أقرت روسيا بعدم قدرتها هي وقطر منفردتين على التوصل إلى اتفاق بخصوص تجميد إنتاج النفط، وأن الدولتين بمفردهما غير قادرتين على حل هذه القضية الجماعية. وقبيل لقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في منتجع سوتشي، أعلن الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن روسياوقطر تتبادلان الآراء حول أسعار النفط، دون انتظار اتفاق بخصوص التجميد، وقال: "لا داعي لانتظار أي اتفاق بهذا الشأن، لأن روسياوقطر لا تستطيعان منفردتين التوصل إلى أي اتفاق، فنحن نعلم أنها عملية صعبة وجماعية، وبعد الفشل الذي حصل مؤخرًا، يجب البدء منذ البداية". وأضاف "بيسكوف" بأن "المسؤولين الروس، وخاصة وزير الطاقة، أكدوا مرارًا وتكرارًا أن الكرة الآن ليست في ملعبنا، بل هي في ملعب شركائنا، لكن لا يمكن استبعاد تبادل بعض وجهات النظر حول بيئة تسعير النفط الخام وموارد الطاقة". من جانبها أثارت وسائل الإعلام الروسية ضجة إعلامية مثيرة للتساؤلات، حيث افترضت أن زيارة الوزير القطري إلى روسيا تتضمن ملفين أساسيين، الأول يتعلق بطرح أفكار جديدة حول تسوية الأزمة السورية - والثاني بشأن تجميد إنتاج النفط والحفاظ على مستوى مناسب للأسعار العالمية. وكان مساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف أعلن أن وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني سيبحث مع الرئيس فلاديمير بوتين أفكارًا جديدة حول التسوية في سوريا، مؤكدًا أنه "كان هناك اتفاق خاص بشأن هذا اللقاء، وفي 19 أبريل طلب أمير قطر خلال مكالمة هاتفية مع الرئيس الروسي أن يستقبل وزير الخارجية القطري الذي يريد أن يبحث مع رئيسنا أفكارًا قطرية جديدة حول التسوية السورية". وقد وصل وزير الخارجية القطري يوم الخميس 5 مايو الحالي إلى منتجع سوتشي جنوبروسيا على البحر الأسود، حيث أجرى محادثات مع نظيره الروسي سيرجي لافروف، تركزت على موضوع الأزمة السورية، واستمرت جلسة المحادثات نحو ساعتين، وامتنع الوزيران عن الإدلاء بأي تصريحات صحفية في أعقابها. والمعروف أيضًا أن الدول المنتجة للنفط قد فشلت، خلال اجتماع عقد في الدوحة يوم 17 أبريل الماضي، في التوصل إلى اتفاق من شأنه تثبيت مستويات الإنتاج، وكان السبب الرئيسي لهذا الفشل خلافات بين إيران والسعودية، حيث تسعى الأولى إلى استعادة حصتها النفطية في السوق العالمية التي كانت عليها قبل العقوبات الغربية ضدها، غير أن مراقبين ربطوا أيضا بين فشل هذا الاجتماع وبين الأزمة السورية من جهة، ومغامرات إيران السياسية والعسكرية في المنطقة من جهة أخرى. وأجمعت أوساط سياسية دبلوماسية روسية وعربية على أن مباحثات وزير الخارجية القطري في موسكو مع كل من رئيسها فلاديمير بوتين ووزير خارجيتها سيرجي لافروف والتي تدور حول الأزمة السورية وتجميد إنتاج النفط لن تسفر عن أي نتائج إيجابية وستفشل موسكووالدوحة في تقريب مواقفهما، كما شددوا على أن هناك مغازلات سياسية واقتصادية تتخلل هذه المباحثات على اعتبار أن هناك ترابطا بين أزمة أسعار النفط والأزمة السورية، إضافة إلى أن قطر ضمن الدول التي تسير على نهج وضع العديد من العقبات أمام الاقتصاد الروسي بسبب نشاطات روسيا في سوريا.