضمان فرصة نجاح، قرر الأب الروحى خالد أبوإسماعيل ان يتبنى حملته الدعائية والاعلامية، مستغلا علاقاته القوية ونفوذه فى محافظة الاسكندرية، خاصة ان محافظ الاسكندرية وقتها اللواء عبد السلام المحجوب كانت تربطه به علاقة صداقة قوية جدا، وكان سبق وقدم له الوكيل كاحد ابنائه وابناء النظام المخلصين. وكان ابو اسماعيل أول من فتح ذراعيه للمحجوب عندما جاء محافظاً للثغر، فى منتصف التسعينيات، وجمع له كل رجال الاعمال والتجار والمقاولين ودفعهم للتبرع لمشروع تجميل المدينة، لتبدأ فاتورة المخالفات تتضخم خاصة مع توطد علاقة ابو اسماعيل والمحجوب شيئا فشيئا. ودعم صعود «الشبل» الجديد أحمد الوكيل مجئ رشيد محمد رشيد وزيرا للتجارة والصناعة، حيث كانت تربطه بالاثنين ابو اسماعيل والوكيل علاقات عائلية واجتماعية وتجارية عميقة.. وفى تلك الأجواء شعر الوكيل بأنه يقترب بقوة من رئاسة الغرفة التجارية، على هوى رشيد والمحجوب وابواسماعيل ومن ورائه اصحاب النفوذ من رجال اعمال المحافظة. إلا أن مفاجأة حدثت، حيث أعلن الدكتور كرم كردى عزمه الترشح أمام الوكيل، ومن بعده قرر رجل الأعمال محمد فرج عامر الترشح هو الآخر على منصب رئاسة الغرفة التجارية أمام الوكيل، لتختلط الأوراق فجأة، خاصة بعد تنازل كردى وترشحه على مقعد نائب رئيس الغرفة فى قائمة كرم كردى، ليقرر خالد ابو اسماعيل ان ينقذ الموقف ويخوض المنافسة بقوة. لكن وسائل الحرب لم تكن شريفة، على عادة بعض رجال الاعمال، حيث عمد ابواسماعيل والوكيل إلى تستيف ملف مخالفات لمصانع الاغذية التى يمتلكها منافسهما فرج عامر، والتى يتم تحريرها كروتين يومى لكل المصانع، وشنوا حملة ضارية ضد الرجل. إلا أن الضربة القاصمة التى حسمت المعركة، كانت على يد المحافظ عبد السلام المحجوب حيث قرر لكسب اصوات التجار لحساب ابو اسماعيل والوكيل الذى ترشح على قائمة خالد كنائب، بتخصيص قطعة ارض كبيرة لانشاء سوق خضار وفاكهة للجملة بديلا عن سوق الخضار القديم والمهترئ، وأوعز للتجار ان قرار التخصيص مجاملة لابواسماعيل، إذا نجح فى الانتخابات. وأعلن أبوإسماعيل فى كل مكان انه انتزع وعدا قاطعا من المحجوب بتحسين أحوال تجار الاسكندرية، وجعلهم كتجار اوروبا، وتحويل السوق الجديدة إلى قطعة من الاسواق الاوروبية. وسارع ابو اسماعيل والوكيل بطبع كتيب عن مشروع السوق على ورق فاخر، كتبوا عليه «مجمع انطونيادس التجارى» فى منطقة سموحة، وتصدره كلمة من المحافظ عبد السلام المحجوب ليؤكد رعايته للمشروع، ويوحوا لكل التجار ان العمل الجدى بدأ فى المشروع، خاصة ان الكتيب تضمن تصميمات هندسية وماكيتات للمشروع،ووصفا تفصيليا للوحدات والمحلات والشوادر والثلاجات التى ستقام به. وجاء فى كلمة المحجوب «إنه فى إطار منظومة التطوير والتحديث التى تشهدها الاسكندرية وتحقيقا لتنفيذ برنامج الحكومة فى تطوير وتحديث البنية الاساسية لتواكب الأهداف المنشودة لأوجه النشاط الاقتصادى والتجارى فى الوقت الحاضر. وفى هذا الاطار كان لمشروع شركة انطونيادس للتنمية السياحية والعمرانية أمر انشاء مجمع لتجارة الجملة خضر وفاكهة كمنظومة متكاملة تهدف إلى الرقى بمستوى الاداء فى هذا المجال إلى المستويات العالمية وتقديم افضل خدمة للمواطن (منتج – مصدر-مستهلك) وفقا لأحدث التقنيات العالية السبق العظيم والريادة كاول سوق فى مصر ينضم لعضوية الاتحاد الدولى لأسواق الجملة. لقد سعدت بالتصميمات المعمارية والانشائية للمشروع والنظام المعد لادارة مجمع التجارة والتى وضعت وفقا لأحدث الاساليب العالمية التى يتحقق من خلالها دفع عجلة التنمية ودعم المنتجين والمصدرين والمستهلكين فى هذا القطاع مما ينعكس على خفض أسعار السلعة هذا بالاضافة إلى ما يحققه المشروع من اتاحة فرص عمل جديد. ولا يسعنى فى هذا المقام الا ان اتقدم بالشكر والتقدير لشركة انطونيادس للتنمية السياحية والعمرانية على هذا الجهد العظيم والمشروع الرائد ولكل من يساهم فى تنفيذ خطة التنمية الشاملة لمصر تحقيقا لبرنامج قائد المسيرة الرئيس محمد حسنى مبارك. والله ولى التوفيق» وامام هذه الحرب، قرر فرج عامر فجأة التنازل عن ترشح نفسه، عندما تيقن من مساندة المحجوب ورشيد لمنافسه، وان المعركة غير متكافئة وغير شريفة أيضاً. بعد فوز الوكيل برئاسة الغرفة التجارية بالتزكية، طلب المحجوب من الوكيل ان يدخل كرم كردى كعضو معين بمجلس إدارة الغرفة، لأنه أعز عليه من ابنه،كما طلب المحجوب من رشيد ان يوافق على الاسماء المرشحة لعضوية مجلس ادارة الغرفة وبينها اسم كرم كردى، على ان يتنازل بعدها خالد ابو اسماعيل عن رئاسة الغرفة إلى ابنه الروحى احمد الوكيل. فى وقت آخر، رشح محمد المصرى رئيس غرفة تجارة بورسعيد نفسه منافسا على رئاسة اتحاد الغرف التجارية أمام الوكيل، الا ان عبد السلام المحجوب الذى اصبح وزيرا للتنمية المحلية ومعه رشيد محمد رشيد اوعزا للجميع أن الوكيل هو اختيار الدولة والاجهزة، فى حين انها لم تكن سوى رغبة الوزيرين. ومن أجل ان يرضى الوكيل صديقه المحجوب مرة أخرى، جاء بكرم كردى عضوا فى مجلس إدارة الاتحاد العام للغرف التجارية، والذى لايزال عضوا فيه حتى اليوم. ولان المصالح تتصالح، دعا ابو اسماعيل احمد الوكيل وكرم كردى وزوجته إلى حفل خاص فى بيته، بعد فوز الوكيل، لاصلاح ذات البين مع كردى الذى غضب من ابو اسماعيل بشدة فى انتخابات مجلس الشعب 2005، بسبب وقوف ابواسماعيل ضد ترشحه فى دائرة الرمل، وسعيه لاستبعاده من المجمع الانتخابي للحزب الوطنى بسبب عدم ادائه الخدمة العسكرية، حيث ترشح بدلا منه،الا ان الكردى راح يدعم من الباطن مرشح الاخوان صبحى صالح، ويدفع بمحاميه لرفع دعاوى قضائية بعدم أحقية أبوإسماعيل فى الترشح للانتخابات البرلمانية باعتباره فلسطينى الأصل. واستطاع كرم ان يقدم للمحكمة ارواقا نادرة تثبت جنسية ابواسماعيل فعلا، لتتفجر ضجة كبيرة حول مرشح الحزب الوطنى غير المصرى، وفى الوقت نفسه كان مايجرى على هوى المحجوب الذى أراد ارضاء ابنه الروحى وصديقه المقرب كرم كردى فى هذه المعركة وبدفع ابو اسماعيل لخسارة المعركة، وهو ما حدث بالفعل حيث خسر ابو اسماعيل المعركة لحساب مرشح الإخوان. لكن المفاجأة الكبرى فى هذه القصة المتكررة للفساد فى عهد مبارك، ان المحجوب مضى ورشيد هرب، وبقى ابواسماعيل والوكيل، ليواصلا الاستفادة والتربح من علاقات النفوذ القديمة التى جعلتهما من أغنى اثرياء مصر، ونعود إلى مشروع السوق البديل، الذى فوجئ تجار واهالى الاسكندرية مؤخرا بارتفاع ابراج سكنية فاخرة يباع فيها المتر بنحو 6 آلاف جنيه على نفس الأرض التى سبق تخصيصها بقرار من المحجوب لمشروع السوق التجارى الأوروبية، بعد ضم شريك ثالث هو فاروق عبد المنعم صاحب «موبيكا»، ويكتشف الجميع ان ابواسماعيل والوكيل حصلا على قرار التخصيص من المحجوب المحافظ ثم قرار آخر بتغيير الغرض من التخصيص باسمهما، من المحجوب الوزير، تمهيدا لانشاء مشروع عقارى يدر عليهم الملايين، حيث ان متر ارض البناء فى تلك المنطقة يتجاوز 30 الف جنيه. وفى سبيل تعظيم الأرباح من المشروع الجديد، الذى ننشر صوره هنا، اقدم الشركاء على ردم جزء من ترعة المحمودية التى تطل عليها أرض المشروع، كما تطل على حديقة انطونيادس وقصره الأثرى الذى يعود تاريخه إلى 200 عام، فى مكان مميز جدا يربط مخارج الاسكندرية والطريق الزراعى والصحراوى والطريق الدولى. فهل يستطيع اللواء عادل لبيب وزير التنمية المحلية الحالى والذى كان أيضاً محافظاً للاسكندرية بعد المحجوب ان يحل هذا اللغز الفاضح، ويجيب عن سؤال: كيف تسمح الدولة بعملية تربيح صارخة من هذا النوع فى وضح النهار؟ وأين اختفى مشروع السوق التجارية؟ والأموال المخصصة له؟. ونعود إلى أحمد الوكيل الذى تعاظم نفوذه بعد الثورة، وأصبح المحتكر الوحيد لتصدير الأرز والمتحكم الوحيد فى أسعاره، وفى رقاب الفلاحين. كما انه المستورد الاول للسكر وفول الصويا، فضلا عن ان شريكه أبوإسماعيل هو حوت استيراد الدجاج البرازيلى «سبيرا»، إلى جانب تصدير البرتقال والبطاطس والخضراوات، كما يمتلك مزرعة للنعام فى البحيرة، كان يصدر منها انتاجه إلى إسرائيل. بل ان بنات زوجة الوكيل اصبحن من كبار سيدات الأعمال، باستيراد المواد الجافة مثل التونة وأغذية الرفاهية مثل الكاتشاب.. لذلك كله، ليس مستغربا ان يصبح كبير تجار مصر التى تعانى من ضنك المعيشة والغلاء وشح السلع واحتكارالتجار، صاحب قصر فخم على احدى البحيرات فى سويسرا يعتاد النزول فيه مع أحفاد زوجته للتصييف والمتعة، خلال أشهر الصيف من كل عام.