سيطرت قوات الحكومة السورية على منطقة تسيطر عليها المعارضة على مشارف حلب السبت لتحكم الحصار على المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في المدينة الواقعة بشمال البلاد فيما وصفه السكان بانه اشد قصف جوي في الحرب الاهلية المستعرة منذ خمس سنوات ونصف السنة. وجاء التقدم الحكومي الجديد فيما قالت الاممالمتحدة إن نحو مليوني نسمة في حلب، اكبر مدن سوريا التي كانت يوما المركز التجاري للبلاد، ليس بها مياه في اعقاب التصعيد في القتال خلال الايام القليلة الماضية. وسيطرت القوات الحكومية على مخيم حندرات للاجئين الفلسطينيين الذي تسيطر عليه المعارضة فيما قصفت الطائرات الضواحي الشرقية التي تسيطر عيلها المعارضة من حلب لتقتل 32 شخصا على الاقل، وفقا لما ذكره المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره بريطانيا. وقالت لجان التنسيق المحلية وهي جماعة نشطاء اخرى ان 49 شخصا قتلوا اليوم السبت فقط. وقال المرصد ان عدد القتلى في حلب من المتوقع ان يرتفع حيث ان الكثير من الجرحى في حالة حرجة ومازال عمال الانقاذ يحفرون في الانقاض. وقال السكان ان القصف الاخير هو الاسوأ الذي شهدوه منذ سيطرت المعارضة على اجزاء من المدينة في عام 2012. وذكر نشطاء ووقع العشرات من الضربات الجوية أمس الجمعة فقط. وقال محمد ابو جعفر وهو خبير في الطب العدلي في المدينة "منذ بدء الازمة، لم تتعرض حلب لمثل تلك الحملة الخبيثة. ان حلب تمحي. لم نشهد هذا القصف على مدار ست سنوات، سواء بالمدفعية او الطائرات الحربية او منصات اطلاق الصواريخ العديدة". وعلى مدار ايام، تظهر لقطات فيديو وصور من شرق حلب مبان مدمرة ومسعفين ينتشلون جثثا من الانقاض. ويتدفق المصابون على المستشفيات حيث يتم علاج الكثير منهم على الارض بسبب الافتقار الى محفات. وفي ضاحية بسان القصر التي تسيطر عليها المعارضة، قتلت القنابل العنقودية 13 شخصا واصابت 150 بجروح وفقا لما ذكره ابراهيم الحاج وهو عامل انقاذ يعمل مع هيئة الدفاع المدني السوري، المعروفة باسم "الخوذ البيضاء". وقال التلفزيون الحكومي السوري ان المسلحين قصفوا ضاحية الصالحية التي تسيطر عليها القوات الحكومية لتقتل خمسة اشخاص. وقال المرصد ان المسلحين قصفوا معقل مصياف الذي يقطنه عدد كبير من الطائفة العلوية، التي ينتمى اليها الرئيس السوري بشار الاسد، والتي نجت من العنف الى حد كبير حتى الان. ونقل عن مسؤول عسكري سوري لم يرد اسمه قوله في وسائل اعلام حكومية امس الجمعة ان الضربات الجوية والقصف في حلب سوف يستمران لفترة طويلة وإن القوات الحكومية سوف تشن هجوما بريا على المناطق التي يسيطر عليها المعارضة. سقوط حندرات في ايدي القوات السورية مع المقاتلين الفلسطينيين الموالين للحكومة يبعد مقاتلي المعارضة عن طريق الكاستيلو وهو شريان رئيسي يؤدي الى المناطق التي تسيطر عليها المعارضة من المدينة. وقال ياسين ابو رعد وهو ناشط من المعارضة مقره محافظة حلب للاسوشيتد برس "اصبح فك الحصار من خلال طريق الكاستيلو صعبا للغاية". ونقل التلفزيون السوري الحكومي عن مسؤول عسكري سوري لم تحدد هويته تأكيده ان حندرات تمت السيطرة عليه وان العديد من المسلحين قتلوا. وقال ان الخبراء يزيلون المتفجرات من المنطقة. وشهد المخيم الذي يعد خاليا تقريبا ومدمرا الى حد كبير، قتالا عنيفا وقصفا شديدا خلال السنوات الاخيرة. وتناوبت القوات الحكومية وقوات المعارضة السيطرة عليه في الماضي عدة مرات. وادان الائتلاف الوطني السوري ومقره تركيا الهجوم على حلب ووصفه بانه "جريمة مجنونة يقودها نظام الاسد والاحتلال الروسي". واضاف "الحملة الاجرامية تهدف الى تسوية حسابات دولية على حساب الدماء السورية". ويأتي التقدم فيما فشل الدبلوماسيون في نيويورك في انقاذ وقف لإطلاق النار استمر نحو اسبوع، قبل ان يحل محله ما يقول السكان والنشطاء انه مستوى جديد من العنف. والقصف الذي بدأ يشتد في وقت متأخر من يوم الاربعاء يعد غير مسبوق حيث استهدف المناطق السكنية والبنية التحتية ومراكز الدفاع المدني. وقال دبلوماسي غربي كان يتحدث الى مجموعة من الصحفيين في بيروت انه على الرغم من موجات الغارات، فان الاجزاء التي تسيطر عيلها لمعارضة في حلب من غير المتوقع ان تسقط في وقت قريب. وقال الدبلوماسي في اشارة الى المناطق التي تسيطر عليها المعارضة "اقول انه يبدو محتملا الى حد كبير ان تكون هناك هزيمة سريعة في شرق حلب. الطريقة الوحيدة للسيطرة عليها هي ارتكاب فظائع وحشية سيكون لها صداها لأجيال". واضاف "ستكون بالقطع مادة للاساطير والتاريخ". وتحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لانه ليس مسوحا له بالتحدث الى وسائل الاعلام. وكانت حلب هي محو القتال خلال الاشهر الاخيرة. ويه المنطق الحصرية الكبرى الاخيرة التي تسيطر عليها المعارضة، وستمثل هزمة المعارضة هناك نقطة تحول كبرى في الصراع، الذي قتل فيه اكثر من 300 الف ونزح من جرائه نصف سكان البلاد من ديارهم. وتدهورت اوضاع المعيشة في المناطق الشرقية التي تعاني بالفعل الى حد كبير. وقالت هناء سنجر، ممثلة منظمة اليونيسيف في سوريا، إن الهجمات المكثفة تسببت في تدمير محطة مياه حي "باب النيرب" التي تزود نحو 250 ألف شخص بالمياه في المناطق الشرقية من المدينة التي تسيطر عليها المعارضة. وقالت إنه انتقاما لذلك، تم تعطيل محطة "سليمان الحلبي"، الواقعة شرق المدينة أيضا، ما تسبب في قطع المياه عن 1.5 مليون شخص في مناطق تسيطر عليها الحكومة غربي المدينة. وحذرت في بيان رسمي مساء أمس الجمعة أن "حرمان الأطفال من الماء يعرضهم لخطر تفشي أمراض كارثية تنقل عن طريق المياه."