أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي، أن اضطلاع الدولة بإقامة مشروعات ضخمة يهدف لتلبية احتياجات الشعب بالرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة، وهو الوضع الذي دفعنا لمواجهة مصيرنا باتخاذ قرارات اقتصادية جريئة تهدف لعلاج الاختلالات الهيكلية للاقتصاد المصري وإيقاف التآكل المستمر في ميزانية الدولة لزيادة وتطوير الإنفاق العام على الصحة والتعليم والمرافق والبنية التحتية. وشدد الرئيس السيسي، خلال افتتاحه اليوم الخميس، عددا من المشروعات القومية في مجالات الطرق والإسكان والمياه، على ثقته في أننا جميعًا قادرون على وضع مصر في المكان الذي تستحقه. وأكد الرئيس التزام الدولة بتحمل فروق الأسعار الناتجة عن سعر الصرف في إطار حرصها على تخفيف العبء على المواطنين، ولاسيما محدودي الدخل، نتيجة القرارات الاقتصادية الأخيرة، فيما يخص توفير الوحدات السكنية بمشروعات الإسكان. وقام الدكتور مصطفى مدبولي وزير الإسكان، والدكتور جلال السعيد وزير النقل، واللواء كامل الوزيري رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بعرض ما تم إنجازه من مشروعات خلال الفترة الماضية. واستعرض وزير الإسكان أهم المشروعات التي تنفذها الوزارة للمساهمة في تحقيق العدالة الاجتماعية وتوفير المسكن الملائم لجميع فئات المجتمع من خلال مشروعات الاسكان الاجتماعي والمتوسط في المحافظات المختلفة. وأوضح الدكتور مصطفى مدبولي، أنه تم التخطيط لتنفيذ 490 ألف وحدة سكنية، حيث تم الانتهاء من 194 ألف وحدة منها، وجارى تنفيذ 296 ألف وحدة مخطط الانتهاء من تنفيذها خلال عام 2017، وتم طرح 82 ألف وحدة سكنية جديدة، منها 34 ألف وحدة بالمدن الجديدة و48 ألف وحدة بالمحافظات، موضحًا أن معدلات تنفيذ مشروعات الإسكان غير مسبوقة ولم تشهدها مصر خلال الأربعين عامًا الماضية. وأكد مدبولي، تنفيذ تعليمات الرئيس بتوفير وحدات سكنية لكل من تقدم وتنطبق عليه الشروط، مشيرًا إلى المحاور الجديدة للتسهيلات في الحجز والتعاقد التي أقرتها الحكومة بالتنسيق مع البنك المركزي، وما يواجه المشروع من تحديات من خلال فروق الأسعار الناتجة عن سعر الصرف والضريبة المضافة وتعويضات المقاولين، كما استعرض مشروعات تطوير المناطق العشوائية في المحافظات المختلفة. فيما أكد الرئيس السيسي ضرورة الانتهاء من تطوير العشوائيات وتحويلها لمناطق آمنة بحلول منتصف 2018، وشدد على أن العمل والنجاح الذي يتحقق في ملف تطوير المناطق غير الآمنة يؤكد للشعب المصري أن جميع الأزمات والمشكلات يمكن حلها عن طريق الإرادة والعمل، وأن مواجهة الإرهاب تتطلب بجانب الجهد الأمني والعسكري تغييرًا لحياة الناس إلى الأفضل وتطويرًا لمستوى معيشتهم، خاصة فيما يتعلق بالفئات الأكثر احتياجًا. وفي مجال تطوير الطاقات الإنتاجية لمشروعات مياه الشرب والصرف الصحي، أوضح وزير الاسكان أنه تمت إضافة 6 ملايين م3يوم، ومعالجة مليوني م3 يوم من مياه الصرف الصحي خلال الفترة من 2014 إلى 2016 بقيمة حوالي 29 مليار جنيه، وتم الانتهاء من 424 مشروع مياه شرب وصرف صحي، منها 136 مشروع لمياه الشرب لخدمة 13.5 مليون نسمة، و61 مشروع صرف صحي داخل 227 قرية. كما استعرض وزير الإسكان مشروعات إقامة تجمعات عمرانية في غرب النيل بكل من بني سويف والمنيا وأسيوط وقنا في ضوء شبكات الطرق والمحاور القومية الجديدة، وتم عرض فيلم تسجيلي لمخطط انشاء مدينة "ناصر" غرب النيل بمحافظة اسيوط لتكون متكاملة المرافق والخدمات. ووجه الرئيس في هذا الإطار بضرورة ربط المدن الجديدة بالصعيد من خلال شبكة طرق، وبناء كبارى تربط بين شرق وغرب النيل، كما أكد الرئيس ضرورة تسلم المواطنين للتراخيص الكاملة عند تسلمهم قطع الأراضي المخصصة لهم، وشدد على دور هيئة الرقابة الإدارية في الإشراف على جميع المشروعات قبل إنشائها بما يضمن عدم وجود مخالفات من أي نوع والتأكد من سلامة جميع الإجراءات القانونية والمالية المتعلقة بتلك المشروعات. ووجه السيسي بقيام مساعد رئيس الجمهورية للمشروعات القومية والاستراتيجية بمراجعة الموقف بالنسبة للأراضي الصحراوية الواقعة بعمق كيلومترين على جانبي الطرق الجديدة. بدوره، استعرض الدكتور جلال مصطفى سعيد، وزير النقل، جهود الوزارة في تنفيذ المشروع القومي للطرق وتطوير شبكتها الرئيسية وكذلك مشروعات الكبارى أعلي النيل وفروعه. وشدد الرئيس على ضرورة توفير كافة الخدمات على الطرق الجديدة التي يتم افتتاحها، وخاصة تكثيف التواجد الأمني ومحطات الخدمة والرسوم، مشيرًا إلى أن تحصيل الرسوم على الطرق الجديدة لا يهدف للربح وإنما لصيانة هذه الطرق بهدف الحفاظ عليها في حالة جيدة باستمرار. فيما عرض اللواء كامل الوزيري رئيس الهيئة الهندسية إسهامات القوات المسلحة في دعم قطاعات الدولة في مجالات التنمية الشاملة من خلال تنفيذ العديد من المشروعات في مجالات الطرق والكباري والاسكان وتحلية المياه في مختلف المحافظات، وذلك بالتعاون مع أكثر من ألف ومائة شركة مصرية وطنية تستخدم عمالة مباشرة وغير مباشرة تقدر بأكثر من مليوني مهندس وفني وعامل. واستفسر الرئيس السيسي من رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة عن ترميم الكنيسة البطرسية بالعباسية بعد الحادث الإرهابي الذي تعرضت له يوم الأحد الماضي، وأكد رئيس الهيئة الهندسية أن أعمال الترميم تجري على قدم وساق، وأنه سيتم الانتهاء من هذه الأعمال خلال 15 يومًا، وشدد الرئيس على ضرورة أن يتم تسليم الكنيسة قبل احتفالات عيد الميلاد المجيد في 7 يناير 2017. يشار إلى أن المشروعات التي تم افتتاحها اليوم على رأسها محور روض الفرج-الضبعة، وهو أحد المشروعات العملاقة التي تنفذها الدولة، حيث يهدف إلى ربط محافظة القاهرة بمحافظة مطروح، ويساهم في تسهيل عبور الناقلات والمواطنين وخلق مناطق تنمية واستثمار وتقليل زمن الرحلات، وسيكون جزءًا من محور الزعفرانة-مطروح الذي يربط بين البحر الأحمر والبحر المتوسط. كما افتتح السيد الرئيس عن طريق الفيديو كونفرانس مشروع الاسكان الاجتماعي بمدينة سفاجا، ومشروع مياه الصرف الصحي بالقصاصين في الإسماعيلية، ومحطة تحلية المياه في مطروح، بالإضافة إلى عدد كبير من مشروعات الطرق والكباري في مختلف أنحاء الجمهورية. وقام الرئيس السيسي بجولة تفقدية شملت المنطقة الادارية لمحور روض الفرج التي تشتمل على بوابة للطريق تتكون من 14 حارة مرورية لكل اتجاه ومهبط للإغاثة والإسعاف الطائر ومنشآت إدارية وخدمية. حضر الافتتاح المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء والفريق أول صدقي صبحي القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي والمهندس إبراهيم محلب مستشار رئيس الجمهورية للمشروعات وعدد من الوزراء والمحافظين والفريق محمود حجازي رئيس أركان حرب القوات المسلحة وقادة الافرع الرئيسية وكبار قادة القوات المسلحة وعدد من الشخصيات العامة والإعلاميين وطلبة الجامعات وشباب الخريجين.