فسرت القوى السياسية تصريحات الرئيس السيسى خطأ حيث فسرها البعض أنها دعوة إلى تجميع كل الأحزاب السياسية فى مصر بقائمة واحدة كما كان يريد حزب الوفد تشكيلها وفرح آخرون: كل تيار يقوم بتجميع قائمة كما ظهرت الأيام الماضية قائمة فى «حب مصر» وقائمة الوفد المصرى، والصحوة المصرية و«القائمة الوطنية» التى يقوم بتشكلها كمال الجنزورى رئيس الوزراء الأسبق. فأصبحت الساحة السياسية متخمة بالتحالفات الانتخابية التى يراها عدد من السياسيين تضر أكثر مما تنفع لافتين إلى أنها ستنتهى إلى تفتت الأصوات. ومن جانبه قال الدكتور حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية إن المشهد السياسى مرتبك والتخبط يسيطر على الجميع ولا يوجد حتى الآن قائمة واضحة تضم عددا كبيرا من الشخصيات المرحب بها سياسيا فكل فصل يشكل قائمة بعضها محسوب على الحزب الوطنى والبعض الآخر محسوب على رجال الأعمال وأصحاب المليارات. وأشار إلى أن محاولات البعض بتشكيل قائمة موحدة يعد نوعًا من أنواع العبث السياسى فى ظل أن كل القوائم الموجودة حاليا لا يوجد بها شخصيات لديها خبرة سياسية أو تستطيع كسب ثقة الناخب. وأشار نافعة إلى أن تأخر الأحزاب فى الإعلان عن أسماء مرشحيها فى القوائم الانتخابية يعكس العجز والتخبط الذى يسطر على هذه الأحزاب الضعيفة، لافتاً إلي أن ضعف الأحزاب وعدم وجود مرشحين لديهم شعبية وقدرة على حصد أصوات الناخبين ، جعل الأحزاب ليس لديها أى قدرة على المنافسة على المقاعد الفردية لذلك تضطر إلى المنافسة على 20% فقط من عدد المقاعد وتجاهل النسبة الاكبر من عدد المقاعد الفردية الذى يقدر ب 80% من مقاعد البرلمان القادم. فيما قال الدكتور وحيد عبد المجيد إن البرلمان القادم له طبيعة خاصة سواء من حيث الفترة السياسية التى تمر بها الدولة المصرية او من حيث السلطات التى يمتلكها هذا البرلمان بالاضافة إلى قانون تنظيم الانتخابات الذى سيؤدى إلى برلمان مفكك، مشيرا إلى أنه لن يحصل فصيل سياسى على نصيب الأغلبية نظرا لضعف الأحزاب وعدم قدرتها على المنافسة بجانب أن زمن حزب الأغلبية لن يرجع. وأضاف أن نسبة الأحزاب السياسية فى هذا البرلمان لن تتعدى 30% بجانب انه سيكلف مليارات الجنيهات دون فائدة حقيقية من هذا البرلمان فالصراع الذى يسيطر على القوى السياسية سينتج عنه نواب ليس لديهم معرفة بقيمة المهام التى تنظر هذا البرلمان من نصوص تشريعية وتشكيل حكومة ومحاسبة رئيس الجمهورية فكل الأحزاب حاليا تتسابق فى نيل رضى رئيس الجمهورية ومن الطبيعى أن ينتج عن هذه الأحزاب مرشحون يؤيدون نفس الفكر، بجانب أن البحث عن المصلحة الشخصية والمصلحة الحزبية هى السبب الأول فى ارتباك الأحزاب والقوى السياسية التى لم يحدد عدد كبير منهم موقفه الرسمى من خوض الانتخابات.