حتى في باكستان.. فساد تميم يطيح بنواز شريف من السلطة

قدم رئيس الوزراء الباكستاني، نواز شريف، استقالته، أمس الجمعة، بعد قرار أصدرته المحكمة العليا الباكستانية، بعدم أهليته للبقاء في منصبه لعدم نزاهته، على خلفية اتهامه بقاضايا فساد.
نواز شريف، الذي أنهى باستقالته، فترة ولايته الثالثة في المنصب، تم اتهامه بقاضايا فساد بعد تسريب وثائق «بنما»، العام الماضي، والتي كشفت عن تورط اسرته بشركات مسجلة خارج باكستان.
بعد تورط نواز شريف وعائلته، أمرت محكمة الاستئناف العليا الباكستانية، بتشكيل لجنة تحقيقات للنظر في تهم الفساد، وقد كشفت التحقيقات أن الاسرة لم تستطع الكشف عن مصادر ثروتها الهائلة أو توضيح ملكيتهم للأصول في الخارج، بالإضافة على وجود تفاوت كبير بين دخل الأسرة الضعيف نسبيا وأسلوب حياتها.
وبحسب ما نقلت هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي، طلبت المحكمة العليا الباكستانية من المكتب الوطني للمحاسبة (الجهاز الرئيسي لمكافحة الفساد في باكستان)، إرسال بيانات محاسبية عن شريف وأربعة آخرين لمحاكم مكافحة الفساد، خلال ستة أسابيع.
البداية..وثائق بنما
في عام 2016، تم تسريب حوالي 11.5 مليون وثيقة سرية لشركة خدمات قانونية تدعى «موساك فونسيكا» في بنما، والتي تقدم بدورها خدمات تتعلق بالحسابات الخارجية لبعض رؤساء الدول والشخصيات السياسية، بالإضافة إلى أشخاص بارزين في الأعمال والشؤون المالية والرياضية.
وكشفت الوثائق، أن أسرة نواز شريف على علاقة بشركات أجنبية، تعمل في مجال شراء الشقق في العاصمة البريطانية لندن، مشيرة إلى أن الاسرة اشترت شققا فاخرة، من خلال تلك الشركات. وذلك في نفس الوقت التي لا تقدر فيه الاسرة على دفع التكاليف كاملة، الأمر الذي أثار الشكوك حول عدم قانونية التعامل.
ومن ضمن ما كشفته أيضاً الوثائق، استثمار شريف واسرته بعض الأموال في قطر، بالإضافة إلى الكشف عن تورطه برئيس وزراء قطر السابق حمد بن جاسم، حيث وُجدت بينهما مراسلات تتعلق بصفقات في بريطانيا.
وأوضحت الوثائق أن بن جاسم استغل ثروته في عمليات غسيل أموال وقضايا تهرب ضريبي لعدد من الشخصيات السياسية، مشيرة إلى أنه كتب عقود ملكية لشقق في لندن باسم نواز للتهرب من الضرائب عليه.
وطلبت المحكمة التحقيق مع حمد بن جاسم، والحصول على أقواله وشهادته، في مقر البعثة الدبلوماسية القطرية في باكستان، ولكنه رفض المثول للتحقيق، الأمر الذي زود من الشكوك المثارة.
وذكرت صحيفة «ذي اكسبريس تريبيون» الباكستانية، أن فريق التحقيق كان يتابع بشكل خاص علاقات عائلة نواز، بقطر، والدور الذي لعبته، ومسؤوليها في التغطية على أعمالها وصفقاتها بواسطة نواز.

موضوعات متعلقة..
أذرع قطر لتفتيت المنطقة ودعم الإرهاب (انفوجراف)