وقعت الحكومة الإيطالية اليوم، ممثلةً في سفير إيطاليا لدى مصر، كلاوديو باسيفيكو، وبرنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة، ويمثله المدير القطري لبرنامج الأغذية العالمي، جان بياترو بوردينيو، في حضور معالي وزير التموين والتجارة الداخلية، الدكتور جوده عبد الخالق، على اتفاق لشراء ما قيمته 2 مليون يورو (حوالي 2.6 مليون دولار أمريكي) من المواد الغذائية لدعم نظام شبكة الأمن الغذائي المصري. ومن خلال الدعم المالي المقدم من برنامج التعاون الإنمائي الإيطالي، سوف يقوم برنامج الأغذية العالمي بشراء حوالي 1100 طن من السكر من السوق الدولية، ونحو 1000 طن من الزيوت النباتية المعززة بالفيتامينات من السوق المحلية، لتسليمها إلى وزارة التموين والتجارة الداخلية المصرية لتوزيعها على حوالي 600 ألف شخص من المستفيدين في محافظة بني سويف، وهي إحدى أكثر المحافظات التي تواجه مخاطر انعدام الأمن الغذائي في مصر. باسيفيكو: "هذا التدخل يشهد ليس فقط على شراكة طويلة الأمد بين الحكومة الايطالية وبرنامج الأغذية العالمي، وإنما يعبر أيضاً عن العلاقات الخاصة والعميقة التي تربط بين إيطاليا ومصر. لا تزال ايطاليا تقف بجانب مصر في المرحلة الانتقالية، وتدعم جهودها نحو تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة، فضلاً عن الاستجابة لاحتياجاتها الأكثر إلحاحاً، ويرجع ذلك أيضاً للوجود الدائم والحيوي لبرنامج التعاون الإيطالي في البلاد." وأضاف: "سوف يساعد هذا البرنامج على تحسين سبل كسب الرزق للفئات الأقل حظاً في مصر، وتحديداً في محافظة بني سويف، التي تضررت بشدة جراء الحالة الاقتصادية والاجتماعية الراهنة". كان نظام الدعم الغذائي يمثل شريان الحياة لنحو 64 مليون مصري ممن يحصلون على السلع الغذائية الأساسية من خلال البطاقات التموينية. وقال جان بياترو بوردينيو، ممثل برنامج الأغذية العالمي في مصر، "هذه العملية الثنائية التي يقدمها برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة، هي خطوة أخرى هامة على طريق التعاون الطويل بين الحكومة الايطالية وبرنامج الأغذية العالمي على الصعيد العالمي. في مصر، يعتمد مشروع التغذية المدرسية الذي يدعمه برنامج الأغذية العالمي أساساً على الموارد التي يتم توفيرها من خلال الآلية المبتكرة لمقايضة الدين من أجل التنمية التي أنشأتها الحكومتان المصرية والإيطالية، والتي انتهت مرحلتها الأولى بنهاية عام 2006. وفي المرحلة الثانية والحالية التي تُنفذ في محافظات بني سويف والمنيا والفيوم سوف تصل القيمة الإجمالية للتمويل من خلال آلية مقايضة الدين من أجل التنمية إلى أكثر من 15 مليون دولار، وتهدف إلى تمكين أكثر من 185 ألفاً من أكثر الأطفال فقراً من الحصول على التعليم الأساسي وتحسين الأحوال الصحية لهم ولنحو 98500 من أفراد أسرهم وذلك من خلال دعم الأمن الغذائي لتلك الأسر ". كان قد كشف تقرير أصدره برنامج الأغذية العالمي في العام الماضي واستند إلى بيانات الحكومة لعام 2009، أن محافظات صعيد مصر، بما فيها بني سويف والفيوم، معرضة لخطر كبير من انعدام الأمن الغذائي بسبب وضعها الاقتصادي الهش. مصر هي أكبر مستورد للقمح في العالم، وتستورد ما يزيد على 50 في المائة من استهلاكها المحلي. ويذهب معظم القمح إلى توفير "الخبز البلدي" المدعم، وهو السلعة الغذائية الرئيسية لغالبية المصريين الذين يعيش 40 في المائة منهم على أقل من دولارين في اليوم. وتعكف وزارة التموين وبرنامج الأغذية العالمي حالياً على إعداد مشروع مبتكر للمخبز النموذجي لإقامته في محافظة القليوبية بهدف رفع كفاءة صناعة الخبز البلدي وضمان جدوى تكلفة هذه الصناعة. وسيتم تمويل مشروع "المخبز النموذجي" مرةً أخرى من خلال الآلية المبتكرة الإيطالية-المصرية لمقايضة الدين من أجل التنمية. ويستفيد حالياً أكثر من 685 ألف شخص في مصر من مساعدات برنامج الأغذية العالمي من خلال برامجه التي تهدف إلى تحسين أوضاع الأمن الغذائي ومستوى التغذية الصحية من خلال مكافحة الجوع على المدى القصير والقضاء على عمالة الأطفال عن طريق التعليم، والعمل على تحسين التغذية من خلال تعزيز المواد الغذائية الأساسية بالفيتامينات في جميع أنحاء البلاد، ودعم الفئات المتضررة باستخدام الغذاء كوسيلة لبناء الأصول، بالإضافة إلى تنفيذ أنشطة تنموية أخرى