تستعيد مجلة "الهلال" مشهد ما قبل وعد بلفور في مصر ودولة الخلافة ، حيث تقدم في عددها لشهر نوفمبر المقبل استعراضا للمشهد العربي والدولي، وخصوصا في مصر الواقعة تحت الاحتلال البريطاني آنذاك وفلسطين والدولة العثمانية قبل وعد صدور وعد بلفور الذي صار جواز مرور الصهاينة إلى تأسيس دولة في فلسطين برعاية بريطانيا. في الافتتاحية يقول رئيس التحرير سعد القرش إن ملف هذا العدد يستهدف إنعاش الذاكرة وترميمها، لافتا إلى أن أغلب الذكريات السيئة التي لازمت القضية الفلسطينية تصادف وقوعها في هذا الشهر، ففي 2 نوفمبر 1917 صدر وعد بلفور الذي كان تتويجا لسلسلة مخططات استهدفت تصدير المشكلة اليهودية من أوروبا إلى فلسطين، وزرعها في قلب العالم العربي. وتولت بريطانيا تشجيع وتنظيم عمليات الهجرة، إلى أن أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة، في 29 نوفمبر 1947، قرار تقسيم فلسطين بين أصحابها وإسرائيل، وفي ذلك الوقت كان عدد اليهود في فلسطين، رغم موجات الهجرة، أقل من ربع عدد السكان، وكانوا يحوزون أقل من سبعة بالمئة من أراضي فلسطين. وفي العدد كتبت شذى يحيى تحت عنوان "خطة بريطانيا لإقامة دولة يهودية في فلسطين منتصف القرن التاسع عشر"، وتقصت بيسان عدوان وسائل المقاومة الفلسطينية للاستيطان الصهيوني، وتساءل تحسين يقين: "ماذا لو لم يكن هناك وعد بلفور؟"، أما "العقيدتان الإسرائيلية والعربية في الصراع" فهو عنوان الدكتور عبد الخالق عبدالله جبة، وفي الفنون تكتب الدكتورة رانيا يحيى عن خرافة الموسيقى اليهودية ودور إسرائيل في السطو على التراث العربي والفلسطيني تحديدا، كما يكتب المخرج فايق جراده عن السينما كأبرز روافد الثقافة الفلسطينية قبل نكبة 1948. ويكتب مجدي عثمان عن التشكيلي الفلسطيني إسماعيل شموط وتصريحه بأنه لا مستقبل لإسرائيل. وفي العدد أيضا، يقدم يسري حسان تحليلا لعرض "الأم شجاعة" الذي يراه انحرافا عن منهج بريخت ورؤيته، ويستعرض الدكتور نبيل حنفي محمود جهود رياض السنباطي في تلحين قصائد لمنافسات أم كلثوم. ويكفي عنوان مقال د. عمرو دوارة "مهرجان المسرح المعاصر والتجريبي والعشوائي"، دلالة على الدورة الأخيرة للمهرجان، وتكتب لمى طيارة عن أبرز ملامح مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط. وفي وداع الشاعر فاروق شوشة والفنان جمال قطب يكتب فولاذ عبد الله الأنور ومحمد رضوان، أما شوقي عبد الحميد فيستعرض إنجازات الكاتب المصري خيري عبد الجواد في القصة والرواية طارحا سؤال: ماذا يبقى منه؟ وتناقش الناقدة والتشكيلية السورية هوازن خداج دور مفهوم البيعة في قتل الإبداع وترسيخ الأمية البصرية، ويكتب محمود قرني عن "خطاب النخبة وأوهام الدولة الأخلاقية". وفي ذكرى رحيل عبد الرحمن الخميسي يخصص العدد محورا عن أبرز ملامح سيرته الإنسانية والإبداعية يشارك فيه كل من أحمد الخميسي والكاتب التونسي حسن أحمد جغام، وتنشر المجلة قصة الخميسي "حضرة المحترم مفتش الحركة"، ويكتب عاصم عبد المحسن عن أبرز المهن والحرف التي اختفت، كما اندثر ما كان يتعلق بها من أدوات وكلمات في طريقها للزوال أيضا.