المصريين دايما أهل خير وكرم ، فلم تتأثر موائد الرحمن بالغلاء الذي طال أسعار السلع الغذائية ، وظلت كما هي تستقبل الصائمين يوميا أمام المحلات الكبري والمساجد وفي الطرقات بين العمارات والمناطق الشعبية وفي الميادين المهمة في العاصمة والمحافظات لتظل واحدة من أهم معالم الشهر الكريم . وأعتادت منطقة " الصعايدة " بحي المطرية منذ سنوات إقامة أكبر مائدة إفطار تبدأ بعد اليوم الخامس عشر من شهر رمضان لإفطار سكان المنطقة كلها أغنياءها وفقراءها .
في شكل مختلف للترابط بين أبناء الحي الواحد بعد انتصاف الشهر تدب الحركة في شوارع الحي لتجهيز طعام المائدة مبكرا وتتسارع الحركة فى المنطقة، وتعلو أصوات أوانى الطهى ، وتتصارع رائحة طواجن اللحم لتطغى على حلَة " المحشى"، وتتزين الشوارع بصور إفطار السنوات السابقة بجوار زينة رمضان الذي اعتاد شباب الحي وضعها بالشوارع قبل شهر رمضان
بدأت هذه العادة لأهالى حى المطرية منذ خمس سنوات سابقة ،وقال مصطفى الروبى آحد شباب المنطقة إن أهالى المنطقة قاموا بتنفيذ الفكرة لتخطى الحواجز بين الناس وبث روح المشاركة والحث على سريان الروح الطيبة بين السكان ويشاركوا على مائدة أفطار واحدة .
وقال أن التجهيز لهذة المائدة يتم قبل رمضان بشهرين على الأقل للقيام بها في الموعد والذي تم اختياره بالتساور مع عائلات الحي وترك الاسبوعين الأول لرمضان لعزومات والولائم العائلية ونبدا في النصف الثاني من الشهر في التجمع علي مائدة واحدة.
وأشار إلي إن كل أهل الحي يتكاتفون لتنفيذ مهمة المائدة فتري طبيب من أهل الحي يقوم بتنظيف الشارع ومهندس يقوم بغسل الأواني بعد الإفطار وتجهيزها لليوم التالي و أمهاتنا و أخواتنا البنات يقمن بتجهيز طعام الإفطار ،وهناك مهام محددة لكل شاب وطفل وكل أسرة في المنطقة ، وشراء المستلزمات بالجهود الذاتية لأهالي المنطقة من الأغنياء والفقراء ايضا ،ومنذ خمس سنوات بدأنا بمائدة طولها 20 وكانت مقتصرة على شباب المنطقة فقط وحاليا أصبحت 150 متر وكل عام في زيادة مستمرة ، ونقدم الإفطار يوميا لحوالي 1500 شخص ، وبدأنا هذا العام في استقبال صائمين من المناطق المجاورة ونأمل من وراء هذا العمل لبث روح المشاركة والتعاون واللمة بين المصريين ونشر الفكرة في كل المناطق .
