وصل وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، اليوم الأحد، إلى الصين لإجراء محادثات سنوية حول توترات قديمة وجديدة بشأن بحر الصين الجنوبي، ومن المتوقع أن تلقي بظلالها على الجولة الأخيرة من المشاورات الرفيعة المستوى قبل انتهاء ولاية الرئيس الأمريكي باراك أوباما - حسبما أفادت صحيفة (وول ستريت جورنال) الأمريكية. وذكرت الصحيفة، عبر موقعها الإلكتروني، أن الحوار الاستراتيجي والاقتصادي السنوي بين الصين والولايات المتحدة، والذي يستمر لثلاثة أيام، يجذب مئات المسؤولين الأمريكيين والصينيين من مجموعة متنوعة من المؤسسات، على أن يرأس كيري ووزير الخزانة الأمريكي جاك ليو الجانب الأمريكي، فيما يقود عضو مجلس الدولة يانج جيه تشي ونائب رئيس الوزراء وانج يانج الجانب الصيني. وأوضحت أن الهدف وراء هذه المحادثات السنوية، التي أطلقها أوباما عام 2009، هو محاولة لإيجاد أرضية مشتركة حتى في ظل صراع القوى العظمى حول الأمن البحري والإلكتروني، فضلا عن مجموعة من القضايا الاقتصادية. وتوقعت الصحيفة الأمريكية أن تلقي المطالبات المتنازع عليها في بحر الصين الجنوبي بظلالها على مناقشات الأمن، بالتزامن مع انتهاج بكين سلسلة من مشاريع استصلاح كبيرة في الجزر والشعاب المرجانية المتنازع عليها، حيث تزعم كل من بروناي وماليزيا والفلبين وتايوان وفيتنام أحقيتها في جزء من هذه الجزر. وتصف وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) استصلاح الصين لأكثر من 3200 فدان من الأراضي على مدى العامين الماضيين في أجزاء من بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه بأنه "قسري"، ويهدف إلى تعزيز مصالحها في فيما هي متوقفة عن إثارة الحرب لفترة قصيرة فقط. وذكرت أن مسؤولين أمريكيين قلقون الآن من أن تقيم الصين منطقة للدفاع الجوي فوق بحر الصين الجنوبي لتقييد الرحلات الجوية لدول أخرى. وقال كيري -قبل أن يتوجه إلى الصين لحضور الحوار الاستراتيجي والاقتصادي - في منغوليا إن مثل هذه الخطوة ستكون "استفزازية ومزعزعة للاستقرار" بل ومن شأنها "إثارة التوترات تلقائيا والتشكيك في جدية التزام الصين بإدارة النزاعات الإقليمية في بحر الصين الجنوبي دبلوماسيا". ولفتت (وول ستريت جورنال) إلى أن الصين لم تعلن عن خطط لإقامة منطقة جديدة للدفاع الجوي، غير أنها تحافظ منذ فترة طويلة على حقها في إنشاء مثل هذه المناطق، مثلها مثل الدول الأخرى. ويقوم كيري بجولة تشمل منطقة الشرق الأوسط حيث سيلتقي مسؤولين في الإمارات والسعودية على أن تسبق زيارته إلى السعودية زيارة مرتقبة لأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي إلى واشنطن في وقت لاحق من شهر يونيو الجاري.