أكد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني مساء اليوم الثلاثاء على أن الأردن قوي وصامد بثبات على مر العقود في وجه كل من راهن على سقوطه وأثبت أنه أقوى وأكبر من كل ضعاف النفوس الذين يتربصون به أية فرصة للهجوم عليه أو النيل منه بشتى الوسائل والسبل .. قائلا "إننا في كل مرة كنا على المحك خرجنا أقوى واليوم بالذات نحن أقوى من أي وقت مضى". وأضاف الملك عبدالله الثاني - في كلمة وجهها إلى الشعب الأردني عبر التلفزيون الرسمي ووزعها الديوان الملكي الهاشمي-"إننا نقف اليوم أقوياء بوحدتنا في محيط يموج بالصراعات والنزاعات الطائفية والعرقية وفوق كل ذلك الإرهاب"..منوها بأنه عند المحن تظهر أصالة المعادن ومعدن الأردنيين هو الأصفى والأبقى والأغلى وينصهر ويتحد في أتون الأزمات. وتابع العاهل الأردني "نحن نقف اليوم أمام المستقبل الذي نطمح إليه ونستحقه وليس المستقبل الظلامي الذي يسعى لفرضه من يمارس الإجرام والإرهاب ويدعي الإسلام والإيمان"..مشددا على أن الإسلام ليس أطيافا وألوانا أو تطرفا واعتدالا بل هو الجامع هو دين الحق والسلام وأما من خرج وقتل وعذب وانتهك الحرمات فأولئك أعداؤه وهو منهم براء. وشدد على أن قوة الأردن ودوره المحوري في المنطقة والعالم ليس صدفة بل هو من صنع الأيدي الأردنية المثابرة المبدعة التي وضعت المملكة على خارطة التميز والإنجاز ورفعت رايتها عاليا في مختلف الميادين..قائلا "إن الأردنيين بعقولهم المستنيرة ووعيهم الرافض لأن يكون أبناؤهم وبناتهم وقودا للأطماع والظلام والأجندات التي لا تمثل إنسانيتهم ، هم صمام الأمان وخط الدفاع الأول عن وطنهم. وأضاف "إن الأردن ينعم بمنجزات الأمن والأمان، الذي يعد أساس الحياة، ولا مساومة ولا تساهل في ذلك، فسيادة القانون عماد الدولة الآمنة التي نعيش فيها بكرامة متساوين في الحقوق والواجبات، والكل فيها مسئول، مواطنون ومؤسسات".. مؤكدا على أن ما فرضته السنوات القليلة الماضية على المنطقة من تحولات تاريخية وتحديات تواجه العالم بأكمله اليوم تضع الإنسانية كلها أمام امتحانها الأصعب. وتابع "إن أطياف الوطن كلها ملتفة حوله ، تلبي النداء مسلمون ومسيحيون، مواطنون من شتى المنابت والأصول، نعيش حياتنا معا مجتمعا متآخيا ومتراحما مثل العشيرة الواحدة نبني مستقبلنا بتحصين أجيالنا بفكر حضاري مستنير ضد الانغلاق والتعصب وتسليحهم بقيم المواطنة والمبادرة والطموح والتميز وحب العمل والإنجاز ونبذ مظاهر العنف، التي تجافي قيمنا وأخلاقنا وكل ما يمثلنا ، فجوهر عقيدتنا قدسية الحياة ، واحترام الذات والغير". وقال "نحن أردنيون وجيشنا عربي منذ أن وجد ، نفاخر بأننا حملنا العروبة أمانة وانتماء جيشا وشعبا ولم نهن يوما رغم ثقل ما نتحمل ، نحن لا نشكو بل نفاخر".. مؤكدا على أن الأردن هي أرض العزم وحمل راية الثورة العربية الكبرى كما حمل شرف مسئولية حماية القدس ومقدساتها وقضايا الأمة والإنسانية وقيم التسامح والوسطية. وأضاف "إن شهداءنا يشهد لهم التاريخ أنهم قضوا في سبيل الله دفاعا عن رسالة الإسلام، وثرى الأردن، وكرامة شعبه، وحلقوا عاليا رموزا لكل أردني، ونحن ماضون معا رغم كل التحديات لتعزيز مسيرتنا الديمقراطية وتنمية مجتمعاتنا وفي تعميق المواطنة الفاعلة على أساس العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص"..مؤكدا على أن عمان ضمت أبناء البلد الواحد وجمعت أحرار العرب فصارت موئلا ومقصدا لكل العرب. ونوه الملك عبدالله الثاني بأن الأردن احتضن الملهوفين والمظلومين وكان الحمى لهم وشاركهم كل ما لديه حين ضاقت عليهم أوطانهم وتركوها رغما عنهم .. داعيا الأردنيين والأردنيات إلى أن يرفعوا رؤوسهم عاليا لأن العالم كله يقف احتراما لهم ؛ لأنهم بنوا هذا البلد بأيديهم وكتبوا مجده وتاريخه ليكون عنوانا ناصعا للأمة وليكون صرحا في الإنجاز أمام العالم كله..قائلا "إن في كل أسرة أردنية معاذ نفاخر به".