أحداث برج العرب تعيد ذكريات الصندوق الأسود ل«سفراء الدم» في الملاعب المصرية

عادت الأزمات تلقى بظلالها على كرة القدم المصرية سريعاً، بعد إغتيال حلم عودة الجماهير إلى المدرجات برصاصة غدر فى برج العرب بالإسكندرية بعد أن قامت رابطة «الوايت نايتس» بتخريب المدرجات وتكسيرها وإحداث أعمال شغب كفيلة لتجديد تأجيل عودة الجمهور للمدرجات لفترة طويلة، بعد أن فتحت الصندوق الأسود لسفراء الدم فى ملاعب كرة القدم المصرية .
الكرة للجماهير.. ومن أجلنا تُلعب كرة القدم.. شعارات رفعتها الروابط التشجيعية مؤخرا احتجاجا على منعهم من دخول المدرجات، ولأنها للجماهير فإن قرار منعهم من دخول المباريات لم يكن أمرا سهلا أو وليد اللحظة، بل جاء بعد حالات شغب كثيرة بدأت بطرفة وانتهت بمجزرة في ملعب بورسعيد راح ضحيته أربع وسبعون مشجعا.
ونحن على آعتاب استقبال عام 2018 تستعد الجهات المعنية في الدولة إعادة الجماهير للمدرجات بشكل جاد لمسابقة الدورى العام بعد غياب دام ال6 أعوام، لكن سرعان ما تبخر الحلم وصعد إلى السماء السابعه، بعد أن أرتكبت رابطة « الوايت نايتس» جرم فى حق نفسها بما فعلته من أعمال شغب فى مباراة الأهلى الليبى.

للحكاية بداية .. موقعة الجلابية
بعد اسابيع قليلة من ثورة يناير وقبل استئناف النشاط المحلي استضاف الزمالك فريق الافريقي التونسي بدوري ابطال افريقيا مطلع أبريل 2011 في مباراة شهدت شغبا جماهيريا بعد اقتحام أرض الملعب فيما يعرف بموقعة الجلابية.

تعامل الاعلام حينها مع الواقعة على أنها أمر طريف للدرجة التي تم معها استضافة «حذيفة» الذي ارتدى الجلابية مقتحما الملعب، وبعدها انتقلت عدوي الاقتحام بذات الطريقة إلي عدد من الملاعب بالمحافظات خصوصاً الإسكندرية وبورسعيد والمحلة فى ظل الفراغ الأمني الذي أعقب ثورة 25 يناير.
ففي الاسكندرية اقتحمت جماهير الاتحاد أرض الملعب خلال مباراة لفريقها امام وادي دجلة، كانت نتيجته إصابة عدد كبير من الجماهير واللاعبين من بينهم أحد أفراد طاقم التحكيم النمساوي ليتم إلغاء المباراة.

وبعد مباراة الأهلي وكيما أسوان بكأس مصر شتبك أولتراس أهلاوي مع الأمن في مدرجات ستاد القاهرة وخارجه، وقامت جماهير المحلة ملعبها بالقاء الحجارة على الملعب بعد تأخر فريقها امام المصري، وهو ما فعله جمهور المصري بعد التعادل مع سموحة، قبل ان تقتحم جماهير المحلة ملعب مباراة الأهلي ليتم الغاءها.

وكتبت مباراة المصري والأهلي مطلع فبراير 2012 الورقة الأخيرة في كتاب الشغب الجماهيري عقب الثورة .. فتم ايقاف النشاط الرياضي عام كامل.. قبل أن يعود مع حرمان الجماهير من حضور المباريات.
الصندوق الأسود لسفراء الدم
العام عام 2011 بستاد بورسعيد بمسابقة الدورى هاجمت جماهير المصري الأهلى انقضت عليهم فى لليلة سوداء فى تاريخ مصر رياضياً بعد أن راح ضحيتها 74 شاب أهلاوي كل ذنبهم انتمائهم لفريق أحمر سال دمهم من شعارهم إيماناً بشعارهم «يوم ما أبطل أشجع هكون ميت أكيد».

مطلع فبراير لعام 2015 قررت الدولة المصرية عودة الجماهير مجددا للملاعب بعد حرمان استمر ثلاثة سنوات، ومع أول مباراة لفريق الزمالك ، لقي 22 مشجعا للزمالك مصرعهم، بستاد الدفاع الجوى إثر تدافع تسببت فيه الشرطة بسبب قنابلها المسيلة للدموع التى أطلقتها على بعض الجماهير أثناء قيامها بعملية تنظيم دخولهم لتأمين مباراة الزمالك وانبي، ليغلق الباب أمام عودة الجماهير.