«شجرة الدم والكحريتة والبقرة المباركة»..خرافات المصريين لعلاج الأمراض في 2017

لازال هوس الخرافات يحكم الشعب المصري رغم التقدم العلمي الكبير الذي وصل له العالم في 2017 ، لتظل صاحبة الكلمة العليا، وما بين شجرة نبق أطلق عليها شجرة الدم لأنها تنتج مادة حمراء اللون يتردد أنها تشفى من كل الأمراض الجلدية، إلى منطقة أخرى تشفى أمراض الغضروف وتساعد السيدات على الإنجاب، وبقرة أطلق عليها البقرة المباركة لأن حليبها يشفى من فيروس سي.

في قنا وتحديدا في مركز دشنا وبجوار ضريح الشيخ نصر الدين توجد شجرة نبق قديمة يتمسح بها الأهالي كل جمعة واثنين من كل أسبوع وهذه الشجرة تفرز مادة حمراء يقال أنها تشفى من الأمراض الجلدية وتساعد الأطفال الغير قادرين على السير للسير السريع وتساعد السيدات الذين تأخر إنجابهن لسرعة الإنجاب.

ويقول سعيد نصر الدين من أهالي دشنا أن تاريخ زراعة الشجرة المباركة أو شجرة الدم يعود إلى 860ه، حيث نزح العارف بالله نصر الدين بن السيد جمال الدين الأسنوي إلى مدينة دشنا، واستقر بنجع الأشراف بقرية الخولي ويرجع نسبه إلى الإمام الحسين رضي الله عنه وأن الشجرة تنزف دماً يوم الجمعة والخميس من كل أسبوع حزنا على موت هذا الولي.

الشجرة التي تمت زراعتها منذ مئات السنين، أفرزت مادة حمراء غريبة يشبه لونها الدم، بعد موت صاحبها، والغريب أن هذه الشجرة لا تفرز تلك المادة أو «الدم» على حد تسمية الناس لها، إلا في يوم الجمعة،ويقال إنه اليوم الذي توفي فيه العارف بالله نصر الدين، وكأن الشجرة تنزف هذا «الدم» حزنا على وفاته، ومع مرور الأيام زاد توافد الناس من كل القرى لزيارة المقام والشجرة.

من جانبه قال الدكتور محمد كامل أستاذ النباتات بجامعة جنوب الوادي :«هذه خرافات وما تفرزه الشجرة من مادة حمراء هو مادة نتيجة كبر عمر الشجرة وأنهم قاموا بتحليل هذه المادة في كلية الزراعة وتبين أنها صبغة حمراء وأن ما يتردد أنها تعالج الأمراض الجلدية هي إيحاءات نفسية.»

فيما قالت الدكتورة تغريد حسن استشاري الأمراض الجلدية أن الأمراض الجلدية مرض واسع ومتشعب فهناك أمراض جلدية نتيجة بكتريا وأخرى نتيجة فيروسات وأخرى بسبب هيرومانت في الجسم فلا يوجد مادة واحدة قادرة على علاج كل الأمراض الجلدية وأنه علينا تحليل هذه الشجرة وما تنتجه من إفرازات.

وفي سوهاج ذاع صيت مقابر قرية بنى حميد، حيث تقول الخرافات أن أرضها طاهرة تشفي من كل الأمراض خاصة أمراض الغضروف بمجرد النوم على أرضها وهو ما يطلق علية «الكحرتة» ،كما أذيع أن «الكحرتة» تساعد السيدات على الإنجاب وعلاج العقم ويعيد الأهالي تفسير هذه الظاهرة وانتشار صيتها إلى أن هذه الأرض التي يطلق عليها الكحريتة تقع وسط مقامات عديدة لأولياء الله الصالحين وأن الشفاء بأمر الله وببركته.

من جانبه يقول سيد حسن :«هذه الأرض مباركه وذيع صيتها وأن العديد من السيدات كن يعانين من عدم الإنجاب حتى جائوا إلى هنا وقاموا بالكحرتة كما أن الكحرتة تساعد على علاج الم الظهر خاصة الغضروف»

ويقول حسين سليمان أنه جاء إلى هذا المكان من أجل العلاج من الغضروف وألم الظهر وأنه بمجرد أن نام على الأرض ودار حول نفسه وشعر بتحسن»

وفي السياق ذاته أكد الدكتور حاتم الصغير أخصائي تساء وتوليد بمستشفى البلينا فئ سوهاج أن «الكحريتة» انتشر صيتها بسبب ما يقال أنها تساعد السيدات على الإنجاب، قائلا:« بالفعل هناك أربع سيدات كانوا بيتعالجوا عندى وحملوا عقب ذهابهن إلى «الكحريتة» ولكن هناك العشرات والعشرات لم يحملوا رغم ذهابهن إلى هناك»


أم المنيا فذاع صيت بقرة بقرية بنى حميد، حيث أشيع أن لبنها يشفي من فيروس سي، حيث قال السيد جمعة صاحب البقرة أن هذه البقرة تنتج لبن دون ولادة أو حمل وهذه ظاهرة نادرة في الأبقار، كما أنه تم اكتشاف أن لبن هذه البقرة يشفى من فيرس سي وأن هذا مثبت بالتحاليل الطبية وأنه نتيجة ثقة الناس في هذا فإن نسب الإقبال على تناول لبن البقرة في تزايد وحجم الذين يطلبون لبن البقرة يصل إلى 200 شخص في اليوم وأنه نظم قائمة انتظار للراغبين في تناول لبن البقرة لأن لبن البقرة يكفى من 20 إلى 25 شخص وأن كل من تناول لبن البقرة شفى من فيرس سي وأن المريض يحتاج ثلاث جلسات فقط في الأسبوع وأنه يقوم بتقديم اللبن مجانا دون أن يتقاضى أى أجر.

ومن ناحيته يقول الدكتور هشام الخياط أستاذ أمراض الكبد:« كل هذه خرافات وخزعبلات لا يجب الالتفات إليها فبالطبع لا يوجد لبن يشفي من فيروس سي وهذا الشخص الذي يردد أن لبن البقرة يشفي من الفيروس علية أن يسكت لأن ما يقولة ليس له بالعلم في شئ وقد يكون له أغراض مثل بيع أكبر كمية من اللبن أو أنه يصل بسعرهذه البقرة لسعر خيالى عند بيعه.»